أشار تقرير رسمي أعده عدد من المختصين في علاج الأورام في المدينةالمنورة حصلت «عكاظ» على نسخة منه، أن حالات الإصابة بمرض السرطان بين الأطفال سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال الأعوام الثلاثة الماضية. واستقبلت الوحدة المتخصصة في علاج الأورام والخاصة بالأطفال والملحقة في مستشفى الأطفال بالمدينةالمنورة نحو 100 حالة جديدة مصابة بالسرطان بين أطفال منطقة المدينةالمنورة، وهو عدد لم يسبق تسجيله في وقت سابق، كما وصف التقرير المرحلة الحالية ب«الخطرة». وشدد التقرير على ضرورة استحداث مركز متخصص لعلاج الأورام في أسرع وقت ممكن لتخفيف معاناة الأطفال في بداية الإصابة بالمرض، مؤكدا وجود نقص في الكوادر الطبية والأجهزة المتخصصة في علاج الأورام في منطقة المدينةالمنورة، وطالب التقرير بسرعة التحرك لإنشاء مركز متخصص في المرافق الصحية الحديثة في المدينةالمنورة لتوفير الرعاية الطبية اللازمة الأطفال. في المقابل فتحت «عكاظ» ملف اطفال السرطان في منطقة المدينةالمنورة، حيث الحالة المعنوية السيئة التي تجتاح معظم الاطفال المصابين ب«مرض السرطان»، والمعروف اصطلاحا بأنه مرض «الموت»، إلا أن رحلة المعاناة ما زالت تجتاح تلك الفئة من الاطفال التي تعيش في المدينةالمنورة، فيدفعون من وقتهم وجهدهم الغالي والنفيس من أجل «جرعة انتظار» للتداوي في مراكز متخصصة أخرى لا تتوفر في منطقتهم. ومع صدور توجيهات العام الماضي بإنشاء مركز متخصص لعلاج الأورام في المدينةالمنورة، بتخصيص جزء من المستشفى التخصصي في مدينة الملك عبدالله الطبية شرقي المدينةالمنورة والتي أوشكت على الانتهاء، إلا أن اطفال السرطان يعتبرون عدم توفير مركز متكامل للسرطان وإبقائهم في حيز مستشفى ربما يفقدهم الاهتمام المطلوب، كما أنه لا يتناسب مع أعدادهم الكبيرة. في الوقت الذي يحتاج الطفل المصاب بمرض السرطان لمرحلة علاج تراوح بين عامين و3 أعوام، وهو الامر الذي يتسبب في إرهاق العاملين في متابعة العدد البسيط من الحالات التي تتلقى علاجها في وحدة متخصصة ملحقة بمستشفى الأطفال في المدينةالمنورة، قدر التقرير التكلفة المبدئية لمبنى مركز الأورام بتجهيزاته وإمكانياته بنحو 150 مليون ريال، فيما يعد سرطان الدم هو الأكثر انتشارا بين الأطفال. في المقابل أشار عدد من اولياء امور اطفال السرطان في المدينةالمنورة إلى أن انتظار اطفالهم لمدة قد تصل إلى عامين للبدء في تشغيل المركز المنتظر يضاعف معاناتهم، فهم لا ينكرون أن الهيئة الطبية تحيلهم إلى المراكز المتخصصة في الرياض أو جدة، لكنهم يعتبرون إحالتهم لا تعني لهم إلا مزيدا من المعاناة. فيما تطالب ناهد الاحمدي والدة أحد اطفال السرطان بتوفير جهاز العلاج الإشعاعي في مستشفيات المدينةالمنورة بشكل عاجل لإنهاء معاناته اطفال السرطان مع رحلة العلاج، يرى محمد المورعي أن خدمات الرعاية لأطفال السرطان بالمنطقة لا تتوافق وحجم المعاناة التي يعيشها الاطفال، مما يتطلب سرعة التدخل بتوفير الإمكانيات في مستشفيات المنطقة. وأشار عادل الجهني ومحمد البراكي وناصر الرحيمي إلى أن لجوء اطفال السرطان للعلاج خارج المنطقة لا يحقق لهم أبسط قواعد المعاملة اللائقة، في الوقت الذي يكون الطفل في امس الحاجة للرعاية الدائمة. في المقابل اكد ل«عكاظ» مدير فرع الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان في المدينة المنور أحمد عبيد الحماد أن مشروع إنشاء مركز متخصص لعلاج الأورام في منطقة المدينةالمنورة قد يستغرق اقل من عامين حتى يصبح جاهزا لاستقبال مرضى السرطان. وأضاف: بتوفيق من الله حققت المنطقة تقدما ملحوظا في مكافحة انتشار المرض من خلال برامجها في الكشف المبكر التي تمثلت في وجود مركز طيبة للكشف المبكر وسيارة الماموجرام التي تجوب مختلف أنحاء المدينةالمنورة. وحدة متخصصة واقترح التقرير إنشاء وحدة متخصصة ومركز للأورام، في عدد من الجهات القائمة مثل مستشفى الحرس الوطني أو في الجهات الصحية طور الإنشاء مثل المدينة التخصصي أو جامعة طيبة (الجديد) أو القوات المسلحة أو الجامعة الإسلامية، مع تحفيز القطاع الخاص لإنشاء مراكز للأورام بالمنطقة أو مخاطبة وزارة الشؤون البلدية والقروية لتخصيص أرض لمركز أورام وأرض وقف لدعم برامج المركز، بالإضافة إلى كرسي بحث «للكشف المبكر».