اعتبر المغرد عمار محمد «توك» اختياره كأحد 30 شخصية مؤثرة في العالم العربي، يلقي عليه مسؤولية كبيرة، مؤكدا أنه يسعى للتواصل مع جميع الأعمار كبيرا وصغيرا، إلا أنه يخاطب فئتين من العقول المتوسطة والصغيرة، محاولا العمل على تغييرها. وأوضح أن قضاياه في تويتر هي خواطر من مشاهداته اليومية التي ينقلها لمتابعه بحثا عن إجابات، وتصحيح مسار خاطئ. ● 200 ألف متابع وأكثر من 39 ألف تغريدة ماذا تعني لك تلك الأرقام؟ - مسؤولية، حينما يكون لك جمهورك الخاص، أما عن عدد التغريدات فدائما أسأل نفسي ما الفائدة التي حققتها لذاتي وما الفائدة التي حققتها للآخرين، أعتبر أن 140 حرفا في تويتر ليست بالأمر البسيط خصوصا مع ازدياد عدد المشاركين في الموقع ووجود من يراقب ما نكتبه ونشاركه مع الآخرين، والرقيب الأول هو الله سبحانه وتعالى، وباعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي سمحت للآخرين بحرية التعبير وتكوين منبر إعلامي شخصي، وأصبح كل شخص بحد ذاته يكون قناته الخاصة ولكن في الوقت نفسه الشخص مساءل عن كل مشاركاته بأن لا يتجاوز حريات الآخرين باسم الحرية الشخصية. ● ولكن لا يزال الإعلام الجديد لا يصنع الخبر ولا ينشر المعلومة الموثقة، و90% من محتوياته تعتمد على ما ينشر في الإعلام التقليدي، فكيف التفرد والشهرة؟ - نعم، الإعلام الجديد ليس مصدرا موثوقا، ولكن حينما تمنع قنوات الإعلام التقليدي من التواجد في مكان الحدث يكون الاعتبار أولا وأخيرا للصورة من المواطنين الصحفيين ممن يجيدون بعض قواعد التصوير والنشر، أو من أشخاص عاديين لا علاقة لهم بالإعلام وفنونه، وهنا الإشكالية بسيطة جدا بالنسبة للتحقق من المضمون وهو التحقق من المصدر وجودة المحتوى وانتقاء الزوايا المناسبة وتضمين الفيديو لعنصر الزمان والمكان بوضوح ووجود أمر مهم لم يطرأ على صحفي آخر التقاطه. ● لماذا تلجأ إلى تويتر؟ - لست كالآخرين ممن يهربون إلى «تويتر» في التنفيس عن الحال، ولكن ألجأ لتويتر لفهم جزء مما يدور حولي، كذلك أسعى من خلال تويتر إلى التواصل مع الشباب ممن هم في مثل سني أو أكبر مني، وأسعى لكسر الحواجز بين فئات المجتمع هنا نحن بشر وعلينا أن نفكر لماذا خلقنا، بعدما عرفنا مم خلقنا، أي أنني أعني أن هناك هدفا وراء هذه الحياة ونريد أن نبذل ما نستطيع من أجل تحقيق أهدافنا، وإلا لو كنا هكذا في الحياة من دون هدف لتقدمت علينا المجتمعات الأخرى وجلسنا في حالنا، إننا أمام تنافسية و«تويتر» صنع جزءا من ذلك التنافس في من يقدم الأقوى والأحدث والأصدق وهذا ما أسعى له في تويتر. محاسبة الوهميين ● وهل تعتقد أن في الاسم المستعار مزيدا من الحرية في التغريد؟ - من حق الشخص اختيار اسم مناسب يتواصل فيه مع الآخرين، ومن حق الآخرين أن يعرفوا عن أفكارك الخاصة ويتواصلوا معك وأعتبر مقولة «الاسم المستعار» لا يعني أن تجعل أخلاقك وتربيتك وفكرك استعارات أيضا، مهما حجبت اسمك فأنت تمثل حقيقتك، هي الأساس في تكوين الحرية للشخص فحجبه للاسم يعكس حقيقته من تواصله مع الآخرين، وكلما كان الشخص غامضا في اسمه قدر الآخرون على معرفة أفكاره، حتى وصلنا للعديد من الأدوات التي تحدد ما يحبه الشخص وما يكرهه وما هي أكثر العبارات التي يرددها وأصبح من السهل معرفة الأفلام والكتب التي يختارها أو يميل لها، فضاء الحرية مفتوح وحق حرية التعبير مكفول في كل دولة على حسب دستورها، والأسماء المستعارة لا تبعد الشخص عن المحاسبة بل الآن من السهل محاسبة أي شخص إما عن طريق التواصل مع موقع «تويتر» أو عن طريق الأجهزة الأمنية المتخصصة، ناقشني برأيك وباسمك أقل لك من أنت. مخاطبة العقول ● من تخاطب في تويتر؟ أخاطب كل من له عقل متفتح على أفكار الآخرين، العقول ثلاثة مستويات عقول راقية تتكلم في الأفكار، وعقول متوسطة تتكلم في الأحداث، وعقول صغيرة تتكلم في الناس، فأنا أميل للمستوى الأول وأحاول أن أغير في أفكار العقول من الفئتين الثانية والثالثة رغم صعوبة ذلك، لكنني وجدت الكثير ممن تجاوبوا معي طوال فترة تواجدي في «تويتر» من 2007 وحتى الآن بتغيير إيجابي ألمسه في حياتهم أو رسائلهم، أحاول في تويتر نشر فكرة صنع الحدث وتبني الآراء ونشر الأفكار الشخصية عبر صنع المحتوى، ومن هنا انطلقت الكثير من المشاريع وأولها وأشهرها مبادرة «تغريدات» التي غيرت من شكل التطوع الإلكتروني على الإنترنت وقامت بتعريب «تويتر» وعدة مواقع تعليمية وموقع TED وحاليا مشروع تعريب تطبيق foursqure. 30 شخصية مؤثرة ● هل ترى أنك حصلت على كل ما تريده في الإعلام الجديد وعلى رأسه «تويتر»؟ يمكنني تقييم ما حصلت عليه من حجم التواصل معي في «تويتر» وكل المواقع الاجتماعية، باعتقادي وجودي من ضمن أكثر 30 شخصية مؤثرة على مستوى الوطن العربي يعطيني مسؤولية؛ لذلك ما أحصل عليه هو الاستمرارية في هذا النجاح والتحديات التي تواجهني كل حسب طبيعته، فتارة يشتد الأمر في زيادة الأعداء فأقيم ذاتي هل هناك مشكلة في، فأحتاج لتعديلها وتصويب ذلك الخطأ أم أن الأعداء هم موجودون ليوقفوا نجاحاتي وحتى لا يكون هناك نوع من الاستمرارية، حصولي على ما أريد يعني توقفي عن الإنجاز وتوقفي عن العمل وهذا بالنسبة لي يعني انقطاع أفكاري وعما قريب سيكون لي إنتاجي الخاص الذي أعرض فيه أفكاري ومشاريعي حتى تدعم استمرارية النجاح التي أسعى لها. ● كيف تجد قضايا الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها «تويتر»؟ - الشباب شريحة وفئة مهمشة في كل مواقع التواصل الاجتماعي لسبب أن النخب بكافة أطيافها لا تدعم الشباب ولا تتحاور معهم إلا ما ندر، الشباب لجأ لهذه المواقع حتى يعرض أفكاره ويكون مشاريعه ويبني ذاته، وآن أن تسلم الراية من النخب في تبادل وتدوير المعرفة عبر لقاءات على الإنترنت أو خارجه يكون فيها الشباب أفكاره الخاصة ويعرف الخبرة التي سعى من هم أكبر منه سنا في الحصول عليها، هوية الشباب العربي في «تويتر» تكاد تكون مشوهة بسبب تكاثر مواقع الفرفشة والضحك والنكت على حساب الحوار الجاد، وباعتقادي التوازن مطلوب ولكن هناك الكثير ممن يسعى في تشويه الحوارات وتسطيح المعلومات ومحاربة كل من يحاول فتح آفاق الفكر باسم أن هذا الشخص لديه توجه ما أو أنه مجنون أو معتوه أو أن أفكاره لا تصدق، الشباب عليه أن يوجد منصته الخاصة التي يتحاور فيها مع نفس الشريحة وأن يكون هناك نوع من انتقاء الحوارات واللجوء للمواقع التخصصية فلجوؤنا للشبكات الاجتماعية كان بسبب عدم مصداقية المنتديات والتحكم في المحتوى وتطفيش من يسعى لبناء حوار هادف ولو تكررت المشكلة فستنعدم أهمية قضايا الشباب وبناء المجتمعات. الأكثر جدية ● من ترى أنهم أكثر جدية في التغريد الشباب أم الشابات؟ - باعتقادي البنات لديهم نوع من تجاوز طرح القضايا الاجتماعية وشرحها عبر محتويات متسلسلة سواء في التدوين أو في التغريد عبر «تويتر»، وقد ساهمن في توثيق لحظات مهمة في حياتنا والكثير منها تحول إلى روايات إلكترونية أو مطبوعة، أما الشباب فتكوين القضايا والحوارات يعد محصورا على فئات نخبوية ركز عليها الإعلام أو هي ركزت على مضمون واحد ونجحت في إثارة الرأي العام والتف الناس حولها. ● ما هي أهم القضايا المجتمعية التي تحب أن تغرد فيها؟ - الإعلام الاجتماعي وفهم أدواته، الإعلام بين الواقع والمأمول، الارتقاء بالسلوكيات الشخصية؛ لأنها في النهاية هي التي ستقودنا إلى الارتقاء على المجتمعات الأخرى، قضاياي في تويتر هي خواطر من مشاهداتي اليومية أنقلها لمتابعي، إما بهدف إثارة التساؤلات أو البحث عن الإجابات أو لفت أنظارهم لمسار خاطئ يجب أن يصحح.