لفت صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم إلى أن العمل جارٍ للقضاء على المباني المستأجرة في التعليم، قائلا «أسند ذلك إلى شركة تطوير القابضة لأجل أن تتفرغ الوزارة لتطوير السلك التعليمي»، مضيفا «نتطلع إلى تولي المرأة منصب مدير عام في التربية والتعليم في إحدى المناطق، كما نطمح أن تكون الوزارة واحدة لا فرق فيها بين البنين والبنات، كما أن الهدف حاليا هو السعي لجعل كافة المدارس تعمل وفقا لنظام التطوير المعمول به في بعض المدارس». وقال، أثناء تكريمه في اثنينية خوجة البارحة الأولى والتي دخلت هذا الأسبوع عامها ال33 بعد أن استضافت 7 وزراء: «نتطرق حاليا إلى هيكلة الوزارة بما يتوافق مع قوالب المرحلة المقبلة، كما أن هناك هيكلة للتعليم لضبط الأمور»، مردفا: «سيتحدث التعليم عن نفسه، كما أن هناك توجها للوزارة لخدمة المعلم والطالب، ونتطلع أن تكون هناك رخص ورتب للمعلمين، وقد رفع بذلك للمقام السامي حتى يكون هناك معلم أول ومعلم مميز». وزاد: «هناك برامج سيعلن عنها قريبا ستسر الوطن وأهله»، مبينا أنهم يعملون حاليا على إصلاح أخطاء ثلاثين عاما مضت. وتطرق إلى أهم المحطات التي أثرت على حياته كدور خادم الحرمين الشريفين عليه، إذ ساهم حفظه الله في تكوين شخصيته واعتماده على نفسه منذ سن باكرة بعد أن شجعه على السفر للخارج لتعلم اللغة، وكذلك من المحطات الهامة في حياته عيشه في مدينة جدة، وكذلك سفره إلى أمريكا، كما أثر عليه بعض ممن صاحبهم، وكذلك أثناء عمله في الاستخبارات، كما بين أن عدم نجاحه في الجانب التجاري قاده للعمل في الحرس الوطني، وآخر تجاربه الحالية هي وزارة التربية والتعليم. ولفت إلى أن المملكة تميزت بالمكانة الدينية، مشيرا إلى تجربته في التعليم خلال ال4 سنوات، حيث نوه بأن المنخرط في الوزارة يشعر بالمسؤولية والمكانة الكبيرة، قائلا «سأتحدث عن التربية والتعلم وليس عن الوزارة»، حيث شدد على أهمية تنشئة الإنسان في المراحل الأولى، متطرقا في ذلك إلى دور بيته في تنشئته. ونوه بدور أحد معلميه في أمريكا، والذي ساهم في تعريف الطلاب آنذاك على الحضارة الإسلامية، لافتا إلى عمله مع أشخاص ساهم معهم في الخطة الخمسية في الجانب الصناعي، مستفيدا في ذلك من سفره لأمريكا وزيارته للمصانع في المملكة، وما واجههم خلال ذلك من عراقيل بسبب صعوبة الحصول على المعلومات لإعداد الخطة بصورة علمية دقيقة، قائلا «المعلومة الصحيحة تسهم في بناء الاستراتيجيات عموما، وتجربتي مع الاستخبارات العامة جعلتني أجد ضالتي في توفير وبناء المعلومة». كما تطرق إلى محاولته في فترة ماضية لإنشاء مركز للثقافة العربية في أمريكا، لكن ذلك لم يتم، قائلا «التطور السريع يصنع فجوة، إلا أن تمسك المملكة بالدين ساهم في سد الفجوة». وذكر أهمية دور المعلم والبنى التحتية للتعليم، وكذلك دور الأسرة للمضي قدما في التعليم، قائلا: «أتمنى أن يكون هناك إعلام تربوي هادف يخدم العملية التربوية في كل جوانبها»، كما طالب بتأقلم الأبناء مع المتغيرات، مشيدا بجهود الملك خالد رحمه الله في ولادة مجموعة التفكير عندما عرضها عليه، فقال الملك خالد رحمه الله: «العالم يأخذ فلوسنا ويعطينا حديد وأسمنت»، كما تطرق إلى استفادة الكوريين أثناء عملهم في المملكة، مبينا أن الإنسان عبارة عن تجربة. وذكر أن كثيرا من برامج الوزارة لا تظهر للآخرين، وكيف أن التطور في جامعاتنا بلغ مستوى عالميا، مضيفا: «ما تحقق