كاد عدد من الباحثين عن الظهور في مواقف العفو عن الرقاب، أن يتسببوا في إفساد «منصد» قبيلة الصقور ولجنة إصلاح ذات البين بمشاركة مشايخ وأعيان قبائل منطقة نجران لآل عفان لطلب الصفح وإعتاق رقبة ابنهم الشاب محمد مهدي قذيلة الصقور الذي تسبب في قتل الشاب يوسف محمد آل عفان، حيث فوجئ أكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في طلب العفو بتسابق عدد من الباحثين عن الظهور إلى إلقاء الكلمات التي جعلت والد القتيل يخرج عن طوره ليخاطب الجميع «أرجوكم بأن تهدأوا وأن لا تفسدوا هذا الموقف»، إلا أن الفوضى سيطرت على موقع الصلح في حي الشرفة وتحديدا في «بني يالين»، الأمر الذي أجبر والد القتيل على الانسحاب من موقع الصلح بعد تعرضه لمضايقات من بعض المشاركين في الصلح، حيث نجحت إحدى الدوريات الأمنية في الموقع في انتشاله من بين الجموع الغفيرة والتحفظ عليه، إلا أن جهود بعض الخيرين أعادته إلى الموقع. وكان والد القتيل قبل انسحابه من الموقع قد أعلن تنازله عن القصاص وإعتاق رقبة القاتل لوجه الله ثم لوجاهة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وسمو أمير منطقة نجران، إلا إنه ربط هذا التنازل بعدد من الأحكام من بينها تغريب من تسبب في مقتل ابنه عن نجران، وفتح طريق إلى منازلهم، ومنحه أراض تخص عائلة القاتل، بالإضافة إلى دفع مبلغ 70 مليون ريال، ورفعت قبيلة الصقور الرايات البيضاء تعبيرا عن شكرها لوالد القتيل، ورحبت بالشروط وأبدت موافقتها عليها دون تردد، فبادر والد القتيل وقدم عددا من التنازلات من أهمها التغاضي عن الأراضي والتغريب وتخفيض المبلغ إلى 30 مليون ريال تقديرا للجموع التي شاركت في المنصد، إلا أن القبائل التي حضرت طالبته بتخفيض المبلغ وسط حالة من الفوضى التي لم يتحملها، فلم يجد أمامه إلا الانسحاب من الموقع بمساعدة رجال الأمن، في إشارة إلى أنه لن يقبل التفاوض حول مبلغ ال30 مليون ريال، إلا أنه بعد عودته إلى الموقع خفض المبلغ إلى 25 مليونا.