عندما تم فك تشفير مباريات الدوري السعودي وعرضها للمشاهدين بالمجان بعد سنوات من (الاحتكار الفضائي) الذي كان له الكثير من السلبيات على المشاهد خاصة الشباب منهم ولكن بعد أن تم الإلغاء وأصبح متابع المسابقات السعودية يشاهد المباريات مجانا ظهر بعض من ينتقد ذلك، فالمدرجات بسبب ذلك خلت من مشجعي فرقها التي تخوض المنافسة وبالتالي حرمت الأندية من حقوق النقل التي يري بعض مسؤولي هذه الأندية أن مردودها بات ضعيفا جدا وغير ذلك من تداعيات كان سببها إلغاء التشفير. في هذا التقرير نحاول تسليط الضوء على هذا الموضوع وأخذ آراء أهل الإعلام والمختصين في هذا الجانب: بداية يقول عضو مجلس إدارة نادي الاتفاق ومدير المركز الإعلامي بالنادي محمد الصدعان إن قناتنا السعودية في الوقت الحاضر أفضل بكثير من السابق، وهذا شيء ملحوظ ولكن ينقصها أن تبدأ عملها قبل المباراة بوقت كاف وأن يكون الضيوف منتمين للناديين المتباريين، كما يجب أن نشاهد الأحداث التي داخل الملعب وأن يستبدل المحللون في البرنامج الذي يهتم بالتحكيم حيث يجب تطويره وتكون هناك مداخلات للتحدث عن أحداث المباراة، أما بالنسبة لفك التشفير فبالفعل أضعف حضور المشجعين بطبيعة الحال لأن ملاعبنا بكل صراحة ليست جاهزة لاستقبالهم وتقديم المميزات الموجودة خلف الشاشة خاصة عند فئة الشباب باعتبارهم الأكثر حضورا في ملاعبنا. ويوضح المدرب الوطني ومحلل القنوات الرياضية السعودية الدكتور عبدالعزيز الخالد أن العمل غير مقنع وفيه تكرار في المواضيع رغم اختلاف المسميات وهناك تعزيز للتعصب من خلال الكثير من البرامج حتى في الأستديو التحليلي تجد أن لكل ناد محللا بغض النظر عن القدرة الفنية له، وبالنسبة للتشفير فإن إلغاءه جيد بالنسبة للقناة ولكن يجب أن يكون ما يقدم أفضل حتى وإن كان بالمجان، أما حضور المشجعين فقد تأثر لأن المشجع أصبح يري في الذهاب للملعب صعوبة مع عدم وجود الإمكانات فيه أيضا وهذه مشكلة أخرى. من جانبها تقول الإعلامية والمذيعة بالتلفزيون السعودي رشا باصرة: لاشك أن النقل المجاني مراد للكل ومثلما قال المثل الشعبي (شي بلاش ربحه فيه) وهذا شيء يشكر عليه المسؤولون في القناة الرياضية السعودية، ولكن مشكلة النقل المجاني أنه يؤثر على مداخيل الأندية فقط رغم أن التلفزيون يمنحهم حقوقا على ذلك لكن هناك ظلم بين الأندية في حصة النقل فناد له شعبية كبيرة يحصل على نفس حصة النادي الأقل شعبية، تعتبر مساواة ظالمة، وبالنسبة لما تقدمه هم يجتهدون لكن هناك عدم تنويع في ما يطرح مع تكرار في الأشخاص عبر الأستديو التحليلي، وبشكل عام فإن فك التشفير مفيد في أن الشباب صغار السن يلزمون منازلهم خاصة إذا كان وقت المباراة متأخرا في المساء مثلا لأن كرة القدم شعبية ولها متابعون معظمهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12-18 سنة وهذا سن خطر جدا، فك التشفير طبعا أثر على حضور المشجعين لأن المشجع أصبح يبحث عن «راحته». ولكي نوسع دائرة الطرح في هذا الجانب أخذنا رأي الإعلامية مذيعة التلفزيون السعودي مها السراج التي قالت إن التشفير تجارة يتم بيعها على المشاهد ومنها مباريات كرة القدم وتم تطبيقها في الوطن العربي ولكنها فشلت للأسف الشديد لأن السواد الأعظم من متابعي كرة القدم من الفقراء غير القادرين على دفع تكاليف قيمة الاشتراك وعندما تقدم قنواتنا هذه بالمجان نقول لهم كثر الله خيركم، التشفير فشل بالوطن العربي وشاهدنا ما حصل من مشكلات في بعض الدول مع بعض القنوات التي احتكرت نقل بعض البطولات، تلفزيوننا يقدم عملا جميلا ويهدي المشاهد المباريات، صحيح أنه أثر على الحضور ولكن في المباريات المهمة لايزال الحضور كما هو ومن يشجع فريقا سيذهب ولن يعيقه كون المباريات بالمجان. سألنا المخرج السعودي عبدالعزيز الرويشد أحد أصحاب الاختصاص فقال إن فك التشفير يخدم المتابعين وهم الطرف الرابح في هذه القضية ولكن بالنسبة لما يقدم، أولا وسائل التقنية في ملاعبنا أرى أنها ممتازة والمشكلة تكمن في عدم وجود الكوادر لأن هناك نقصا ولايمنع من إضافة بعض الكوادر الأجنبية وهذا شيء لمسته شخصيا بالنسبة لجودة النقل، القناة الرياضية السعودية تحتاج للوقت لأنها جديدة في التجربة، قديما كان النقل يقتصر على مباراة واحدة والآن 6 مباريات ورغم ذلك هناك تغطية جيدة، أكرر نريد زيادة في الكوادر وهذا ليس عيبا فنحن نتعلم. بالنسبة للبرامج الرياضية -وحتى أكون منصفا- فإنها تجد قبولا كبيرا لدى الرياضيين وفيها لمسة إخراجية جيدة وأكرر نريد زيادة في الكوادر فقط وسترون ما يعجبكم. بالنسبة لتأثير النقل التلفزيوني على حضور المشجعين أعتقد أنه مؤثر لكن لكل شيء ضريبة ومن سلبيات فك التشفير قلة الحضور الذي أعتقد أنه يقتصر على بعض المباريات وليس كلها.