توقع نائب رئيس هيئة الصحفيين رئيس تحرير صحيفة عكاظ الدكتور هاشم عبده هاشم استمرار الصحافة الورقية لعقدين من الزمن لكنه أكد حتمية التحول إلى الصحافة الالكترونية مبينا أن عددا من الصحف أصبح لها مواقع الكترونية حيث إن عدداً منها ينشر كامل محتوى الجريدة والبعض الآخر يحتفظ ببعض المواد، مؤكدا استعداد المؤسسات الصحفية لتدريب الراغبين في ممارسة العمل الصحفي وطالب الإعلاميين بالاطلاع على كافة وجهات النظر قبل النشر. جاء ذلك في محاضرة للدكتور هاشم بجامعة تبوك بعنوان (تحديات تواجه الصحافة السعودية قدمها يوم أمس بحضور معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز العنزي، وسط حضور أكاديميي وطلابي وإعلامي. وناقشت المحاضرة عدة مواضيع شملت التعريف بالتحديات الثقافية والرقابية والمجتمعية والمهنية والاقتصادية والإلكترونية التي تواجه الصحافة السعودية، والنقلة النوعية والتاريخية التي شهدتها الصحافة سواء في المضمون أو الشكل أو الطباعة حتى نمت معدلات التوزيع لبعضها إلى أكثر من 100 ألف نسخة في اليوم. وبين هاشم، أن أول تحد واجه الصحف المطبوعة هو ظهور التلفاز وهيمنته على اهتمامات الجيل الجديد حتى انتهى بالصحافة إلى مواجهة أكبر لمستقبلها والمتلخص في المحور الثقافي الذي يدور حول رفض البعض للصحف ومهنية كادرها، ومحور التحديات المجتمعية والمتمثلة في ضغط فئة كبيرة من المجتمع على الصحافة ومطالبتها في المقابل بالانفتاح التام، ومحور التحدي الرقابي المتمثل في غياب المعايير والقواعد المكتوبة والمحددة لتعريف محظورات النشر المستجدة. وتحدث المحاضر عن التحدي الإلكتروني الذي حول الكثير من القراء إلى الصحافة الإلكترونية، ما شكل تهديداً حقيقاً للصحافة المطبوعة مما سيعرضها إلى الإقفال في زمن ليس ببعيد، وذلك لسهولة الاطلاع عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتمتعها بسقف أعلى في حرية التناول ومجانية الدخول إلى أكثر المواقع وسهولة الاطلاع. وختم الدكتور هاشم محاضرته بالتطرق إلى الآليات التي ينبغي اتخاذها للحد من خطورتها التي تتطلب أفكارا غير تقليدية في إدارة المؤسسات الصحفية التي ستتعرض لها مواردها المالية بفعل تراجع أرقام التوزيع وتأثير التراجع على الدخل الإعلاني، لافتاً إلى أنه ينبغي على أجهزة التحرير الصحفية إعادة النظر في سياسات المضمون وفي الخطاب الإعلامي الموجه للمتلقي الجديد، وضرورة إجراء سلسلة من الدراسات العلمية المتخصصة للخروج بتوصيات علمية محددة من شأنها أن تعين الصحف المطبوعة على الاستمرار في أداء رسالتها الإعلامية. وفي ختام المحاضرة فتح باب النقاش الذي دارت أفكاره حول نظرة المجتمع للصحافة السعودية وبعض ما ينشر فيها من إثارة واتهامها بالشللية والمناطقية، وأكد الدكتور هاشم في هذا الشأن، أن الصحافة جزء من المجتمع وتتنقل إليها الآثار الايجابية والسلبية متمنيا ابتعاد الصحافة عن الشللية، كما أكد أن الإثارة هي أداة العرض للتشويق وهي ميزة العمل الصحفي لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب المضمون.