قال تعالى «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي». أبا أحمد.. هل نبكيك أم نبكي حالنا على فقدك.. شعور يعتريه الحزن والأسى، ولا سيما وأنت المثل لنا في التوعية الفكرية.. ودعنا رجلا فاضلا بقامة الدكتور محمد بن أحمد الرشيد إلى جوار ربه تاركا حزنا في نفوس محبيه.. رحيل رجل التربية والتعليم في بلادنا الذي اختاره العلي القدير إلى جواره.. نعم إننا على فراقك لمحزونون.. لكن هذه حال الدنيا الفانية.. نزول ثم ارتحال.. وما علينا سوى الإيمان بقضاء الله وقدره. كنت رجلا اجتمعت فيك مواصفات الإنسان المتكامل فقها تربويا وفكرا تنمويا ونحسبك كذلك والله حسيبك، ألفيناك مؤمنا صادقا عشت طيب المعشر عفيف اليد واللسان استطعت بحلم وأناة الكبار أن تواجه كل التيارات التي لم تعِ وتفهم ما قدمت طيلة عملك في وزارة التربية والتعليم، أحدثت أثرا وزرعت قيما تبقى ما بقي الزمان والمكان، امتلكت بشاشة الوجه وطهارة القلب ونقاء السريرة كنت متواضعا محبا للخير محترما للجميع صغيرا وكبيرا فقيرا وغنيا، خدمت وطنك بكل حب، ورددت جميل ولاة الأمر بثقتهم فيك فكنت خير الأمين وخير الصادق على تربية أبنائهم التربية الصحيحة التي ترتقي بها الأمم وتعلو إلى القمم، نتذكر معك وبك تلك المراحل الانتقالية التي شهدتها وزارة التربية والتعليم في كافة المجالات حتى أضحى تعليمنا ينافس العديد من الدول الذين سبقونا قرونا في التأسيس والريادة، إنها ملحمة بطولة ورحلة كفاح في وطن أتاح الفرصة للمخلصين أمثالك للتأثير في مسيرة التمنية وملحمة البناء والنماء لوطن احتضن بين جنباته أقدس بقاع الأرض، فهنيئا لك ذلك الشرف وهنيئا لك ذلك الحب وذلك الدعاء من ملايين البشر الذين استشعروا ما قدمت من خدمات لدينك ووطنك، رحمك الله رحمة الأبرار وأسكنك فسيح جناته، ولقد أحزنتني ميتا بعد أن أسعدتني بزيارتك حيا بمنزلنا بالريحان (إنا لله وإنا إليه راجعون)..