يسلط رئيس تحرير صحيفة عكاظ الدكتور هاشم عبده هاشم الضوء على 6 تحديات خطيرة تواجه الصحافة السعودية، وذلك في المحاضرة التي يلقيها اليوم في جامعة تبوك بعنوان «تحديات تواجه الصحافة السعودية». وأوضح المشرف العام على إدارة الإعلام بجامعة تبوك الدكتور محمد الثبيتي أن المحاضرة ستتناول التحديات الثقافية، المجتمعية، الرقابية، الاقتصادية، الإلكترونية، وكذلك المهنية، مضيفا تركز المحاضرة على الصحافة السابقة للعهد السعودي من الجانب السياسي، وكذلك تجسيد الصحافة السعودية للحراك الأدبي والثقافي بعد صدور أول نظام للمؤسسات الصحفية، والذي شكل على أثره العمل المؤسسي الذي يقتضي إنشاء جمعيات عمومية ومجالس إدارة. وستستقرئ المحاضرة تحديات الصحافة السعودية التي تعود بداياتها إلى عام 1343ه بصدور صحيفة أم القرى الرسمية وصحيفة صوت الحجاز الأهلية، كما تتناول جانب تحول الصحافة في المملكة عام 1383ه من صحافة أفراد إلى مؤسسات. وسيتطرق رئيس تحرير صحيفة عكاظ عبر محاضرته إلى النقلة النوعية والتاريخية التي شهدتها الصحافة السعودية سواء في المضمون أو الشكل والطباعة حتى نمت معدلات التوزيع لبعضها إلى 150 ألف نسخة في اليوم الواحد، كما يشير رئيس التحرير صحيفة عكاظ إلى أن أول تحد واجه الصحف المطبوعة هو ظهور التلفاز عام 1383ه، وهيمنته على اهتمامات الجيل الجديد. ويلخص الدكتور هاشم التحديات التي تهدد مستقبل الصحف وأهدافها في ستة، أولها الثقافية والمتمحورة حول رفض البعض باعتبارها تخرج أحيانا على ثوابت الشرع، أما ثاني التحديات فهي المجتمعية والمتمثلة في ضغط فئة كبيرة من المجتمع على الصحافة ومطالبتها في المقابل بالانفتاح، أما فئة ثالثة فتعيش حالة تناقض شديدة بين ثقافة المنع الموروثة لكل تصرف منفتح وإن كان بناء وبين الدعوة إلى تحرير الإنسان من القيود. وسيتطرق عبر محاضرته إلى التحدي الثالث والمتمثل في الرقابة والمتمثل عند غياب المعايير والقواعد المكتوبة والمحددة لتعريف محظورات النشر المستجدة، أو إطلاق المجتمع في بعض الأحيان بحسب رؤيته أحكاما قد تصل إلى حد الاتهام بالكفر. أما التحدي الرابع والمتمثل في التحدي المهني، فيكون عند اختلاف حكم المجتمع على بعض الأشكال الصحفية المنشورة، فهناك من يتقبل نشر صور المتهمين والمدمنين والمخالفين وهناك من يرفض بحدة، كما أن هناك من يرفض عمل المرأة في الصحافة ونزولها إلى الميدان، علما أنه بقدر ما تكون مصادر الصحيفة رفيعة بقدر ما تكون محاذيرها كبيرة، وبشأن التحدي الخامس وهو الاقتصادي، فإن الصحيفة تجد نفسها في حرج كبير عند أداء وظيفتها كرسالة ومهنة عندما تجد نفسها أمام مادة تمس مصالح هذا التاجر الممول لصحيفتك بالإعلان خشية أن تفقد هذا النوع من العملاء عند نشر ما يزعجه، في حين سيتطرق إلى التحدي السادس وهو التحدي الإلكتروني، إذ تحول الكثير من القراء للصحافة المطبوعة إلى الصحافة الإلكترونية لسهولة الاطلاع عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتمتعها بسقف أعلى في حرية التناول ومجانية الدخول إلى أكثر المواقع وسهولة الاطلاع. كما سيتطرق عبر محاضرته إلى الآليات التي ينبغي اتخاذها للحد من خطورة التحديات التي تواجه الصحافة المطبوعة، إذ يتطلب ذلك أفكارا غير تقليدية في إدارة المؤسسات الصحفية التي ستتعرض لها مواردها المالية بفعل تراجع أرقام التوزيع وتأثير التراجع على الدخل الإعلاني، كما ينبغي على أجهزة التحرير الصحفية إعادة النظر في سياسات المضمون وفي الخطاب الإعلامي الموجه للمتلقي الجديد، وضرورة إجراء سلسلة من الدراسات العلمية المتخصصة، سواء في الجوانب الاقتصادية أو الأمنية أو الاجتماعية أو السياسية للخروج بتوصيات علمية محددة من شأنها أن تعين الصحف المطبوعة على الاستمرار في أداء رسالتها لأطول وقت ممكن جنبا إلى جنب نمو الاهتمام بالصحافة الإلكترونية.