تأتي الجولة الحالية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في وقت تواجه فيه الولاياتالمتحدة انتقادات دولية لا سيما أوروبية، على خلفية أزمة التجسس على مسؤولين أوروبيين على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، موقف واشنطن من الأزمة السورية، والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. ورأى مراقبون أوروبيون، أن زيارة كيري تنطوي على مساع أمريكية لإعادة ترتيب أولوياتها في المنطقة خاصة مع الدول الكبرى والمحورية مثل المملكة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، إن تصريحات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل حول البرنامج النووي الإيراني، تتفق مع الرؤى الأوروبية والتي ستطرح خلال اجتماع جنيف اليوم لبحث هذا الملف. وأضافت في تصريح ل «عكاظ»، أن الاجتماع سوف يتطرق إلى أهمية شفافية التعامل الإيراني مع الملف النووي والمجتمع الدولي، معتبرة أن الأزمة السورية تشكل طرفا مهما في الإطار السياسي للاجتماع. ونوهت أشتون بالعلاقات السعودية الأوروبية، مؤكدة أنها مرتكز مهم يعمل دوما على سياسة بناء الثقة والتعاون الاستراتيجي الذي تتطلبه مرحلة ما بعد الربيع العربي. وثمنت جهود المملكة مشيرة إلى أنها دولة تأثير كبير في مسار السلام في المنطقة وفي معالجة الأزمة السورية. من جهته، رأى الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور فولفجانج فوجل أن لقاء «الفيصل وكيري» جاء في إطار عزم الولاياتالمتحدة على إعادة ترتيب أوراقها مع المملكة، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. وقال إن المملكة حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأضاف أن الملف السوري كان من أبرز الموضوعات التي حظيت بالبحث خلال جولة كيري، لا سيما أن خلافات تدور حول ما إذا كان الأسد سيكون له دور في المرحلة الانتقالية، أم لا، مؤكدا أنه من الأفضل أن تكون هذه المرحلة بدون الأسد، إذ أن سوريا في حاجة إلى بداية جديدة وفعالة. وأشار إلى أن استراتيجية السلام في الشرق الأوسط في حاجة ملحة للتوصل إلى حل دائم للصراع العربي الإسرائيلي. ورأى أن جهود جون كيري انطوت على أهمية التوصل إلى توافق في العلاقات الأمريكية مع المملكة. وتوقع فوجل أن تبدأ الإدارة الأمريكية بدراسة نتائج جولة كيري بعناية حفاظا على العلاقات مع دول محورية في الشرق الأوسط والعمل بأولويات تهم المنطقة العربية أمنيا واستراتيجيا.