تفاخر الأمم منذ القدم بكبار مبدعيها في دنيا الثقافة والفنون، والذين أسهموا في إرساء القوام الاجتماعي والسياسي لأممهم ودولهم مهما صغر شأنها أو كبر، حتى في عصرنا الحديث. في هذه الزاوية من ثقافة «عكاظ»، سنلتقي باستمرار، سنتحدث عن نجم كبير صنع لأمته الكثير، وهذه بدايتنا اليوم مع مطرب فرنسا الشهير شارل أزنافور charles aznavour الذي سيدخل عامه ال90 في 2015، وكان وما زال علامة أكثر لمعانا في الغناء الفرنسي الذي صنع أو شارك في صناعة الوجدان في فرنسا والمصدر للعالم للتعريف بفن الموسيقى والغناء في فرنسا، إلى جانب كثيرين مثل ميراي ماثيو. وشارل صديق لكثير من نجوم الغناء في العالم وموجود من خلال حفلاته في كل مكان، هذه الحفلات التي جعلته أقرب لوجدان الكثيرين، وكان أحدثها عربيا حفلة في البحرين خلال مارس من هذا العام في قلعة عراد، وهو المكان الذي شهد كثيرا من نجوم الغناء في العالم بما فيهم فيروز. كما أنه زار مصر في السبعينيات ضيفا على أكبر وأهم منتجي الموسيقى والغناء فيها محسن جابر والفنانة الراحلة الكبيرة التي تتمتع وزجها بليغ حمدي رحمهما الله بصداقة كبيرة معه كنجم عالمي، حيث أقام الثلاثي محسن، وردة، والعبقري بليغ «حفلا خاصا شدا فيه أزنافور ووردة لنخبة في القاهرة»، وقدم الحفل الكوميدي المصري الراحل أحمد غانم. وأزنافو فرنسي مولود في باريس لأبوين مهاجرين من أرمينيا في مايو 1924، بدأ الغناء وهو لما يزل طفلا بالفرنسية، وكان اسمه الأصلي الأرمني الذي ولد به shahnour varenagh، ثم احترف إلى جانب الغناء بكثير من لغات العالم منها ست لغات رئيسة: الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، الإيطالية، الروسية، ولغته الأم الأرمنية كتابة الأغنية والتمثيل والكثير من المواهب ذات العلاقة وتجاوزت مبيعات ألبوماته المئة مليون. وبدأ أزنافور علاقته مع الغناء احترافا في ملاهي نيويوركالمدينة التي يحب في العام 1948، مع زميله بيار روش عازف البيانو الشهير، كتب أزنافور نحو 800 أغنية غير تلك التي شدا بها لغيره من الشعراء والكتاب. أما عن اكتشافه فيقول إن الأقدار بدأت تتضح في مشوار الفن بالنسبة له عندما سمعته المطربة الكبيرة إديث بياف التي سمعته طفلا، فضمته إلى جولاتها الفنية العالمية في فرنسا وأمريكا، ووصفته بفرانك سيناترا أوروبا، ومثل كنجم سينما في أفلام الستينيات في أوروبا، وألف الكثير من المسرحيات الموسيقية. لشارل أزنافور ستة أبناء من زيجات ثلاث في حياته.