اتفقت المملكة مع أذربيجان على بحث فرص تصدير المنتجات الزراعية الأذربيجانية عبر المملكة إلى بلدان الخليج، ودعوة الشركات السعودية إلى المشاركة في الاستثمار في المجمعات الصناعية التي سيتم إنشاؤها في أذربيجان، وبحث فرص إنشاء شراكات في المجال الصناعي. جاء ذلك في الاتفاقية التي وقعها محافظ الهيئة العامة للاستثمار رئيس الوفد السعودي المشارك في أعمال الدورة الثالثة للجنة السعودية الأذربيجانية المهندس عبداللطيف العثمان بمركز الأعمال في العاصمة الأذربيجانية باكو أمس على محضر مشترك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل بن عبدالعزيز وكيل المحافظ لشؤون الاستثمار وعدد من المسؤولين والمختصين من الجانبين. وشددت الاتفاقية التي وقعها من الجانب الأذربيجاني وزير الاقتصاد والصناعة شاهين مصطفاييف على الاستفادة من الفرص الكبيرة المتوفرة لتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية، بعد تبادل للآراء حول الأوضاع الاقتصادية القائمة في البلدين في العديد من المجالات المختلفة،. وأبدت شركة «سابك» رغبتها في معرفة مستوى احتياطيات الغاز على المدى الطويل وبأسعار ذات قدرة تنافسية، مما قد يدعم تنفيذ المشروعات المشتركة مع الجانب الأذربيجاني في مجال البتروكيماويات، بالإضافة إلى التعاون في مجال ربط محطات توليد الطاقة من المصادر الطاقة المتجددة إلى شبكات توزيع الكهرباء. كما تضمن المحضر إبلاغ الجانب السعودي عن عدد من المشروعات التي سيطلع عليها والمشتملة على مشروع مشترك لتركيب محطة الكهرباء لمراكم هيدروليكي بقدرة 800 ميغاواط في مكان جهاز ضخ المياه في قعر السد لمحطة (مينقاجاوير) الطاقة الكهرومائية، ومشروع تركيب المحطة الحرارية ل10000 منزل في المرحلة الأولى، وذلك باستخدام مجمع الطاقة الشمسية الحرارية والألواح الشمسية، وعبر قروض مسهلة وطويلة الأجل، إلى جانب مشروع بناء محطات الطاقة الكهرومائية الصغيرة بقدرة 10 ميغاواط على الأنهار الجبلية في جمهورية أذربيجان. وقام الجانب الأذربيجاني بدعوة صندوق التنمية السعودي لاستكشاف فرص لإنشاء مجمعات التكنولوجيا العالية في مجال مصادر الطاقة البديلة والمتجددة والاستخدام الفعال للطاقة، كما أكد الجانبان على ضرورة تنمية العلاقات في مجال الزراعة، والاتفاق على بحث فرص الاستثمار في مجال إنتاج المنتجات الزراعية خاصة تربية الأبقار، وزراعة النباتات لجمهورية أذربيجان، وتبادل المعلومات في مجال إدارة الاستثمار والتشريعات القائمة في هذا المجال. وجرى الاتفاق على التفاعل الثقافي، وتنظيم مشاركة الرياضيين في الفعاليات الرياضية التي تقام في كلا البلدين، وتبادل الخبرات في المجالات العلمية والتقنية والإدارية بين مؤسسات التعليم العالي والجامعات ومراكز البحوث في كلا البلدين، والتعاون في مجال مكافحة الأمراض المعدية، وتحسين الإطار القانوني، ومراجعة إمكانية التوقيع على اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي فيما يتعلق بالدخل والممتلكات ومنع التهرب من دفع الضرائب في أقرب وقت ممكن، وتبادل المعلومات بشأن تنقية وإعادة المياه الجوفية والسطحية. من جانبه أبدى الوزير مصطفاييف رضاه عن حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي ازداد بخط متصاعد حسب نتائج عام 2012، مشيرا إلى أن هناك ست شركات ذات رأس مال سعودي تعمل حاليا في أذربيجان في مجال التجارة، والصناعة، والخدمات، والخدمات المصرفية والتأمين باستثمارات موظفة تصل إلى 368 مليون دولار. ونقل محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان سلام وتحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لحكومة وشعب أذربيجان مهنئا رئيس أذربيجان إلهام حيدر علييف بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لفترة ثالثة. وأكد على أن العلاقة الاقتصادية بين البلدين ليست وليدة الساعة، إلا أنه اعتبرها أقل من مستوى الطموح والإرادة، مشيرا إلى نمو حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 95 في المائة خلال السنوات الأربع الماضية، ليبلغ 26 مليون دولار عام 2012، وإلى مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل 5 مشروعات بمبلغ 100 مليون دولار، بالإضافة إلى اعتماد أول خط تمويل للصادرات السعودية لصالح بنك «أمره» في أذربيجان. واختتم بالتأكيد على أن الهيئة العامة للاستثمار وجميع فريق اللجنة الممثلة بالجهات الحكومية المعنية لديهم الرغبة الملحة في تقديم التسهيلات والخدمات التي تدعم وتشجع إقامة هذا التعاون للمستثمرين السعوديين والأذربيجانيين بكل ما يحتاجونه دعما ومساندة لهذا التعاون ولأعمال ومخرجات هذه اللجنة، ولتقديم ما يحتاجونه من معلومات وتسهيلات واتصالات.