منذ فترة وأنا أعيش في حالة قلق وتوتر، ولا أخفي إن قلت إن كل ذلك انعكس على تحصيلي العلمي في الجامعة، باختصار يريد والدي الديكتاتوري والمتعسف تزويجي بابن عمي بحكم القرابة والعادات والتقاليد، وبصراحة لا أقلل من شأن ابن عمي فشخصيته رائعة وكل فتاة تتمناه زوجا، إلا أن سبب رفضي هو أنه مصاب بمرض وراثي، فهناك أمراض توارثتها العائلة ومنها الثلاسيميا والأنيميا والسكري، أنا أحب والدي ولا أريده أن يعتبر عدم موافقتي هو رفض لمطلبه، فماذا أفعل، مع العلم أن والدتي لا تستطيع أن تفرض رأيها؟ سمر (جدة) الاستعانة بالجهة الرسمية آخر الحلول بعرض معاناتك يا سمر على أستاذ التربية الاجتماعية بجامعة أم القرى سابقا الدكتور نجم الدين الأنديجاني قال: من منطلق المبدأ الاجتماعي العام فإن موضوع الزواج هو قسمة ونصيب بالدرجة الأولى، ولكن هذا لا يمنع من اتخاذ أو أخذ الأسباب الكفيلة لحياة زوجية ناجحة وتكوين أسرة سعيدة في المستقبل، فمن حق الأسر والأبناء أن يحسنوا اختيار شريك أو شريكة الحياة قد الإمكان وهذا الأمر منصوص عليه في الشريعة بالدرجة الأولى وهو اختيار الزوج الصالح (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه). ومن خلال الكثير من الدراسات العلمية والطبية ثبت أن هناك علاقة وثيقة بين الجينات الوراثية للأبناء ودرجة القرابة بين الزوج وزوجته، وخاصة ما يتعلق بالأمراض الوراثية وأهما الثلاسيميا والأنيميا وداء السكري، بجانب أمراض التوحد ومتلازمة داون والتي رصدت كثيرا في زيجات صلة القرابة. فخير ما أنصحك به أن البحث عن من تستطيعين اللجوء إليه في الأسرة من الأشخاص الذين من الممكن أن يؤثر على والدك الديكتاتوري والمتعسف، فأنت لا تلامين على خطوتك في بناء أسرة سليمة بعيدا عن توارث أمراض تنعكس سلبا على حياة الزوجين فيما بعد، وإذا لم تجد هناك من يقف بجانب في معاناتك فعليك الاستعانة بالجهات الرسمية للتظلم والتي حتما ستنصفك وخصوصا أنك مسبوقة بحسن النية ولا تريدين إنجاب أطفال مشوهين. ورأى استشاري طب النساء والولادة في مستشفى الثغر بجدة الدكتور محمد يحيى قطان ، أن المصابين بأمراض الدم الوراثية يتعايشون مع المرض وتبعاته طوال الحياة ولا تقتصر معاناتهم على المستوى الشخصي بل تمتد إلى أفراد أسرهم والمجتمع، وبالتالي فإن الوعي كفيل في الحد من انتشار حالات الأمراض الوراثية وخصوصا في زواج الأقارب، وأن تفهم الأسر والأقارب بمضاعفات الزواج في حالات عدم التوافق خير حماية من إنجاب أطفال مصابين يترتب عليه انعكاسات سلبية على المصابين والوالدين والمجتمع. ومعروف طبيا أن الأمراض الوراثية والسكري أصبحت من الأمراض المنتشرة بشكل لافت للنظر في مجتمعنا نتيجة زواج الأقارب، ومن هذا المنطلق أدخلت الصحة برنامج فحوصات ما قبل الزواج وفي حالة عدم التوافق يحال الطرفان إلى العيادة الاستشارية لتوضيح ما قد يترتب على الزواج واحتمالات إنجاب أطفال مصابين. فخير ما انصحك به يا أخت سمر أن تبحثي عن من يقنع والدك بمضاعفات مثل هذا الزواج، وأن أصر على رأيه فليس أمامك سوى الاستعانة بالجهات الرسمية، وفقك الله.