أكد عدد من المسؤولين العرب في تصريحات ل«عكاظ» على ضرورة تبني موقف المملكة إزاء عملية إصلاح مجلس الأمن بشكل شامل وواسع لتعزيز دورها في القيام بمهامه بشكل محايد وشفاف ودعم قضايا الامة العربية والإسلامية ومراعاة مصالحها وتحديدا الصراع العربي الإسرائيلي وقضية القدس وفلسطين والأزمة السورية. فمن جهته، أوضح السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أن اعتذار المملكة عن قبول مقعد المجلس ومطالبتها بإصلاح المجلس وتعزيز فعاليته لقي صدى كبيرا في المحافل الدولية. وقال إن مجلس الأمن يجب أن يضطلع بمهامه ومسؤولياته التي أنشئ من أجلها ويحافظ بشكل فعال على الأمن والسلم العالمي وإيجاد حلول للقضايا العربية والإسلامية المستفحلة خاصة قضية الصراع العربي الإسرائيلي والأزمة السورية التي ما تزال تراوح مكانها في أروقة مجلس الأمن وهيئة الأممالمتحدة. وأكد السفير عسيري أن موقف المملكة نابع من مسؤولياتها التاريخية وحرصها على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة وإيجاد حل جذري للأزمة السورية وإنهاء الظلم والاستبداد الذي يعانيه الشعب السوري من قبل النظام الدموي الأسدي. من ناحيته، قال الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح والقيادي الفلسطيني إن مجلس الأمن تعامل مع القضية الفلسطينية بمكيالين ولم يحرك ساكنا حيال الأعمال الإجرامية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وسط جمود في أروقة مجلس الأمن الذي دعم الجلاد ضد الضحية وأعطى الإسرائيليين صفة تفضيلية مما أدى إلى تمادي الإسرائيليين في قتل وتشريد الفلسطينيين. وأشار إلى أن مجلس الأمن أصدر العشرات من القرارات حول القضية الفلسطينية ولكنه فشل فشلا ذريعا في ترجمتها على الأرض وهذا يعكس سياسة الكيل بمكيالين وعدم وجود الرغبة الحقيقية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي. أما هيثم المالح المعارض السوري البارز ورئيس اللجنة القانونية في الائتلاف فقال إن إصلاح مجلس الأمن لم يعد ضرورة بل مطلب استراتيجي لأن المجلس مجلس تقاعس في صون الأمن والسلم الدوليين مما أدى إلى فقدان مصداقية مجلس الأمن بسبب تخاذله في إيجاد حل لقضية الشعب السوري الذي يواجه نظاما بربريا مدعوما من إيران وروسيا. وقال إن مطالبة المملكة بإصلاح المجلس وتعزيز فعاليته لقي قبولا عالميا، مؤكدا أن مجلس الأمن فشل فشلا ذريعا في منع حدوث النزاعات والصراعات الدولية قبل تفاقمها خاصة الأزمة السورية التي ظلت تراوح مكانها منذ أكثر من سنتين. وأوضح أن موقف المملكة الحاسم جاء لتسليط الضوء على ما يجري داخل أروقة مجلس الأمن والتركيز على الأخطاء الفادحة التي ترتكبها الدول الكبرى بحق الشعوب العربية والإسلامية.