كان حلمي مستحيلا.. عبارة قالتها مخترعة من مكةالمكرمة شاركت في أولمبياد إبداع ورشحت لتمثيل المملكة في المعرض الدولي للابتكارات والاختراعات «ايينا 2012» وحازت على جائزة الكلية التقنية للإبداع والابتكار في ألمانيا، وأوسكار الاتحاد العالمي لاتحادات المخترعين في مجال الابتكارات الصديقة للبيئة، كما وضع اسمها في قائمة أفضل إنجازات المرأة السعودية للعام 2012. لم تحقق النجاح مصادفة بل واجهت عواقب كثيرة في طريقها لكنها حققت حلمها المستحيل. تقول وجدان بكاري «عمري لا يتجاوز العام السابع عشر، من مكةالمكرمة، وكان حلمي الأزلي أن يكون لي دور في رفع شأن الوطن والارتقاء به وأن تكون لي يد في إرجاع أمجاد المسلمين. وتمكنت ولله الحمد من التقدم لتحقيقه. بدايتي كانت على يد معلمتي (وداد الخزاعي) التي أكن لها الكثير من التقدير والاحترام والوفاء حيث أشركتني في برنامج منظومة الاختراع، حيث تعلمت أساسيات الاختراع وكيفية رعاية الأفكار الوليدة لتتحقق على أرض الواقع». محفظ القرآن قدمت وجدان بكاري أول اختراع بعنوان (محفظ القرآن) والذي لم ير النور إلا بنموذج أولي. وتوالت المشاركات بعدها حيث شاركت في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2011. وللأسف لم تتأهل لأي مرحلة، ولكنها مضت في طريقها واضعة أمام بصرها شعار ومبدأ (الفشل أول خطوة للنجاح) فقد عاودت الاشتراك في السنة التالية وشاركت ببحث علمي جديد بالاشتراك مع قريبتها (هديل معين) بعنوان (الطلاء الورقي). وتم ترشيح الفكرة للمرحلة الثالثة ولم يحالفهما الحظ في تكملة باقي المراحل.. وبعد كل تلك الأحداث خالجها شعور بضعفها واليأس واعتقاد بأنها لن تواصل مسيرتها لكنها لم تفقد الأمل بعد. تقول وجدان «في شهر رمضان المبارك وصلتني مكالمة من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع تفيد ترشحي لتمثيل المملكة في معرض ايينا في ألمانيا. وأفادتني المشاركة كثيرا حيث التقيت بالكثير من المخترعين وكان المعرض يضم أكثر من 700 اختراع من 35 دولة في العالم وبالرغم من اختلاف اللغات والثقافات فإن ذلك لم يمنعنا من التواصل معهم والاستفادة من كل تلك الثقافات. في اليوم الثالث وفي حفل توزيع الجوائز أملت في الفوز وكان الكل يهدينا دفعات من الأمل ولكن وبإرادة الخالق فاز جميع أعضاء الوفد السعودي إلا نحن». الأوسكار الأخضر في آخر يوم في المعرض وبعد انتظار طويل حققت وجدان وزميلتها الفوز بجائزتين أعظمها (القرين أوسكار) وتقول بفرح غامر «من مشاركاتي التي صقلت شخصيتي أولمبياد الرياضيات في العام 1433 وتأهلت للمرحلة الثانية، وشاركت في برنامج موهبة الصيفي بجامعة أم القرى واكتسبت الكثير من الخبرات منها تركيب الروبوتات وبرمجتها كما قدمت عدة مشاريع في هذا المجال، ورشحت للمشاركة في الملتقى الوطني الإثرائي الأول للطالبات الموهوبات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في أول مخيم صيفي للفتيات بالمملكة. وأسست أنا وصديقاتي فريق @robotech_mak كأول فريق أعضاؤه بالمرحلة الثانوية لنشر ثقافة الروبوت برعاية من إدارة الموهوبات بمكة وجامعة أم القرى متمثلة في معهد الإبداع وريادة الأعمال، كنت محظوظة جدا بعائلة حاولت أن تكتشف موهبتي في عمر صغير وسعوا جاهدين لمساعدتي للوصول للحلم.. الدعم، والتشجيع، والرغبة، والفرح كنت أراها في أعينهم في أي نجاح أحققه وكان ذلك حافزا ودافعا كبيرا لأنجح، فقد كانوا يغرسون في السعادة والتفاؤل، وكانوا يأخذون بيدي إلى تحقيق جزء من طموحاتي».