تجمهر مايقرب من 1000 من أفراد الجالية الإندونيسية المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل بينهم عدد من الهاربين من كفلائهم، على تقاطع شارع فلسطين مع شارع الأمير ماجد أسفل الجسر القريب من حي بني مالك، مطالبين المسؤولين في قنصلية بلادهم بضرورة إنهاء إجراءات سفرهم إلى بلادهم. وأفاد عدد من سكان الحي المجاور لمكان التجمع أن هذا التجمع بدأ منذ عصر أمس بأعداد بسيطة، إلا أن الأعداد تزايدت مع اقتراب وقت الغروب ودخول الليل، مشيرين إلى أنهم لم يكونوا يتوقعون هذا العدد الكبير الذي تسبب في عرقلة الحركة المرورية على الطريق. وقال ياسر السيد وماجد سالم وهما من سكان حي بني مالك ل «عكاظ»: لاحظنا هذا الافتراش منذ لحظات مبكرة أثناء عودتنا من أعمالنا، ومع دخول وقت العشاء كان هناك تزايد في أعدادهم بشكل ملحوظ. وعبر عدد من هؤلاء المفترشين والمتجمعين ل «عكاظ» عن استيائهم من تعثر سفرهم أو تصحيح أوضاعهم، خصوصا فيما يتعلق بمنحهم وثائق سفر بدلا من جوازاتهم المفقودة، واتضح فيما بعد أن الجوازات لم تقبل هذه الوثائق لافتقارها لعناصر أساسية يتطلبها تصحيح الوضع أو إصدار الإقامة، مثل رقم الدخول وتاريخه. القنصلية: الوثائق عطلت التصحيح من جانبه أوضح ل «عكاظ» مصدر مسؤول في القنصلية الإندونيسية أن افتراش عدد من الجالية الإندونيسية المخالفة لأنظمة الإقامة، تحت جسر فلسطين مع تقاطع الأمير ماجد، حدث بسبب عدم انتهاء إجراءاتهم النظامية للخروج النهائي. وقال إن هؤلاء المفترشين بلغ عددهم 1000 شخص تقريبا، لم يتمكنوا من السفر، مشيرا إلى رفض إدارة الجوازات بجدة وثائق السفر الصادرة من القنصلية الإندونيسية تمهيدا لإنهاء إجراءات سفرهم، أو تصحيح أوضاعهم، مشترطة إحضار جوازاتهم القديمة أو الإقامة ما وقف عائقا أمامهم، كما هو حاصل الآن تحت جسر فلسطين، وقبل هذا بساعات كانوا قد افترشوا أحد الشوارع الفرعية لشارع ابن جبير، بجانب القنصلية. وأفاد المصدر: معظم هؤلاء المفترشين هاربون من كفلائهم، وليس بحوزتهم الجوازات الأصلية أو الإقامة، وظلوا مخالفين لنظام العمل والإقامة في المملكة لعدة سنوات، مبينا أن صدور الأوامر الملكية لتصحيح أوضاع المخالفين لأنظمة الإقامة كانت بمثابة الفرصة الذهبية التي لا تتكرر، عندها سارعوا إلى القنصلية مطالبين بتقديم المساعدة لهم، لإنهاء إجراءات سفرهم إلى إندونيسيا. وكشف المصدر، أن عدد الوثائق التي أصدرتها القنصلية الإندونيسية بلغت سبعة آلاف وثيقة سفر، لم يستفد منها أحد منهم. شرطة جدة: بطء إجراءات قنصليتهم على ذات الصعيد، أوضح الملازم أول نواف البوق الناطق الإعلامي لشرطة محافظة جدة ل «عكاظ» أن افتراش هذا العدد من أفراد الجالية الإندونيسية حدث للمطالبة بتسهيل إجراءات سفرهم إلى بلادهم، وأرجع البوق السبب إلى بطء إنجاز إجراءاتهم من قبل القنصلية، وأضاف: افترشوا في وقت سابق إلى جانب قنصلية بلادهم، حتى اضطر أفراد أمن القنصليات لتحريكهم من هناك، ومنعهم من التواجد أو التجمهر إلى جوار القنصلية، وعندما تحركوا لم يجدوا غير التجمع والافتراش تحت جسر فلسطين، مؤكدا أنهم لم يصدر منهم أي حالة شغب أو محاولة لإيذاء الآخرين، وهم تحت السيطرة من قبل الحراسة المشددة عليهم. تنسيق لإنهاء إجراءاتهم وأشار الملازم أول البوق إلى أن التنسيق جار مع قنصلية بلدهم من قبل الجهات المختصة، لإنهاء إجراءاتهم، ومعوقات سفرهم إلى بلدهم. يذكر أن «عكاظ» كانت أجرت في وقت سابق حوارا مع نائب القنصل الإندونيسي لشؤون الإعلام نور إبراهيم، تحدث فيه عن مباحثات واجتماعات بين كبار المسؤولين في وزارة الخارجية السعودية ونظرائهم من وزارة الخارجية الإندونيسية بهدف بحث تقديم المساعدة للجالية الإندونيسية، خصوصا أولئك الذين أصدرت لهم القنصلية وثائق سفر، ويرغبون في الخروج النهائي.