طالب عدد من ملاك ورؤساء المؤسسات الخيرية والتطوعية بإنشاء هيئة عليا للعمل الخيري واستحداث برامج للدبلوم في كليات خدمة المجتمع بالجاصمعات لتأهيل الطلاب وتدريبهم على عمل المؤسسات الخيرية التطوعية، والعمل على الانتقال من العمل الفردي إلى المؤسسي لتطبيق الاحترافية في العمل بما يحقق اهدافها تجاه المجتمع. جاء ذلك ضمن ورشة العمل التي تنظمها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تحت شعار «إدارة المؤسسات غير الربحية» بحضور أكثر من 160 من ملاك ورؤساء الجمعيات التطوعية والخيرية في المملكة وبعض دول الخليج. وأشار الدكتور علي بادحدح إلى أن العمل الخيري والتطوعي حاليا أصبح رافدا من روافد التنمية الاجتماعية التي تمثل أحد اهتمامات الدولة، ولذلك يجب أن تتم إعادة بناء هذا النشاط المهم بما يضمن قيامه بأنشطته وفق آليات واستراتيجيات علمية واضحة، مؤكدا على أن مثل هذه الورش تزود القائمين على الجمعيات الخيرية بالأفكار والمناهج والتعريف بما يجري في العالم من تطور في العمل الخيري. وشدد على أهمية دور الجامعات في استحداث برامج دبلوم في كليات خدمة المجتمع بالجامعات والاستفادة من التجارب المختلفة في هذا المجال لا سيما مع وجود أكثر من 100 مؤسسة مانحة في المملكة تنفق أكثر من ملياري ريال سنويا. وذكر ان أكبر معوقات العمل الخيري في الوقت الحالي هو البيئة الحاضنة حيث إن ما يقدم للعمل الخيري أقل من حاجته ومما يتطلع إليه سواء من حيث النوعية أو من خلال المنظومة المتكاملة مع الجهات الأخرى، داعيا إلى إنشاء «هيئة عليا للعمل الخيري» تخلق النظام لهذا النشاط والنظام الذي يحتاج إليه. وطالب رئيس جمعية الفوزان صالح الفوزان، بعقد الشراكات بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية والمانحة وبين الشركات ورجال الأعمال، مؤكدا على أهمية استحداث هيئة ومرجعية عليا لتنظم العمل الخيري وإطلاق المبادرات والشراكات المجتمعية. وأشار رئيس جمعية الدبل الخيرية المهندس محمد الدبل، إلى أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية انتقلت في الوقت الحالي من مفهوم العمل الخيري إلى مرحلة الانطلاق إلى عقد الشراكات مع الجهات والمؤسسات الأخرى بالإضافة إلى رجال الأعمال. واعتبر نائب رئيس جمعية إطعام بالمنطقة الشرقية أن مثل هذه الورشة التي استعرضت فيها الخبرات العالمية في ممارسة عملها الخيري تعتبر من الركائز الأساسية لبناء مجتمع مؤسسي متناغم الأدوار، مشيرا إلى أاهمية تحول الملتقيات من استعراض خبرات إلى عقد ورش تخرج من خلالها هذه المؤسسات بتوصيات يستفاد منها على نطاق واسع، مضيفا أنه آن الأوان ليكون القطاع الثالث أكثر احترافية في المشاركة الاجتماعية من خلال اعتماد لجان في الغرف التجارية مشكلة من العديد من المؤسسات والجهات في المناطق للنهوض بالعمل التطوعي والخيري في المملكة. الدكتور عمر الحميدي أشار إلى أهمية التخصص في ريادة الأعمال في الخدمة الاجتماعية بالإضافة إلى ضرورة تأهيل القائمين على الجمعيات والمؤسسات غير الربحية التي تعتبر قطاعا ضخما يجب أن يكون رافدا من روافد التنمية المستدامة. وأكد الدكتور عبدالله آل عضيدان أهمية تطوير العمل الخيري غير الربحي والانتقال من العمل الفردي إلى العمل المؤسسي لتطبيق الاحترافية في العمل ومتابعة أثر هذه الأعمال على المجتمعات بالإضافة إلى دور الجامعات في دعم هذا القطاع الذي يعتبر أحد أهم ركائز التعليم العالي إلى جانب دوره في التعليم والبحث العلمي وهو خدمة المجتمع الذي يتحقق من خلال مثل هذه المؤسسات.