أكد ل«عكاظ» أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز بدء عهد تنموي جديد بالباحة، بمناسبة اعتماد هيئة السياحة 16 مليون ريال لاستكمال مشروع إعادة تأهيل قرية ذي عين الأثرية بالكامل. وقال سموه: إن تنمية الباحة بدأت منذ أعوام وهي قائمة وستستمر من خلال مشاريع حكومية وأهلية ستجعل منها وجهة السائحين صيفا وشتاء. من جانبه، أوضح ل«عكاظ» رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن ميزانية تأهيل قرية ذي عين ارتفعت من 6 ملايين إلى 16 مليون ريال. وعن إمكانية تحويل بعض بيوت القرية إلى فندق يجمع بين الأصالة والمعاصرة، قال سموه: سترى قريبا فندقا داخل بيوت القرية وفندقا آخر على أحدث طراز مجاور للقرية. مؤكدا أن قرية ذي عين في الباحة مشروع أولي هام وتسعى الهيئة جاهدة إلى إعادة تأهيلها. وكان أمير الباحة ورئيس هيئة السياحة وضعا مساء أمس الأول حجر الأساس للمرحلتين الأولى والثالثة لمشروع تطوير قرية ذي عين التراثية في تهامة الباحة، وتوقيع اتفاقية تأهيل القرية بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في مركز التراث العمراني الوطني وجمعية قرية ذي عين التعاونية. وكشف الأمير سلطان بن سلمان خلال حفل وضع حجر الأساس، أن تطوير قرية ذي عين يأتي ضمن اهتمامات الهيئة بالمحافظة على القرى والمباني التراثية وترميمها وتطويرها وتحويلها إلى مواقع جذب سياحي، وذلك ضمن مشروع التطوير والتأهيل للمواقع التراثية في مختلف مناطق المملكة والذي تقوم عليه الهيئة وشركاؤها في وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة المالية والجهات ذات العلاقة، مشيدا بتعاون الأهالي في المشروع، ومساعيهم للحفاظ على هذه القرية التاريخية، ومن ذلك إنشاؤهم جمعية ذي عين التعاونية لدعم أعمال المشروع. وبين أن الهيئة تسعى إلى إيجاد الحلول لمشكلة ضعف تمويل مشاريع القرى التراثية، وتعمل مع شركائها في مساعدة الشباب على إنشاء الجمعيات التعاونية والشركات والحصول على القروض مع البنوك لتطوير القرى التراثية، إضافة إلى تدريب أهالي تلك القرى للقيام بأعمال الترميم والإشراف على صيانتها، علاوة على تدريبهم على تقديم الخدمات ويهدف المشروع إلى تطوير القرية والحفاظ على المباني المتبقية فيها وترميمها وتأهيلها لصالح الأهالي، إلى جانب إيجاد فرص عمل لأبناء القرية والأسر المنتجة، وتحقيق عوائد مالية مجزية لهم مع إحياء الحرف اليدوية والمنتجات الزراعية وتبني جميع المشاريع داخل القرية وفي محيطها. وتتضمن خطة تطوير القرية ثلاث مراحل يستمر تنفيذها على مدار خمس سنوات، وتشمل إعداد الرؤية الاستراتيجية لتنمية القرية بشكل مستدام، وهي المرحلة الأولى التي تتضمن تأهيل الممر الرئيس للقرية، وإيجاد جلسات ومطلات على طول الممر وصولا إلى شلال الماء، إضافة إلى إعادة افتتاح مسجد القرية الأثري، وتأهيل عدد من المباني لتكون المتحف الخاص بها، وإنشاء مركز للزوار، ومحال تجارية لأهالي القرية. فيما تمنح اتفاقية تأهيل قرية ذي عين التي تم توقيعها بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في مركز التراث العمراني الوطني وجمعية قرية ذي عين التعاونية التي وقعها من جانب الهيئة المدير التنفيذي لمركز التراث العمراني الوطني الدكتور محسن بن فرحان القرني وعن الجمعية رئيس مجلس إدارتها يحيى حسين عارف، على منح الهيئة حق الانتفاع من القرية لمدة ثلاثين عاما مقابل تحمل الهيئة تكاليف الترميم والصيانة للمباني، حيث تلتزم بالمحافظة على مباني القرية والمحافظة على هويتها وأصالتها، وتتحمل جميع تكاليف الترميم والصيانة خلال مدة الاتفاقية، وتعمل على تسجيل القرية كموقع تراثي وفقا للنظام التراثي، فيما تلتزم الجمعية وملاك القرية بمنح الهيئة حق استغلال المبنى واستثماره بما يتناسب مع هويته وأصالته، وعدم القيام بأي من التصرفات التي تؤثر على ملكية العقار من بيع أو رهن خلال مدة الاتفاق، والالتزام بالمحافظة على المبنى بعد مدة الاتفاقية وسلامة عناصره ومحتوياته، على أن تلتزم كل جهة عند تسجيل القرية كموقع تراثي بالمحافظة على مباني القرية، باعتبار ذلك موقعا تراثيا عمرانيا وطنيا، وتنص الاتفاقية كذلك على أن يفوض الملاك الجمعية بتمثيلهم أمام الهيئة أفرادا ومؤسسات.