أكد الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء على ضرورة الحفاظ على الآثار الإسلامية من الاندثار، لافتا إلى أن «التاريخ الحضاري للأمم هو الأثبت والأرسخ، والذي يكون أحيانا بالحفاظ على الآثار، إذ ما زلنا مثلا ننظر إلى المرافق العمرانية والحضارية والثقافية، حيث حافظ المسلمون على بعض هذه الآثار، فظلت شاهدة للعيان يتذكر الأجيال بها مجدهم والفترات العصيبة التي مرت بالأمة، كما تقوي في نفوس الأجيال صدق الانتماء». وأوضح أن الأماكن التاريخية التي ينبغي الحفاظ عليها هي تلك التي شهدت أحداثا حاسمة في تاريخ الأمة ومكتسباتها، فكانت هناك جهود واضحة للحفاظ على هذه الآثار. واعتبر التشكيك في الآثار يسهم في إحداث التشويش على العقول، كما بين أن هذه الآثار هي تاريخ للأمة، ولذلك يجب أن نحافظ عليها حتى لا يمس تاريخها. وبين أن الأمم تفاخر بأمجادها وآثارها ويتذكرون بذلك ما بذله أجداهم، وعلينا كذلك أن نفخر بما قدمه الأولون. وأضاف أن المحافظة على الآثار تتطلب تقديم عدد من المقترحات لتطويرها بما يضمن المحافظة عليها، ويحمي الجهال من الممارسات الخاطئة التي قد تنجم عند تلك الآثار، معتبرا الآثار الحضارية سجلا صادقا لحضارة أمتنا الإسلامية التي حوت المعرفة والعلم عبرالقرون. وكان الباحث المختص في تاريخ المدينة الدكتور تنيضيب الفايدي طالب في محاضرة في المدينةالمنورة، الخميس، بإعادة بناء المعالم الأثرية التي اندثرت، وتخصيص جهة رسمية تقف على مطالبات المؤرخين ومناقشتها ميدانيا لإعادة بنائه من جديد، بحسب المرسوم الملكي الذي يقضي بالحفاظ على المواقع التاريخية والمعالم الأثرية بمتابعة وإشراف هيئة السياحة والآثار، مؤكدا حرص الصحابة والتابعين ومن اقتفى أثرهم على الحفاظ على البقاع والأماكن الأثرية، مبينا أن ذلك يدعونا للاقتداء بهم والحفاظ على تلك المواقع التي تمثل جزءا من تاريخيا وحضارتنا الإسلامية، مطالبا بإدخال الزيارات الميدانية لتلك الآثار في مقررات التعليم في مواد التاريخ والجغرافيا والسيرة.