ثمن عدد من خبراء السياسة الدولية الجهود التي تبذلها المملكة في حفظ دماء الشعب السوري ودعمه في مواجهة نظام بشار الأسد وأكد الخبراء السياسيون ل(عكاظ) إن المملكة استثمرت ثقلها في المشهد العالمي لتلعب أدوارا دبلوماسية ناجحة، كما حدث في موقفها مع مصر ومساندتها لثورة 30 يونيو لتحفظ الأمن القومي العربي من أن تبتلعه قوى إقليمية تقف له بالمرصاد، كما ابتلعت العراق من قبل. حيث أكد الدكتور عثمان محمد عثمان رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة 6 أكتوبر، أن تأييد الأغلبية بالجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع قرار يدين استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي ضد مناطق سورية، يمثل نجاحا مثمرا للدبلوماسية السعودية في تحقيق أهدافها في الحفاظ على أرواح السوريين. كما لفت الدكتور أحمد أبوالوفا أستاذ القانون الدولي إلى أن نجاح الدبلوماسية السعودية في كسب تأييد الأغلبية بالأممالمتحدة لمشروع قرار يدين استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد المناطق التي تتواجد بها المعارضة السورية، يمثل دعما سياسيا جديدا من قبل المملكة للمعارضة السورية حتى تصمد أمام نظام الاسد، ويعد أيضا انتصارا لتعزيز حقوق الإنسان السوري. المحلل السياسي الدكتور ألبير خوري قال ل(عكاظ): «ما حصل في الجمعية العامة للأمم المتحدة يشكل إنجازا جديدا للدبلوماسية السعودية التي عودتنا على أن تحركها إنما يستند لقيم إنسانية كبرى بعيدا عن لغة المصالح الدولية التي تتحكم بكثير من الدبلوماسيات». وأضاف: «إن النجاح بإصدار قانون يدين استخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام السوري من شأنه أن يحفظ حقوق الضحايا وحقوق الشعب السوري لمقاضاة هذا النظام ومن يقف خلف هذه الجريمة النكراء في المستقبل». من جهته قال المحلل السياسي حسن شلحة ل(عكاظ): «إن نجاح المملكة بحصد الأغلبية في الأممالمتحدة لمشروع قرار يدين استخدام الكيماوي من قبل النظام ضد الشعب يشكل رسالة قوية للدولة اللاهثة خلف صفقات تعقدها على حساب دماء الشعب السوري مفادها أن هذه الدماء والأرواح التي زهقت ظلما لا يمكن تجاوزها واعتبارها شيئا لم يكن». واعتبر رئيس قسم الصحافة بجامعة صنعاء الدكتور محمد القعاري أن النجاح الذي حققته المملكة في حصولها على التأييد الأكبر هو شهادة كبرى للقيادة الحكيمة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحرصه الدائم على الانتصار لحقوق الشعوب المظلومة ضد الأنظمة الظالمة، مبينا بأن المملكة من أحرص الناس على حقوق الإنسان وليست بحاجة لمثل هذه الشهادات. وأضاف : «إن المجتمع الدولي يثمن الدور الريادي للمملكة في المنطقة وحرصها على السلم والأمن ولذا فإن قرار الأغلبية في الأممالمتحدة ما جاء إلى ليؤكد ليس للعرب بل للمجتمع الغربي أن المملكة من أحرص الدول العربية على السلام والاستقرار». فيما يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور نجيب غلاب أن تأييد المجتمع الدولي لموقف المملكة بالأغلبية اعتراف واضح بالدور الكبير الذي تلعبه في حماية حقوق الإنسان ودليل على تجاوز النظام السوري كل الأعراف والقوانين الدولية بانتهاكه المستمر لحقوق الشعب السوري على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.