الربيع العربي هو تعبير عن آمال الشعوب التي انطلقت من أجل تحقيق غد ومستقبل أفضل، فهذه الشعوب انتفضت من أجل حقوقها ما دفع محمد بوعزيزي التونسي على احترام ما لا يمكن أن يتقبله لا العقل ولا الشريعة والإنسانية. وعليه فالربيع العربي «صناعة» شعبية عربية لا دخل فيه لأي عامل خارجي خلافا لما ادعاه نظام بشار الأسد وحلفاؤه من إيران إلى حزب الله إلى المكون الشيعي في العراق. والشعب السوري انتفض على سياسة القمع والتهميش والاستبداد والعنجهية والديكتاتورية ولن يتغير الوضع في سوريا إلا باستمرار التضحيات هذه الشعوب في ساحات الربيع العربي ضد نظام القمع الأسدي. أما ما يظهر على السطح في المشهد السياسي الليبي وكذلك التونسي من سلبيات يشكل إفرازات طبيعية لكون هذا الحراك الشعبي التي لمسنا نتائجه وفاعليته في انتفاضة الشعب اليمني حتى ظهرت المبادرة الخليجية التي وضعت اليمن على طريق تحقيق ما يصبو إليه شعبه وتغير الربيع اليمني إلى خريف حتى إشعار آخر. وما يحصل اليوم في سوريا يشكل جوهر الصراع في المنطقة ووقوف دول الخليج العربي بقيادة المملكة لدعم الشعب السوري المغلوب على أمره يشكل منعطفا هاما وأسياسيا للاستقرار في المنطقة. خاصة بعد الدعم السياسي والعسكري واللوجستي الإيراني للنظام الدموي في سوريا وأيضا دعم القوى الشيعية في العراق ولبنان وتسخير كافة الإمكانات العسكرية والمالية والبشرية من أجل عدم انهيار نظام بشار الأسد. محلل استراتيجي