أثارت الإصابة الأخيرة التي تعرض لها المدافع الأهلاوي كامل الموسى وهي عبارة عن قطع في الرباط الصليبي سيبعده حتى نهاية الموسم علامة استفهام كبيرة حول مسلسل الإصابات المستمر في الفريق الأهلاوي، فبعد إصابة اللاعبين محمد مسعد وياسر الفهمي والبرازيلي سيموس ومواطنه سيزار إضافة إلى العماني عماد الحوسني، جاءت إصابة الموسى كضربة موجعة للأهلاويين مما وجه أصابع الاتهام نحو أرضية الملعب الذي يتدرب عليه الفريق الأهلاوي، بينما يروج البعض لشائعة السحر في أرضية الملعب خاصة بعد قيام إدارة النادي بنزع العشب في الموسم الماضي فيما يرى كثير من النقاد والمتابعين أن أرضية الملعب قد تكون سببا رئيسيا في الإصابات التي يتعرض لها الفريق الأهلاوي. لا تظلموا الأرضية مدير الكرة بالنادي الأهلي محمد عسيري سارع إلى نفي أن تكون أرضية الملعب السبب وراء هذه الإصابات، مؤكدا أن ملعب الأهلي يخضع للصيانة الدورية من قبل شركة متخصصة في هذا المجال، مشيرا إلى أن هناك ملاعب كثيرة في الأندية أقل جودة من ملعب الأهلي ولا يعقل أن نحمل أرضية الملعب المسؤولية عن هذه الإصابات، وأضاف قائلا: «إصابات لاعبينا قضاء وقدر وهي تحدث أثناء المباريات لجميع لاعبي الأندية، ولا نريد أن نعطي الموضوع أكبر من حجمه»، مؤكدا أن الأهلي يملك البديل الجاهز لكامل الموسى في خط الدفاع حتى عودته سليما معافى بإذن الله فهناك اللاعبون عقيل بلغيث ومحمد آل فتيل ومحمد أمان وغيرهم من اللاعبين القادرين على تغطية هذه الخانة وملئها. قلة الوعي الطبي وفي ذات السياق، أكد الطبيب المختص بإصابات الملاعب والخبير في الطب الرياضي الدكتور سالم الشهري أن هناك عددا من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة للاعب منها أرضية الملعب إضافة إلى زيادة الأحمال اللياقية خلال التمارين اليومية من قبل المدرب، بجانب قلة الوعي الثقافي الطبي للاعب مما قد يعرضه للإصابة نتيجة حركة غير مقصودة أو اشتراك غير ضروري، وهنا يدفع اللاعب الثمن غاليا بتعرضه لإصابة تبعده عن الملاعب. وحول إصابة الرباط الصليبي أوضح الدكتور سالم الشهري أن هذه الإصابة تحتاج إلى عناية مكثفة من قبل المعالج الطبي، إضافة إلى اللاعب نفسه الذي يجب أن يكون حريصا على الالتزام بالبرنامج التأهيلي الموضوع له على صعيد العلاج الطبيعي والتغذية والنوم والراحة، وغير ذلك من البرامج المساعدة التي تعين اللاعب على تخطي هذه الإصابة دون حدوث مضاعفات جانبية، حيث يستعجل كثير من اللاعبين في العودة إلى الملاعب مما يزيد نسبة تجدد الإصابة في حال تم التعامل معها بشكل بعيد عن الاحترافية. ابعدو الهواجيس ومن الناحية النفسية يشدد الدكتور محمد السليمان خبير الطب النفسي الرياضي على أن إصابة الرباط الصليبي شبح مرعب لكل لاعب وفي حال تعرض اللاعب لها يجد نفسه محاطا بالعديد من الأفكار السلبية مثل تفكيره بأن مستقبله الرياضي قد انتهى وأنه لن يجد مكانا له في الفريق بعد تعافيه من الإصابة، وهنا يظهر الدور المهم والمؤثر لمحيط اللاعب على الصعيد الأسري إضافة إلى الزملاء وإدارة النادي والطبيب النفسي المساند للطاقم الطبي، حيث يتعين عليهم جميعا إبعاد هذه الهواجس عن ذهن اللاعب وزرع الأفكار الإيجابية وبث روح التفاؤل لديه مما يساعده على تخطي هذه الإصابة والعودة بمعنويات مرتفعة للعب، وتبقى هناك حواجز نفسية أخرى بعد تماثل اللاعب للشفاء من هذه الإصابة وعودته مجددا للمستطيل الأخضر، حيث يعاني كثير من اللاعبين الذين تعرضوا لهذه الإصابة بعد عودتهم للملاعب من الخوف الزائد خشية تعرضه لنفس الإصابة مجددا، فتجده يبتعد عن كافة الاحتكاكات داخل الملعب مما قد يؤثر على مستواه الفني، وهنا لابد أن يتدخل الفريق الطبي لتوعية اللاعب بأن الخوف أمر طبيعي لكنه في حال الزيادة عن الحد قد يؤدي إلى نتائج عكسية عليه، واختتم السليمان حديثه سائلا المولى عز وجل أن يقي لاعبينا شر الإصابات وأن يحفظهم من كل مكروه.