تفاعل عدد كبير من أهالي وزوار المدينةالمنورة مع موافقة مجلس الوزراء على مشروع النقل العام، وأبدوا فرحتهم بهذا المشروع الحيوي الكبير المتوقع تنفيذه في أقل من 8 سنوات ما يساهم في تنظيم الحركة من وإلى المسجد النبوي الشريف، والمواقع والآثار التاريخية الأخرى، مؤكدين أن هذا المشروع سيحدث نقلة نوعية متميزة على كافة المستويات. عدد من المواطنين تحدثوا ل«عكاظ» حول مشروع النقل الذي تنتظره المدينةالمنورة، حيث تحدث في البداية عبدالرحمن الاحمدي قائلا: ازدحام الطرق الرئيسية المؤدية إلى المسجد النبوي الشريف يعد من أحد أكبر المشاكل التي تواجه الأهالي والزوار على حد سواء، خاصة في موسمي الحج والعمرة، حيث الانتقال بين المواقع التاريخية والمزارات التي يقصدها زوار المدينة مثل «مسجد قباء، والمساجد السبعة، ومنطقة جبل أحد» وغيرها، مشيرا إلى أن مشروع النقل العام الذي وافق عليه مجلس الوزراء هو أحد أهم الحلول التي ستساهم في جعل «مدينة الرسول» نموذجا يحتذى للكثير من المدن التي تتميز بوسائل نقل على أعلى مستوى، لافتا أن المشروع الذي يتضمن المترو والحافلات كان ضرورة ملحة، وتنفيذه سيساعد على سهولة التنقل دون التأثير على انسيابية الحركة المرورية. مشروع حيوي وتنموي يرى المهندس يوسف الميمني أن هذا المشروع الحيوي هو أفضل منظومة عربية وعالمية تدمج المترو بالنقل السريع والحافلات لتربط أطراف المدينةالمنورة بعضها ببعض بكل يسر وسهولة وسرعة، لافتا أن هذه الشبكة سيكون لها دور أساسي في التنمية الاقتصادية العمرانية للمدينة من خلال إنشاء الضواحي المتصلة بها، وإنشاء الأحياء الجديدة بأطرافها، متوقعا أن يساهم المترو في تخفيض أسعار الأراضي المطورة بعد تطوير الضواحي، كما يساهم أيضا المشروع في زيادة إنتاجية القطاعين العام والخاص من خلال توفير الوقت الطويل الذي يهدر في ذهاب الموظفين والعمال إلى مقر أعمالهم والعودة منها، وبالتالي تحفيف الازدحام الحاصل حاليا في بعض شوارع وطرق المدينةالمنورة، لافتا ان المشروع منظومة مميزة للنقل المدرسي وأخرى متكاملة للعاملين في الشركات والقطاعين العام والخاص. القضاء على حوادث السير في المقابل أوضح على سريحان أن مشروع النقل العام سوف يساهم بشكل كبير في تقليص نسبة الحوادث المرورية التي تشهدها المدينة، حيث إن تنوع وسائل النقل يجذب الأهالي والزوار لاستخدامها، ما يترتب عليه الاستغناء عن السيارات في أوقات الذروة، ما يساهم في انسيابية الحركة. ويشاطره الرأي فهد العروي معبرا عن فرحة أهالي المدينةالمنورة وزوارها بهذا القرار. إبراز آثار المدينة أما رجل الأعمال سلامة رشدان الجهني فيرى أن مشروع النقل العام أحد أهم المشاريع التي ستشهدها المدينة، لما له من فوائد كثيرة، يأتي في مقدمتها تأمين شبكة نقل عام متنوعة مثل «المترو» و«القطار»، بالإضافة إلى الحافلات المتنوعة، ما يساهم في إبراز آثار المدينة الإسلامية، فى ظل الاهتمام الذى توليه الهيئة العامة للسياحة والآثار. ويشير الدكتور مروان محمد فهمي إلى أن مشروع النقل العام يعد أحد أهم المشاريع الحيوية والتنموية التي تحظى بها مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة، ما يعكس الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين بالحجاج والمعتمرين لأداء مناسكهم بيسر وسهولة. نقلة نوعية متميزة من جهته أكد رجل الأعمال خالد دقل أن النقل العام هو أحد المشاريع العملاقة والحيوية التي تتزامن مع التوسعة الكبرى التي يشهدها المسجد النبوي الشريف، حيث يسعد المسلمون في كافة أرجاء المعمورة بهذه المشاريع، لافتا أن المشروع سيحدث نقلة نوعية متميزة في كافة المجالات، فيما أبان المهندس فاروق إلياس وعبدالرزاق طالب حكيم أن المشروع يساعد الزوار على توفير الجهد والمال. وتوقع الخبير العقاري تركي السهلي انخفاض التكاليف المادية لمشروع النقل العام، مشيرا إلى أن التكلفة لن تكون باهظة، لأنه سيقام على حرم الطرق، وبجوار الشوارع القائمة، مضيفا أنه لن يشهد نزع الكثير من العقارات، مؤكدا أن نزع ملكية محطات الصيانة والانطلاق والنهاية، لا يساوي شيئا أمام الفائدة الكبيرة التى يحققها المشروع. فرص عمل للشباب وذكر الدكتور عبدالرحمن بادي أن النقل العام سيخلق فرص عمل جديدة للشباب، من خلال ورش العمل ومحطات الصيانة والتشغيل، وكذلك مكاتب الإشراف والمتابعة، مضيفا أنه لن يكون تأثيره كبيرا على أصحاب سيارات الأجرة والحافلات؛ لأنهم سيجدون مجالا آخر من غير قاصدى المزارات.