تحولت الحديقة التي طال انتظارها على الكورنيش الأوسط بجازان، إلى أثر بعد عين، بعد أيام قليلة من تدشينها، الأمر الذي أصاب الأهالي ورواد الكورنيش بالحيرة من هذا التحول، وتلف المسطحات الخضراء وانتشار الحفر وسقوط الأشجار وأعمدة الإنارة، إضافة إلى انهيار الأرصفة. وفيما كان الكل يلاحق الأمل في رؤية الحديقة في أبهى صورة، وجدوا بأم أعينهم الحديقة على أرض الواقع، لكن سرعان ما تلاشى الحلم والواقع، لتتحول الحديقة إلى مشهد مؤسف من الدمار والخراب، وكأنها لم تولد بعد، لترسم على وجوه الجميع علامات الحيرة، فيمن دمر المنجز، ومن لم يتابع ما تم تنفيذه، وكيف بالسهولة تلك تحول إلى دمار، من أشجار وأعشاب، وتمديدات عشوائية. ويقول أحمد الحكمي «فوجئت بتلف المسطحات الخضراء التي زرعت في بعض المواقع فيما انتشرت القمامة في المواقع الأخرى وكان المشهد يحمل المزيد من علامات التعجب، فلم نكن نتصور أن الحديقة سوف تصبح في خبر كان خلال فترة قصيرة من افتتاحها». ويشير تركي الصائغ إلى أن الزائر للواجهة البحرية يقف مندهشا من الإهمال السريع الذي ضرب مرافقها خاصة وأن الحديقة مقصد لكثير من الأهالي وزوار المنطقة الذي يبحثون عن المتعة في ربوع جازان، ويلاحظ أن الأشجار داخل الحديقة ماتت واقفة، وأصبحت خرابا، والعشب أتلف. وأبدى مرتادو المنتزه كل من محمد العبدالله وهادي علي ونايف عبدالله استياءهم من وضع الحديقة وما آلت إليه الأوضاع داخلها، متسائلين عن السبب في هذا الوضع، وكيف تقبل أمانة جازان المشرفة على الواجهة البحرية هذا الوضع المخجل. وأضافوا إنهم هجروها بسبب خوفهم على أسرهم وأبنائهم من الزواحف والحشرات ومن التمديدات الكهربائية المكشوفة داخل الحديقة، مشيرين إلى أن الأشجار ذبلت والعشب الطبيعي بلا سقيا وأدوات الري معطلة ومهملة والتي تنتشر في كل مكان بالحديقة، مطالبين أمانة جازان بإعادة ترتيب الحديقة خاصة أنها متنفس لكثير من الأهالي وزوار المنطقة، وأن تتحمل مسؤوليتها تجاه تلك المشاريع التي تخدم المنطقة وتدفع بعجلة التنمية بها، خاصة وأنها أصبحت وجهة سياحية في فصل الشتاء للكثير من السياح وأن وضعها الحالي لا يليق بجماليات البحر، مشيرين إلى أملهم في أن تسارع الأمانة لمعالجة الموقف. من جانبه حمل المتحدث الإعلامي في أمانة منطقة جازان طارق الرفاعي، الزوار مسؤولية العبث الذي شهدته حديقة الواجهة البحرية، مرجعا تلف المسطحات العشبية والأشجار إلى انعدام المياه بسبب عدم إيصال السقيا إليها وأن الأمر يحتاج إلى مسافة 20 كيلومتر لإيصال المياه، إضافة إلى مشاكل في التربة، مفيدا أنه تم الاتفاق مع المديرية العامة للمياه بجازان على جلب صهاريج مياه لإيصال الماء، مطالبا شرطة منطقة جازان بوضع حراسات أمنية على الحديقة لحمايتها من العبث والسرقة.