أكد عدد من كبار المسؤولين والوزراء والسفراء العرب أن اعتذار المملكة العربية السعودية عن قبول عضوية مجلس الأمن خطوة غير مسبوقة وجريئة تعكس فشل مجلس الأمن وعجزه عن تحمل مسؤولياته في صون السلم والأمن الدوليين وإيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية والتعامل بمكيالين إزاء الأزمة السورية. وقالوا في تصريحات ل«عكاظ» إن القرار السعودي رسالة واضحة ومباشرة تهدف لتغيير مسار آليات عمل مجلس الأمن وضرورة خروجه من النمط التقليدي والتعامل مع القضايا العربية والإسلامية وفق قرارات الشرعية الدولية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة وإيجاد حل عادل لمأساة الشعب السوري. فمن جانبه، أوضح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى أن مجلس الأمن فشل في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية والأزمة السورية، موضحا أن القرار الذي اتخذته المملكة يهدف لتحقيق الإصلاح لأجهزة الأممالمتحدة. وطالب الأمين العام بضرورة الشروع بشكل سريع لإصلاح مجلس الأمن لكي يصبح شفافا ويتمكن من أداء مهامه ويساهم في صون السلم والأمن الدوليين. من جهته، وصف وزير الأوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش موقف المملكة العربية السعودية بالاعتذار عن عدم قبول العضوية في مجلس الأمن بأنه قرار جريء وتاريخي غير مسبوق، موضحا أن القيادة والشعب الفلسطيني دعمت القرار السعودي باعتباره انتصارا للحقوق الفلسطينية المشروعة. وأوضح الهباش أن موقف المملكة خطوة إيجابية على طريق التفكير بشكل مسموع وواضح بهدف ضرورة الشروع في إصلاح الأممالمتحدة وعدم جعله رهينة القوى الكبرى وإبعاده عن سياسة الكيل بمكيالين. وأوضح الهباش أن دعم مجلس الأمن الفاضح للسياسات الإسرائيلية وغمط حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ووضع قضيته في إدراج مجلس الأمن لعقود طويلة في محاولة فاشلة لتناسي قضية شعب يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل ونهب وسفك دماء الشعب الفلسطيني. واعتبر أن القرار السعودي سيساهم في الضغط باتجاه إصلاح الأممالمتحدة ومجلس الأمن وإنهاء حالة السيطرة على صناعة القرار السياسي موضحا أن موقف المملكة يشكل رسالة واضحة الدلالة في مواجهة ازدواجية المعايير الدولية بشأن القضايا العربية والإسلامية، ويعبر عن ما يدور داخل الشعوب العربية التي سئمت من سيطرة القوى الكبرى على مراكز صناعة القرار ويهدف لضرورة الوصول إلى قرار عالمي لإصلاح أجهزة الأممالمتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي. من جهته، قال أديب الشيشكلي ممثل الاتئلاف السوري لدى مجلس التعاون الخليجي أن حالة الإحباط من التعامل بسياسة الكيل بمكيالين داخل مجلس الأمن هي التي أدت بالمملكة إلى اتخاذ هذا القرار الشجاع والتاريخي بسبب الأداء غير المحايد وغير الفعال لمجلس الأمن تجاه الأزمة السورية التي تجاوزت السنتين بالإضافة قضية الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية. وتابع قائلا «أن قرار المملكة يلامس الضمير العربي والإسلامي وعجز الآليات التي انتهجها مجلس الأمن في التعامل بموضوعية وحيادية وشفافية مع قضايا المنطقة المشروعة وخاصة مأساة الشعب السوري الذي يواجه آلة القتل والبطش السوري الأسدي أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي ظل متفرجا على مأساة الشعب المغلوب على أمره. وقال الشيشكلي «موقف المملكة حظي بتقدير واحترام دولي واسع، مشيرا إلى أن المملكة كانت ولاتزال حريصة للدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية والاستمرار القيام بدورها الفعال في إيجاد حلول لقضية الشعب السوري الذي يراهن على مواقف المملكة الداعمة له في المحافل الدولية.