سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البروفيسور سالم الزهراني: اللاعبون السعوديون من أكثر لاعبي العالم تمثيلا للإصابات وتضييعا للوقت أكد ل (عناوين) أن حالَتَي التمياط وهزازي من أصعب عمليات الرباط التي عالجها
** نبارك لك اختيارك ضمن عضوية لجنة الطب الرياضي التي أعلن عنها في التشكيل الجديد للجان الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ الله يبارك فيك.. وأتمنى أن أكون عند حسن ظن المسؤولين والزملاء وأن أقدم ما يخدم وطني. ** رغم خبرتك الطويلة في علاج إصابات الملاعب التي تجاوزت 25 عاماً، وعلاجك للكثير من اللاعبين السعوديين، إلا أن هناك من يرى أنك لم تحظَ بالتكريم الذي تستحق؟ الحمد لله على كل حال فقد كرمت من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم مرات عدة، وأذكر أنه قال لي ذات لقاء (أنت جراح عالمي) وهذه بالنسبة لي أكبر تكريم، كما كرمت من نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل في مناسبات عدة، وكذلك من عدد من الأندية السعودية، كما كرمت من عدد من الأندية الخليجية كنادي الشارقة وذلك لعلاجي لأكثر من 19 من لاعبيهم، كذلك كرمت من نادي الكويت الكويتي عندما التقى مع منتخب البرازيل العام الماضي وكنت السعودي الوحيد الذي دعي لهذه المباراة التاريخية، أيضا كرمت من نادي سور العماني. ** في السنوات القليلة الماضية تعرض عدد من اللاعبين السعوديين إلى إصابات قوية في (الرباط الصليبي) حرمتهم اللعب لفترات طويلة وحرمت الجماهير من مشاهدتهم، مثل (حسين عبد الغني، نايف هزازي، عبده عطيف، سعد الحارثي، صالح بشير.. وغيرهم).. هل هذه الإصابة تعد ظاهرة بارزة في ملاعبنا؟ إصابة الرباط الصليبي ليست ظاهرة بارزة في ملاعبنا، وليس صحيحا أن اللاعب السعودي ضعيف التركيبة الجسمانية لذا تكثر فيه الإصابات القوية، إنما ما يحدث هو إصابات جراء الاحتكاك وضعف التدريبات وفي حدودها الطبيعية.. فعلى سبيل المثال خلال الموسم الماضي أصيب 3 أو 4 لاعبين فقط في حين أن لدينا 480 لاعب في الدوري السعودي لعب كل واحد منهم ما لا يقل عن 15 مباراة في مختلف مسابقات كرة القدم المحلية وكذلك مع المنتخب في المباريات الرسمية والمباريات الودية ولم يصب منهم بالرباط الصليبي إلا نسبة قليلة جداً، لذا فإصابات الرباط ليست ظاهرة لدينا وحدوثها بنسب معقولة، أما إصابات الركبة فتعد بشكل عام أكثر الإصابات في كرة القدم، وإصابة مفصل الركبة تمثل 60 % وبعدها إصابة مفصل الكاحل ومفصل الكتف وهذا طبعا على مستوى العالم. ** ما السبب المباشر لحدوث مثل تلك الإصابات؟ الإصابة من هذا النوع هي إصابة قوية وفي منطقة الركبة الحساسة لذا تحتاج إلى عناية فائقة في معالجتها وبعد العملية من اللاعب نفسه وتتطلب ذلك منه جدية ورغبة في التشافي، وعموماً هي تحدث في ملاعبنا بسبب أرضية بعض الملاعب السيئة، وضعف الإضاءة فيها، ولبس بعض اللاعبين الحذاء الرياضي بطريقة غير صحيحة كأن يكون ضيقا أو واسعا أو غير مربوط بشكل مناسب، أضف لذلك أن بعض اللاعبين السعوديين يعانون من ليونة في مفاصلهم ووجود تشوهات خلقية لديهم في منطقة الحوض أو القدم أو تشوهات غير ملحوظة في الركبة نفسها. ** نلحظ في بعض اللاعبين الذين يتعرضون لإصابة الرباط أنهم لا يعودون نجوماً متألقين كما كانوا ما السبب في رأيك؟ إذا أجريت العملية بشكل سليم طبياً وجراحياً، وكان هناك اهتمام وجدية من اللاعب بالتمارين، وكان اللاعب مهيأ نفسياً للعب مرة أخرى خصوصاً في الدخول والالتحام بقوة دون خوف من الإصابة فهو سيعود إلى نجوميته المعروفة.. أما غير هذا فلن يستطع اللعب بنفس نجوميته قبل الإصابة، وعموماً اللاعب المصاب بقطع في الرباط غالباً ينقطع لديه الرباط في ركبته الأخرى، ومن الصعوبة التحكم بهذه الإصابة إذا كان التوافق العصبي الحركي والذهني لدى اللاعب ضعيف.. ** حسناً.. من عاد منهم للملاعب حالياً مثل حسين عبدالغني، نايف هزازي، سعد الحارثي، عبده عطيف، كيف يمكن أن يتألقوا من جديد؟ هناك لاعبون أعرفهم لم يعودوا من الإصابة لعوامل نفسية أو خوف من تكرار الإصابة.. أما بعض اللاعبين فعادوا بشكل أفضل والتزموا بالتمارين والتعليمات الطبية، وأود أن أؤكد أن اللاعب إذا فقد الفرص فلن تعود مرة أخرى، وعليهم بالعلاج الطبيعي المستمر ولدينا مختصون سعوديون مؤهلون في هذا الجانب. ** قبل الموسم الماضي أثيرت ضجة إعلامية كبيرة بخصوص إصابة الكابتن محمد نور والتي أجريتها أنت له ثم تجددت الإصابة مرة أخرى - كما قيل.. ما حكاية هذه الإصابة؟ هذا غير صحيح وكانت إثارة صحفية.. تم تشخيص العملية من قبل طبيب المنتخب آنذاك، وكان لدى اللاعب ناسور في أسفل الظهر وأجريت له العملية والحمد لله كانت ناجحة، لكن للأسف الشديد بعد فترة قرأت في الصحافة أن الإصابة عادت له وهذا غير صحيح، فاللاعب كما قال هو بلسانه الإصابة لديه كانت إصابة جديدة في مكان آخر والحمد لله هو الآن في صحة ولا يشكو من إصابات. ** يتردد في الأوساط الرياضية أن أرضية الملاعب لدينا قديمة وغير مزروعة بشكل سليم كإستاد الملك فهد الدولي، وإستاد الأمير فيصل بن فهد، وبأنها السبب في حدوث الإصابات القوية للاعبين.. ما ردك؟ أرضيات ملاعبنا الرياضية بريئة من إصابة اللاعبين، لكن الوهج الإعلامي الكبير هو الذي يوحي بذلك.. ** نلاحظ كثرة استخدام أطباء الأندية لبخاخ (البنج) المخدر أثناء المباريات المحلية أكثر مما نراه في مباريات الفرق الأوروبية، هل يمثل ذلك خطورة؟ هذا صحيح أحياناً.. ولكن طبيب النادي المعالج هو من يحدد ذلك فهو المسؤول، والطب الرياضي ليس عملا فردياً بل هو عمل جماعي، فالطبيب الجراح مع طبيب النادي مع المدرب مع المدلك كل هؤلاء يتعاونون سويا لمصلحة اللاعب المصاب والمفروض أن يجلس المدرب أو الإداري مع الطبيب لمناقشة إصابة اللاعب والأخذ بمصلحة اللاعب قبل كل شيء. ** بصراحة.. هل لدينا لاعبون يدعون الإصابات كي لا يلعبوا بعض المباريات الجماهيرية خوفاً من الفشل؟ لاعبونا هم من أكثر اللاعبين في العالم الذين يستخدمون الإصابات بشكل تكتيكي، ويدخل فيها عامل التمثيل لتضييع الوقت أو الحصول على أخطاء على اللاعب والفريق المنافس. لكن إذا كان اللاعب مصاباً فعلاً وقرر طبيب النادي عدم مواصلة اللعب فيجب على اللاعب أن يمتثل لذلك. ** بحكم قربك من اللاعبين السعوديين، ما أبرز عيوبهم؟ السهر الكثير، وسوء التغذية، وإخفاء الإصابة، وعدم الإحماء والتحضير للموسم جيداً، وللأسف عندنا يعتقد اللاعب أن الإحماء فقط قبل المباراة التي سيلعبها، بينما الصحيح هو التجهيز والاستعداد قبل بداية الموسم ثم أثناء الموسم يكون هناك تحضير نفسي وذهني وتغذية وتقوية عضلات ولياقة جيدة. ** نسمع عن بعض السلوكيات (الخاصة) لبعض اللاعبين كالتدخين، وشرب الشيشة وتعاطي المنشطات.. إلخ، هل ينعكس ذلك على مستوياتهم الفنية في الملعب؟ من يمارس مثل هذه السلوكيات الخاطئة في نظري ليس لاعباً لأن اللاعب لابد أن يكون قدوة في تصرفاته فهناك الآلاف تقلده خاصة صغار السن. ** أجريتَ كثيرا من العمليات الجراحية الناجحة لعدد من نجوم كرة القدم السعودية والخليجية.. مَن مِن هؤلاء النجوم واجهت صعوبة كبيرة في إجراء العملية الجراحية له، ولماذا؟ كلهم سواء.. لكن الإعلام يتسبب بضرر للاعبين خاصة المشهورين ويؤثر على الطبيب أو اللاعب بشكل عكسي في مسألة رجوعه من عدمه.. وأنا مطالب بالحفاظ على أسرار اللاعب، وهناك لاعبون يرجعون إلى الملاعب بكل سهولة بعد الإصابة بدون ضغط إعلامي أو إثارة صحفية. ** ما أصعب عملية رباط عالجتها؟ إصابة نواف التمياط ونايف هزازي. ** لكن، يقال إنك تجري عمليات كثيرة بشكل مستمر مما يضعف اهتمامك باللاعبين في فترة النقاهة والمتابعة ما بعد العملية؟ أنا أجري عمليات كثيرة في مستشفى الملك خالد الجامعي، ومستشفى دلة، ومستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي.. وحالياً مستشفى د. سليمان الحبيب الطبي، اهتم بجميع اللاعبين بعد إجراء العمليات حتى يعودوا بشكل أحسن، حتى إنني أقوم بتصوير العمليات بالفيديو لأنه حق المريض ودائما أرجع لها لمعرفة آلية الإصابة وكذلك أستفيد منها. ** يقال إنك تطلب مبالغ كبيرة لإجراء العمليات الجراحية؟ هذا غير صحيح.. فعندما يريد اللاعب إجراء العملية في الخارج وعلى سبيل المثال في أمريكا فإن التكلفة قد تتجاوز ثلاثمئة ألف ريال، ولو أجراها في المملكة لن تكلفه أكثر من ثلاثة عشر ألف ريال فقط، والعملية الجراحية لها سعر معين لو انخفض السعر عن المطلوب فهنا تقل جودة العملية وبالتالي يتضرر المريض. ** تشارك الفرق والمنتخبات السعودية في العديد من المنافسات والبطولات الدولية لكرة القدم لكنها لا تحرز مراكز متقدمة بل تخسر بنتائج كبيرة، كمنتخب الشباب في بطولة آسيا الأخيرة في الصين 2010. كخبير في هذا الجانب، هل للتركيبة والبنية الجسمانية للاعبين السعوديين دور في ذلك، أم ماذا؟ البنية الجسمانية لا تشكل عائقا أو عقبة أمام للاعب السعودي في المنافسات الدولية. بالعكس أحياناً تكون ميزة كما حدث في كأس العالم 1994 وحقق فيها المنتخب انتصارات كبيرة، رغم ضخامة وطول بعض اللاعبين العالميين كالهولنديين والبلجيكيين والسويديين، لكن يمكن القول إن نقاط القوة في اللاعب السعودي هي للأسف نقاط ضعفه، فمشكلة اللاعب السعودي تحديدا هي مهاراته العالية في المراوغة وليونته في الملعب وكثرة ركضه مما يضعفه ويسبب له الإرهاق في الملعب في فترة وجيزة بعكس اللاعب الأوروبي الذي يركض في خط مستقيم، لذا لا يصاب كثيراً إلا باحتكاك قوي جداً، وعلى سبيل المثال اللاعب الانجليزي (واين روني) تراه في الملعب يركض في خط مستقيم. ** ما الإصابات التي لا توجد إلا في ملاعبنا؟ إصابات (الصفاق) وهي العضلات الضامة مع عظمة العانة وصعوبتها بسبب سوء تأهيل للاعبين إضافة إلى السهر وقلة اختصاصيي المعالجة الطبيعية. * * ما أصعب إصابة واجهتك؟ خلع الركبة. * * بعض اللاعبين يلجأ إلى الطب الشعبي و(الحجامة) كيف تفسر ذلك؟ لا يمكن للحجامة شفاء إصابة رباط مفتوح، ربما تفيد في الشد العضلي أو غيره. ** ما الذي دفعك لتخصص طب جراحة الإصابات الرياضية دون غيره من المجالات الطبية؟ رغبتي الكبيرة في دراسته فخلفيتي رياضية، فقد كنت لاعب كرة سابق، وأردت تطوير قدراتي ومعلوماتي وخبراتي الطبية، فدرست في فرنسا وأمريكا وبريطانيا، وتعلمت منهم الكثير. ففي فرنسا تعلمت التعامل الصادق، فعندما يقولون لك أنت جيد، فاعلم أنك جيد، وقس ذلك على مختلف الأمور.. ** نلاحظ أن المؤلفات والأبحاث الرياضية في مجال إصابات الملاعب قليلة لدينا.. ما معوقات التوسع في هذا الميدان؟ لا يستطيع أحد أن يحدد ذلك بشكل دقيق، لأن الأبحاث في مجال الطب الرياضي للأسف تكاد تكون معدومة ليس في المملكة فحسب بل في العالم العربي، ولو نظرنا للدول المتقدمة فقد وصلت الدقة في الأبحاث لديهم إلى درجة عالية، مثلا تحديد نسبة الإصابة في الرباط في عدد ساعات اللعب وفي الرباط الجانبي الخارجي والرباط الجانبي الداخلي.. والبحوث تحتاج إلى دعم مادي كبير، وقمنا بدعوات لرجال الأعمال للمساهمة في مشاريع صحية وجراحية ولكن بدون استجابة. ** ما أبرز التحديات التي واجهتها في مشوار حياتك، وكيف استطعت التغلب عليها؟ مبدئي أن الحياة كلها تحدٍّ.. وهذا المبدأ أفادني في الاعتماد على النفس منذ الصغر.. وهناك أحلام تعتبر من المستحيلات التي لن يستطيع الإنسان تحقيقها مهما حلم بها، وهناك أحلام على (قدك) تستطيع بقدراتك وإمكاناتك الذاتية من الوصول له، وأنا حلمت أن أكون أستاذا جامعيا وهذا كان أقصى طموحي ولله الحمد حققته.. وكذلك حلمت ببعض النجاح الطبي وحتى الآن حققت بعضاً منه. ** ما القرار الذي اتخذته ولا يزال عالقاً في الذاكرة؟ العمل في الطب الرياضي بفرنسا فقد كانت اللغة الفرنسية صعبة عليّ.. والطب الرياضي في ذلك الوقت كالنفق المجهول والمظلم الذي لا يعرفه أحد، وكنت أرى اللاعبين السعوديين عندما يصابون يذهبون للخارج للعلاج لفرنسا لذا كان قراري صعباً جداً. ** ما أصعب موقف مر عليك؟ إجراء عملية لأحد زملائي في المستشفى. ** ما أجمل هدية قدمت لك؟ ساعة ثمينة من الكابتن محمد نور بعد إجراء العملية.