من برامج ومشاريع وزارية، ومنها مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، تهدف إلى الاهتمام بالإنسان»، كما بين أن وزارة التربية والتعليم تعمل على القيمة المضافة والتنمية المستدامة. من جانبه، قال مؤسس الاثنينية عبدالمقصود خوجة: «الأمير يرى أن التعليم ركيزة التنمية المستدامة، حيث جاء عن وزير التربية والتعليم بأن وزارته تسير على النهج الصحيح، حيث يعمل على النهوض بأركان وزارته بمواكبة التغييرات العالمية، بما يتوافق مع المتطلبات اللازمة، الأمر الذي جعل من المعلم منتجا وناشرا للمعرفة». وبين أنه سعى إلى إحداث هيكلة في الوزارة وتطويرها بما يحقق الأهداف المرجوة، قائلا «منح الوزير مديري التربية والتعليم، وكذلك مديري المدارس صلاحيات ساهمت في القضاء على البيروقراطية والمركزية»، لافتا إلى ارتقاء المحاضن التعليمية حتى تتعامل الفصول الدراسية مع التقنية، مستشهدا ببعض الطالبات والطلاب الذين بلغوا مراكز متقدمة نتيجة هذا التطوير الذي يقف خلفه فارس الأمسية. وأشار خوجة إلى أن الوزارة تمكنت من خفض نسب الأمية بين الرجال والنساء خلال 40 عاما. وأضاف «اهتم الأمير بمشروع خادم الحرمين الشريفين للتطوير بالاعتماد على المحتوى الإلكتروني بتجهيز القاعات بكافة وسائل التقنية والتي تخدم 55 شريحة متنوعة». ولفت إلى بعض الصعوبات التي تواجه الوزارة كتدني الكفاءات وضعف فرص التعليم ونقص المباني المدرسية غير المستأجرة، قائلا «السبب في ذلك محدودية الموارد التي تسببت في التأثير على المسيرة العلمية، والتي لم يقف خلالها الضيف مكتوفا، بل ساهم قدما بما يسهم في تطوير التعليم». من جانبه، قال الدكتور سهيل قاضي «الضيف نهض بالتعليم، وهو يتولى شرف صناعة أجيال المستقبل»، منوها بأن وزارة التربية والتعليم من أكبر أجهزة الدولة من حيث ضخامة منسوبيها، متحدثا عن نهوض التعليم في المملكة حتى ساهم في القضاء على الأمية بنسبة كبيرة. وقال «ساهم الأسلوب الجديد في اختيار المعلم والمعلمة في جعل مؤسسات التطوير تعيد النظر في برامج التدريب»، مضيفا «من الظلم اتهام المدرسة حال حصول القصور، إذ لا بد ألا يتهرب المرء من مسؤولياته، والتي تبدأ من المنزل، إذ من السهولة بناء مقرات للتعليم، لكن بناء الإنسان يحتاج إلى 25 عاما». وذكر أن الأمير صاحب رسالة وقد أوكلت إليه المهام الصعبة، وكيف عود نفسه على البساطة والتواضع والقرب من الناس ومشاركته أفراحهم وأتراحهم وهو يتمتع بحسن الأداء والانضباط والحوار وكيف يقبل النقد الموضوعي والسعي بالأخذ بمضامينه، وكيف استفاد من بعض الأهداف التي استوحاها من ملك البلاد، مطالبا بالتوسع في البرامج اللا صفية. أما الدكتور عبدالله مناع، فعدد بعضا من نجوم التعليم، قائلا «كان اختيار الملك للأمير فيصل بن عبدالله موفقا؛ لكونه يسعى إلى العمل على الأزمنة القادمة». في حين تمنى الدكتور ناصر السلوم أن يعين الله الوزير على مهمته التي تعنى ببناء الإنسان. أما إياد مدني فقال «دور الوزير واضح في إرساء المفهوم والتخطيط الاستراتيجي في الوزارة، كونه صاحب رؤية، كما ينظر إلى الموضوعات بصورة مختلفة تهدف إلى إبراز الأمور عالميا». إلى ذلك، أوضح مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة حامد السلمي أن منطقة مكةالمكرمة حققت 7 مراكز من بين 10 مراكز في العالم في مجال الرياضيات، قائلا «هناك نماذج مشرفة ينبغي إبرازها وليس الاقتصار على السلبيات».