واصل المبتعثون السعوديون في عرض تجاربهم أمام الطلاب المستجدين العرب في مانشستر لليوم التالي، ضمن فعاليات ملتقى «لتكن» المقام في جامعة مانشستر ميتروبليتان. فروى الأستاذ المشارك في جامعة ساوس البريطانية والأستاذ الزائر بجامعة مانشستر الدكتور إبراهيم أبو ساق قصته مع البيتزا، وقال إنه لم يكن فقيراً عندما احترف مهنة البيتزا في بريطانيا أثناء دراسته الماجستير، وإنما حباً في صناعة البيتزا «وأن علاقتي بالبيتزا كبائع أو عامل مع إحدى الشركات الرائدة في صناعتها لمدة ثلاثة أشهر لحبي لها، بينما بعض وسائل الإعلام أبرزت الموضوع وكأنني محتاج وفقير». وفي محاضرة بعنوان «اصنع تميزك» أكد الدكتور طلال المغربي ضرورة أن يعكس المبتعث السلوكيات الحسنة لمدى تأثيرها على الناس وأهمية الاستفادة من الابتعاث، وعدم نقل السلوكيات الخاطئة، مضيفا أن على المبتعث أن يسأل نفسه لماذا يجب عليه أن يتميز، وما هي سمعته الحالية وما وجهة نظر الآخرين تجاهه، ومدى التغير، مركزا خلال محاضرته على العمل التطوعي وكيفية استغلال المعرفة ودائرة التعلم، قدم مثالاً لأبرز الدول التي تقدم أعمال تطوعية مثل أمريكا وفرنسا واليابان وألمانيا، كما تطرق لاستراتيجيات التوفيق بين الدراسة والعمل التطوعي، وضرورة إعطاء جزء من الوقت لأعمال التطوع باعتباره مهما من منظومة العمل الإنساني. ثم ألقى طالب الدكتوراه في الإعلام حبيب الشمري محاضرة «كيف تستفيد من التلفزيون البريطاني» من خلال تأثيره على لغة الطالب وتطويرها وكذك تعلم مهارات التخاطب من خلال سماع الراديو ومشاهدة التلفاز والتي تعتبر من المصادر المهمة للاطلاع والثقافة. وتحدثت الدكتورة هند محمد في محاضرتها «كن رحيما بنفسك» عن أهمية اكتساب الخبرات من خلال دور الطالب في بلد الابتعاث، مشيرة إلى أن تغيير البيئة يؤدي إلى عدم الاستقرار العاطفي، ويجب على المبتعث لتجاوز هذه الحالة تذكر الأشياء الجميلة، معرجة على تحديات الغربة من خلال ضغوط الدراسة واختلاف النظام وسرعة الزمن والمسؤولية والوحدة والتفكير السلبي والاضطراب العضوي واضطراب السلوك، بالإضافة إلى أنماط السلوك الانهزامية وفقدان الثقة بالنفس، مؤكدة على أهمية رحمة الإنسان بقواه الداخلية، وأن ينظر للحياة بشكل إيجابي. واستعرض الكاتب عبدالله المغلوث من خلال محاضرته «الاستشفاء بالكتابة» تجربته الشخصية بدءا من دراسته في كلية العمارة والتخطيط، وعدم حبه لهذا التخصص، حيث عانى من الدراسة في الكلية، وأثناء لقائه بأحد أقاربه عرض عليه قبولا في إحدى جامعات أمريكا عام 1999م ودرس اللغة إنجليزية وكان مصراً على النجاح، وتجاوز مرحلة اللغة ثم الجامعة، وأن محبة التخصص جزء من التميز. وعرج المغلوث إلى تأليف الكتب وكيف انطلقت فكرة كتابه (كخه يا بابا) من خلال كتابته بشكل بسيط لإيصال رسالته بخصوص القضايا الاجتماعية، واستعرض عددا من الكتب المقترحة للمبتعثين لقراءتها، واختتم محاضرته بضرورة تحويل الأحزان إلى مقالات وكتب.