في وقت يعرف رجال مكافحة المخدرات أن الخروج من المنزل محفوف بالمخاطر، وربما ودعوا أبناءهم للمرة الأخيرة، تؤكد إحصائيات العام الماضي أن جهود هؤلاء الرجال أسفرت عن ضبط أكثر من 31 ألف قضية لأكثر من 40 ألف متهم حاولوا تهريب وترويج أكثر من 55 مليون حبة «كبتاجون» وأكثر من 43 طنا من «الحشيش» وأكثر من 55 كيلوجراما من «الهيروين». ويؤكد مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبدالإله الشريف أن المملكة تحارب المخدرات بشتى السبل والطرق، موضحا أن الكميات التي يتم ضبطها من المواد المخدرة تصل إلى ملايين الحبوب وأطنان من الحشيش المخدر، حيث إن هناك استهدافا واضحا للمملكة وأبنائها من قبل عصابات المخدرات بهدف التجارة الدنيئة والكسب الحرام وتدمير عقول النشء والشباب والفتيات. وبين الشريف أن السعودية مستهدفة برا وبحرا من مافيا المخدرات، حيث إن جميع المضبوطات تأتي من الحدود الشمالية والجهة الجنوبية والمياه الإقليمية بالمنطقة الشرقية، مشيرا إلى أن هدف عصابات المخدرات تدمير شباب الوطن ومقدراته، ثم يأتي الهدف التجاري والكسب المادي الحرام، وذلك باستهداف عقول الشباب. وشدد على أن مافيا المخدرات لها علاقات مباشرة بالإرهاب وعمليات غسل الأموال، خاصة أنها ليست حرب أفراد بل جماعات منظمة تدعمها أحيانا دول أو أحزاب أو منظمات إرهابية ضمن قاعدة عالمية معروفة. وقال «رجال الأمن يقدمون تضحيات جسيمة من أجل درء هذه السموم، وإبعادها عن المملكة، ويتعاملون مع مواجهات يومية، حيث تظل المخاطر تحفهم في المواجهة بين الموت والحياة، وهناك من استشهدوا في ساحة الشرف وهم يتصدون لعصابة من المهربين أو المروجين». وأضاف «رجال المكافحة ومن معهم في الميدان يؤدون واجباتهم تجاه دينهم ثم وطنهم وهم بإذن الله مأجورون على أعمالهم البطولية». من جانبه، أوضح أحد الميدانيين أن الكل يحتسب الأجر في الميدان، رغم المخاطر المحدقة بالعاملين في هذا المجال. وقال آخر إن الرصاص دائما يأتيهم من كل صوب في ظل جهودهم لمنع دخول المخدرات إلى المملكة، وينجيهم الله بفضله من المخاطر، ولا يزيدهم الأمر إلا ثباتا وإصرارا على مواجهة المخاطر. وأوضح أحد أفراد فرق القبض «نعد أنفسنا في ميدان الشرف، المخدرات شر كبير وفساد، فعندما نذهب إلى مهمة لرصد عصابة أو القبض عليها نودع أسرنا عند الخروج من المنزل».