أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وحذر، في خطبة الجمعة أمس، بالمسجد الحرام، من كفران النعم واتخاذها مطية للعصيان والبطر والاستكبار على أوامر الله ونواهيه، فتكون سببا لمحق البركات وسلب النعم وتدميرها بالنقم ونزول البلايا والعقوبات العامة، وقال: «إن من كفران النعم الإسراف والتبذير والطغيان والتباهي بما يجلب سخط الله وينزل غضبه وعقابه، فلا تكون كالذين بدلوا نعمة الله كفرا»، مؤكدا أن لحفظ النعم العامة والخاصة واجتماع الكلمة ودوام العيش الرغيد أسباب شرعية لا تغني عنها الأسباب الدنيوية. وأكد آل طالب أن الدولة أسست على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وستبقى محافظة على هذا الأساس الذي قامت عليه، وأن من ضروريات البقاء الوعي بهذه الحقيقة والثبات عليها، وقال: «تردد صدى المحاولات المعادية من الخارج، من خلال بعض المتأثرين في الداخل، الهدف منه زحزحة هذه البلاد عن النهج الذي تسير عليه، ورغبة في تحريكها عن مصدر قوتها وعزتها الذي وهبه الله لها»، لافتا إلى أن التبديل في الدين يتبعه التبديل في الحال، والتبديل في الدين هو كل تبديل يتحول إلى إفراط أو تفريط، مضيفا أن الغلو وتكفير المسلمين واسترخاص الدماء ونشر الفوضى هو نقص في الدين وزعزعة له قبل أن يكون زعزعة للأمن والاستقرار وتدمير للحياة، ونشر للإلحاد والمجاهرة بما يغضب الرب هدم للدين وصد للناس عنه وكفر بالنعم. ودعا آل طالب إلى أن يأخذ العقلاء على أيدي السفهاء، مشيرا إلى أن الضرر إذا وقع يقع على الجميع، ومن واجب كل مسلم أن يدافع عن حقه في الأمن والفضيلة، وما دام الاحتساب موجودا بين الناس، فإن ذلك أمن من العذاب وزوال النعم حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين. وأوضح آل طالب أن الشكر هو الثناء على المحسن بما أولاه من المعروف، ولا يكون المسلم شاكرا لأنعم الله حتى يشكر ربه بقلبه ولسانه وجوارحه، فيعتقد في قرارة نفسه أن ما في نفسه من نعمة جاءت من الله وحده فضلا منه وإحسانا، ويكون لسانه حمدا لله وثناء، من جهة أخرى، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي، في خطبة الجمعة أمس، أن البشارة والبشرى والمبشرات كلمات تبعث الأمل في النفوس وتشحذ الهمم وتعالج القنوط واليأس، وهي عامل ثقة بموعود الله في ذهاب الهموم، مضيفا أن البشارة المطلقة لا تقع إلا بتحقق الخير، والقرآن الكريم ميدان فسيح للتعبير عن المبشرات، وأكد أن الرسول الكريم دعا إلى التبشير ونهى عن التنفير، إذ قال: «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا»، مضيفا أن التوازن بين التبشير والتخويف من هدي سيد المرسلين وهو المنهج الوسط، وأشار إلى أن سماع المبشرات يزيد من الاجتهاد والحرص على الطاعة، والتبشير دعم معنوي وتثبيت لا غنى عنه.