«المربعانية» عند شباب المدينةالمنورة موسم للبر والتنزه بعيدا عن ملوثات المدن وضجيجها فالموسم كما هو معلوم عند غالب اهل طيبة الطيبة هو مستهل موسم البرد حيث ينشط الشبان الى الرحيل برا معززين بوسائل التدفئة الحديثة والتقليدية، حيث المتنفس لهم في الضواحي. ويعتبر الشباب موسم المربعانية فرصة لتجديد النشاط والبعد عن صخب الحياة العملية وأصوات المركبات المزعجة وابواقها العالية، يتجمعون حول النار ويتبادلون الاحاديث والمسامرة ولا تخلو الجلسة البرية من لعب البلوت والضومنة. بعد ذلك يستعدون للشواء على نار الحطب ووسط أجواء حميمية رائعة كما يقول خالد فلاتة «تعودنا على الرحلات البرية خصوصا في المربعانية بداية فصل الشتاء الحقيقي حيث يكون الجو رائعا وباردا نسبيا، نذهب للضواحي ونأتي بالحطب ومعدات الشواء ونستأجر خيمة تحمينا من برودة آخر الليل، وأفضل الخروج مع أصدقائي بعيدا عن زملاء العمل.. نذهب الى البر كي نكسر روتين العمل ونجدد النشاط والحيوية». يضيف فلاتة أن الرحلات البرية يتم التنسيق لها منذ فترة ويتم توزيع المهام من عمدة الجلسة، حيث توزع المهام على الشباب بالتساوي، البعض يجلب الحطب والآخر يأتي بالشاي والقهوة كما أن هناك فريقا مختصا في شراء لحم الشواء والأرز وكل ما يتعلق بالوجبات. أما هاني الأحمدي فيقول: في هذه الأجواء يفضل الشباب الخروج للبر في رحلة شبابية مائة بالمائة ويمنع منعا بات اصطحابا كبار السن حتى تكون الجلسة بنشاط وحيوية دون رسميات ولا بروتوكولات أو تكلف «نذهب غالبا للمناطق البعيدة عن صخب الحياة وأجمل ما في البر أنه لا توجد لافتة تحمل عبارة للعوائل فقط، نأخذ حريتنا في البر ونطلق العنان للفلة والوناسة حيث نجتمع على شبة النار ودلة القهوة، كما في هذه الأجواء لا تخلو من نشاط رياضي ونلعب الكرة الطائرة وبعض الشباب يفضل لعب البلوت والضومنة كل حسب مزاجه». يشير الاحمدي إلى أن رحلات البر لا تكتمل وتشعر فيها بكمال المتعة الا عند المبيت في الخيمة ونصحو من اليوم الثاني ونحن في قمة النشاط والحيوية، كما أن الرحلات البرية تقرب وجهات النظر المختلفة بين الشباب وتذيب الجليد بين الأصدقاء وتقوي روابط الصداقة وتجعلها متينة وراسخة. ويستطرد هاني: أجمل ما في الرحلات الشبابية هو خلق روح التعاون بينهم وازالة الترسبات التي يخلقها الروتين والملل، كما أن شواء اللحم على الحطب له مذاق رائع، وهناك قاعدة في الرحلات البرية: منع استخدام الواتس اب أو البلاك بيري وهذا القرار يصدر من منسق الرحلة حيث يقطع الانترنت من جوالات الشباب ويبقى الاتصال الهاتفي فقط.. القرار اتخذ بسبب انشغال الشباب بالواتس اب والبلاك بيري الذي يفقد الجلسة رونقها ويجعلها مملة صامتة ولكل رحلة برية أنظمة وقوانين وأنا أفضل هذا النوع من الطلعات المنسقة والمرتبة حتى لا تصبح الرحلة مجرد اداء واجب تحيط بها العشوائية، والامل في تخصيص مكان بري للشباب لممارسة هواياتهم الرياضية وللتجمع تحت سقف منظم معزز بالخدمات الضرورية حتى لا يضطر الشباب للذهاب بعيدا كي يجدوا مكانا مناسبا وأغلب تلك الأماكن خالية من الخدمات.