في وسائل التواصل الاجتماعي يجد الكثير من شبابنا ضالتهم، فيقضون في صفحاتها الكثير من الأوقات للدردشة ومناقشة القضايا الآنية، وتبادل الاتهامات وتزجية الوقت لصالح مزيد من الاستقطاب أو لزوم ما لا يلزم. والحقيقة فإنه يصعب الحديث عن شبكات التواصل الاجتماعي دون التأكيد على دورها في رفع مستوى الوعي الفردي، ومحاولتها كسر الجمود في بعض المحاور، وإتاحتها التواصل المباشر بين نخبة المجتمع وقاعدته، ومساعدتها على تعريف المجتمع بنفسه هي إذن مفيدة، لكنها متهمة بأنها حولتنا ل«آكلي معلبات». لو كنت ممن يملك حسابا على تويتر وفيسبوك وإنستقرام وقناة يوتيوبية، فحتما أنت تتنقل يوميا بين تلك المواقع، وتسعى لتوسيع شبكة تواصلك خلالها، وأيضا لتحصل على الكثير من المعلومات، سل نفسك هنا «كم كتابا أو فيلما وثائقيا يمكنك أن تقرأ أو تشاهد؟». ستختلف الإجابة طبعا من شخص لآخر، لذا فضلت أن أكون المجيب على هذا السؤال، إذ إنني وخلال العام الماضي لم أتمكن من إكمال بضعة كتب، فسعيت لتعويض ذلك بمطالعة الوثائقيات، لكن انغماسي في التواصل الإلكتروني جعلني أمل من الكتب العميقة والطويلة، وأتساءل ماذا لو كان أبناء جيلي كذلك، فما سيصبح شكل مجتمعنا بعد عقد حينما نقود مؤسساته أو نوجهها؟. إن كبار نشطاء تلك الشبكات قراء نهمون سابقا، لذا أتى تأثيرهم بعدما قضوا مع الاطلاع دهرا، أما جيلنا فقد شب على الشبكات فلا وقت لدينا لغيرها، لذا فإني أخشى أن نكون قد وقعنا في الفخ.