عام مضى وآخر أتى فكيف يرى الشباب القادم الجديد؟.. صحيح أن الأمنيات والأحلام كثيرة ولا تحصى لكن هناك هموم وأمنيات تطغى على غيرها.. وتصدرت أمنيات الوظيفة والاستقرار أعلى المعدلات لدى الشباب مع بداية العام الجديد كما يطمح عبد الله ينبعاوي، حيث وجه حلمه في دخول معترك سوق العقارات والمقاولات والتي تتطلب الصبر والاجتهاد لنيل المراد. يقول إنه زود نفسه بدورات متخصصة من الغرفة التجارية في جدة، مع حلقات تدريبية أخرى من المعاهد المعتمدة بعد حصوله على درجة على البكالوريوس في التجارة. شرع ينبعاوي في تنفيذ مشروعه منذ 3 أعوام بمبلغ كان يدخره ووظف صديقه كمساعد له. ويقول إنه استطاع تكوين علاقات جيدة مع بعض رجال الأعمال الذين اعتبروه ابنا لهم وقدموا له العديد من النصائح، ولم يبخلوا عليه بخبراتهم، ويتمنى في العام الجديد أن يبدأ في تنفيذ الشرط الآخر من عمله بالمقاولات والحصول على عقود للصيانة والبناء، كما يتمنى تسهيل الجهات الحكومية للإجراءات الرسمية أمام الشباب الراغبين في العمل الحر. زينة السيارات الشاب عبدالرحمن السواط يحكي عن تجربة العام الماضي ويقول إنه بدأ مشروعه في زينة السيارات بعد أن لاحظ حاجة الشباب إلى هذا النوع من الخدمات، ومع الممارسة اكتسب الخبرة التي مكنته من الاستمرار بمشروعة طيلة ال4 أعوام، بتشجيع ودعم من قريبه عمر السواط. وعن أبرز أنجازاته التي حققها أنه تمكن من شراء السيارة التي يحلم بها كما تمكن من تغطية تكاليف مشروعه في العام الأول ويحلم بإنشاء فرع جديد. أما ولع فيصل مجرشي بالتصوير فلم يتوقف في حدود التقاط الصور لأصدقائه ومعارفه، بل عمل على صقل موهبته في فن التصوير كما التحق بالعديد من الصحف والمجلات كمصور فوتوغرافي محترف، ووثق العديد من المناسبات والمحافل ويتمنى في العام الجديد أن تفتتح الجامعات والمعاهد أقساما متخصصة في دراسة التصوير، وأن تفتح وزارة الإعلام وجميع المؤسسات الإعلامية الأهلية المجال لتدريب وتوظيف الشباب والشابات. رؤية واقعية رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية في مكةالمكرمة المستشار اقتصادي منصور صالح أبو رياش تجاوب مع حالة الشاب ينبعاوي وقال «ما أود قوله لأبنائنا الشباب إذا كانت دوافع العمل لديهم والطموحات بقدر الهمة والنشاط عليهم أن يقبلوا على العمل الشريف في كل الاتجاهات والمجال واسع وواعد»، وطالب الشباب بعدم العزوف عن المهن الحرة أو العمل في مؤسسات وشركات القطاع الخاص خصوصا أن صناديق الدعم رفعت المسترد إلى أكثر من 1000000 ريال وصندوق دعم قطاع الأعمال الذي أحدث مؤخرا وضع حدا للدعم بمبلغ 3000000 ريال، والأمر يحتاج لأن يقوم الشباب بدراسة مشاريعهم بصفة موضوعية وواقعية لكي يتمكنوا من خوض الغمار في سوق العمل. تجدد الهمم أبو رياش أضاف أن رجال الأعمال لا يرفضون توظيف الشباب حتى بأقل من المؤهلات المطلوبة ولكن التجربة دلت أن الغالب منهم لا ينتظم في العمل بالقطاع الخاص فبعضهم كثير الغياب والتأخير في الحضور مع الإنتاجية من بعضهم. ويتطلع أبو رياش في العام الجديد إلى تجدد الهمم والعزيمة للبناء والعمل والتطوير وحدوث نقلة في مفاهيم ثقافة العمل والحرف لدى الشباب وتشكيل فرق عمل لتوحيد جهودهم وتوزيع الأدوار لأن المشاريع الناشئة على الساحة في قطاع الوجبات السريعة، الديكور، الصيانة والتشغيل (قطاع الميكانيكا) وكثير من الأعمال التي يحتاجها سوق العمل بالمملكة. انطباع خاطئ رجل الأعمال أسامة فرغلي يرى أن الشباب السعوديين هم من يقررون النجاح أو الفشل إذا كانوا على قدر وإحساس عال بالمسؤولية والأمانة على أنفسهم ومستقبلهم وأن يراعوا مصلحة صاحب العمل وحقوق الآخرين، وأن لا يضعوا لأنفسهم سقفا محددا للطموح، وحتما سينجحون وسيأخذون مكانهم الطبيعي في وظائف القطاع الخاص بدلا من العمالة الأجنبية، مبديا استعداده بدعم الشباب الجادين في العمل ومساعدتهم بتوفير الوظائف المناسبة لهم بمؤسساته، وتقديم النصائح والمساعدة لمن يرغب في بدء مشروع عقاري خاص به. كما يرى رجل الأعمال إبراهيم أمجد أن دعم الشباب واجب وطني على كل أصحاب الأعمال ومنحهم ما يحتاجون من الدعم والمساعدة والرواتب التي تتناسب مع مستوى المعيشة خاصة بعد دعم صندوق دعم الموارد البشرية لمرتبات السعوديين لتحقيق السعودة، مقللا من حجم الفكر السائد عن الشباب بأنه لا يرغب في العمل وكسول، مبينا أن السبب في عزوف رجال الأعمال عن توظيف السعوديين تجاهلهم لطبيعة المواطن الذي يعتز بكرامته ولا يتقبل قسوة وغطرسة بعض المسؤولين في المؤسسات والشركات الخاصة.