بعد جلسة محاكمة صاخبة، بدأت بمحاضرة الرئيس المعزول محمد مرسي رافضاً المحاكمة ومصراً على أنه الرئيس الشرعي وانتهت بنوبة بكاء.. قرر رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار أحمد صبري يوسف تأجيل القضية إلى الثامن من يناير .. وفور النطق بالقرار صرخ مرسي قائلا: أنا الرئيس اسمعني .. وكررها ثلاث مرات قبل انهياره وانخراطه فى نوبة بكاء. وأفادت مصادر أمنية أنه تقرر إيداع مرسي سجن برج العرب في الاسكندرية. ويواجه الرئيس المعزول تهمة قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية في الخامس من ديسمبر الماضي، والتي يمكن أن تصل عقوبتها إلى الإعدام. وعقدت جلسة أمس في أكاديمية الشرطة حيث تجري وقائع محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، وبدأت الجلسة فى تمام العاشرة والنصف وتم إيداع المتهمين قفص الاتهام ونادت المحكمة على أسماء المتهمين وأثبتت حضورهم بمحضر الجلسة. وظهر جميع المتهمين بملابس السجن الاحتياطي عدا الرئيس مرسي وأسعد الشيخة نائب رئيس ديوان الرئاسة، اللذين ظهرا ببدلة كحلية وقميص أبيض. رفض التوقيع وشهدت الجلسة رفض مرسي التوقيع على أوراق إجراءات المحاكمة، وإعلانه أنه سيترافع عن نفسه وبعد أن نادت المحكمة عليه، رد من داخل القفص أن اسمه الدكتور محمد مرسي، وهو رئيس البلاد، مضيفا أنه يربأ بالقضاء المصري أن يكون غطاء للانقلاب العسكري، وزاعما أنه الرئيس الشرعي، وأضاف «أحذر الجميع بكل حب أن لا يكونوا غطاء لذلك»، محملا المحكمة المسؤولية فى حالة عدم خروجه من مقر احتجازه، وعندما وصف الانقلاب بأنه جريمة وخيانة.. صاح المحامون والمدعون بالحق المدني مطالبين بإعدامه، ما تسبب في مشادة كلامية بين الطرفين دفعت هيئة المحكمة إلى رفع الجلسة بسبب إصرار مرسي على عدم ارتداء زي الحبس الاحتياطي الأبيض، فضلا عن حدوث مشادات بين المتهمين ومدعي الحق المدني، فيما أفاد التليفزيون المصري، أن هيئة المحكمة اضطرت لرفع الجلسة بسبب هتافات المتهمين ضد هيئة المحكمة مؤكدين أنها باطلة، وأنهم يرفضون الوقوف أمامها لعدم شرعيتها. وبعد أن عادت المحكمة قررت رفع الجلسة ثانية بعد هتافات ومشادات بالقاعة ثم عاد رئيس المحكمة ليعلن قراره بالتأجيل إلى الثامن من يناير المقبل. مواجهات خارج القاعة وشهد محيط مقر المحاكمة، مواجهة بالهتافات بين عناصر الإخوان والأهالي، وقال عبد الله مرسي أحد مصابي محافظة دمنهور فى اشتباكات الإخوان، إنه يطالب بالقصاص من مرسي وقيادات الإخوان، مشيرا إلى أنه قدم من دمنهور لتأييد «الجيش والداخلية والقضاء». وردد الأهالي هتافات منها «يا سيسي يا عمهم يا حارق دمهم»، القصاص القصاص»، رافعين أعلام مصر. وعلى الجانب الآخر هتف أنصار مرسي ضد الجيش والشرطة، ورفعوا شعار رابعة العدوية. اتخذت السلطات المصرية إجراءات أمنية مكثفة غير مسبوقة أمس أمام البوابة رقم «8» استعداداً لأولى جلسات المحاكمة، وشاركت عناصر من القوات الجوية فى أعمال المراقبة من الجو لرصد أية تحركات لعناصر قد تسعى للتأثير على المحاكمة أو لارتكاب أي أعمال إجرامية.. كما تمت الاستعانة بعناصر خاصة من فرق مكافحة الإرهاب ووحدات من العمليات الخاصة لتأمين المحاكمة، تجنبا لأي أعمال عنف من المتوقع حدوثها. فيما تم الدفع بتشكيلات من قوات الجيش والشرطة والأمن المركزي بمحيط أكاديمية الشرطة بالإضافة إلى عدد من الأجهزة التكنولوجية المتخصصة فى الكشف عن المتفجرات وتوزيع كاميرات المراقبة بالمناطق المحيطة بمكان الأكاديمية. وانتشر أكثر من 4 آلاف ضابط ومجند من مختلف قطاعات وزارة الداخلية داخل وخارج أسوار أكاديمية الشرطة فيما تواجدت نحو 30 سيارة مصفحة و30 مدرعة لتأمين مقر المحاكمة.