حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من أن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني قد يفشل خلال الأشهر المقبلة، وكان كيري يتحدث في جلسة استماع أمام مجلس النواب حيث يسعى بعض البرلمانيين لفرض عقوبات جديدة ضد طهران. وقال «خرجت من مفاوضاتنا التمهيدية بتساؤلات جدية عما إذا كانوا مستعدين وراغبين في اتخاذ بعض الخيارات التي يتوجب اتخاذها». وتساءل «هل أن إيران بدلت حساباتها النووية؟ بصراحة لا أعتقد أن بوسعي قول ذلك بشكل مؤكد في الوقت الحاضر، وأننا بالتأكيد لا نسلم بهذا الكلام». وواجه كيري عاصفة انتقادات من نواب جمهوريين وديموقراطيين على السواء اتهموه ب«السذاجة» بل و«التزلف» للمرشد الإيراني علي خامنئي وبتعريض الولاياتالمتحدة وحليفتها إسرائيل للخطر. وأضاف كيري «من حقنا على ضوء التاريخ أن نشكك في مدى استعداد الناس لاتخاذ الخيارات الصعبة». واعتبر أن جدية إيران ستكون محل اختبار خلال الأشهر الستة من الاتفاق الذي أبرم في 24 نوفمبر في جنيف. وشدد على الإبقاء على العقوبات الأساسية التي أقرها الكونجرس على مدى سنوات لكنه حض النواب على الامتناع عن فرض عقوبات جديدة فيما تواصل الدول الست مفاوضاتها مع إيران ،مشيرا إلى أنه يبقى من الممكن إقرار عقوبات جديدة خلال أسبوع إذا اقتضى الأمر. وقال كيري «أمامنا الآن أفضل فرصة أتيحت لنا على الإطلاق لنختبر هذا العرض بدون أن نخسر شيئا». وفيما فشلت المباحثات الجارية حاليا في جنيف حتى الآن في التوصل إلى آليات لتطبيق الاتفاق النووي، قال دبلوماسيون غربيون إنه يتعين تسوية المسائل التفصيلية التي لم يتم بحثها خلال المحادثات التي جرت في جنيف في الفترة من 20 إلى 24 من نوفمبر كي يتسنى وضع الاتفاق موضع التنفيذ. ومن بين هذه المسائل الطريقة التي ستنفذ بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورها في التحقق من تطبيق الاتفاق وموعد ذلك. وقال الدبلوماسيون إن البدء في تخفيف العقوبات سيتوقف على التحقق من تنفيذ إيران للجزء الخاص بها من الاتفاق. ويهدف الاتفاق إلى وقف التقدم في الأنشطة النووية الإيرانية لمدة ستة أشهر لإتاحة الوقت لإجراء مفاوضات بشأن تسوية نهائية للأزمة. ويقول دبلوماسيون إن تطبيق الاتفاق قد يبدأ في يناير بعد الانتهاء من وضع التفاصيل الفنية.