اتفق الكثير من الأكاديميين على أن دعاوى الفتن التي تحاول النيل من استقرار الوطن، تأخذ أشكالا مختلفة، إلا أنه يجب الحذر منها وفق منهجية فكرية تحصن النشء من الوقوع في مصيدتها، والعمل على فتح العقول والعيون لكل غرض خفي يهدف إلى سلب الوطن خاصيته المعروفة. وأكدوا أن رجال العلم ومنابر التعليم مدعوة في كل وقت للتنبه واليقظة من محاولات متعددة لهدم ثوابت الأمة ومكتسباتها، خاصة أن النشء هو عماد ومستقبل الأمة. ويرى عضو هيئة التدريس في جامعة الطائف أستاذ الفقه المشارك بكلية الشريعة والأنظمة الدكتور هشام بن صالح الزير أن خطر دعوات الفتنة التي تظهر وتختفي من آن لآخر مرتدية أثوابا متعددة الأشكال، ومستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تحظى بأي رقابة، تكمن في نقطتين، الأولى أنها تصطاد البعض ممن لا يستطيعون التفريق بين الصالح والضار لبلادهم، والثانية أنها تضم أشخاصا غير معروفي الهوية، فيما يكمن خطرها الكبير جدا في ظل الغموض الذي يتبناه دعاة الفتنة، الذين يحرصون على إثارة قضايا ليست لمصلحة الوطن، لكنها تصب في صالح أغراضهم الذاتية. وأضاف «كل الفتن التي تحاول النيل من المجتمعات تثار من خلال قضايا لا يعرف ما وراءها، وتزعم أنها في صالح المجتمع، لتختفي وراءها الأغراض المعروفة سلفا، خاصة أن المتابع جيدا يرى أن المنطقة من حولنا بكاملها تشهد اضطرابات كبيرة، ونحن بلد محسود على دينه واستقراره واقتصاده وترابط مجتمعه، ولذلك لا يستطيع أحد اقتحامنا إلا عن طريق تلك الدعوات المجهولة التي لا يسمح بها أحد بالتأكيد». وشدد الباحث الشرعي والمؤرخ عبدالله سعيد الحسني، على دور كل غيور على بلده أن يوجه قلمه ليقف ضد الفتن حتى يتواصل الاستقرار في جميع المجالات، مشيرا إلى أهمية العمل من كافة الجهات المجتمعية لتنوير المجتمع في الغرض من وراء أي دعوات ترتدي ثوب الباطل. وتطرق أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى الدكتور صالح الزهراني، إلى الفتن التي تطل برؤوسها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنها المنفذ والمعبر في القرن الحادي والعشرين لتمرير الفتن على مختلف أشكالها، مبينا أنه على مستخدمي تلك الوسائل التعرف على ما هو في صالحهم وما يمكن أن يقودهم إلى الهلاك ويعمل على مشاركتهم في الترويج للفتن، لذا يجب ضبط النفس لكي لا تكتب «هاشتاقات» يتم استغلالها لأغراض أخرى بدون وعي. أما رئيس العلاقات العامة بمجلس التنمية السياحية بالطائف أحمد العبيكان، فيرى أنه يجب عدم الانسياق وراء دعوات الفتن التي تقف خلفها أسماء وهمية، مضيفا «فتح باب الشائعات، والتأويلات على مصراعيه مرفوض». ويقول مدير مكتب التربية والتعليم بشرق الطائف التربوي فهاد الذويبي: «أصبحنا كجهات تربوية وتعليمية ومجتمعية نتحمل مسؤولية كبيرة أمام شبابنا وبناتنا سواء في البيت أو المدرسة، وعلينا أن نحمي بتكريس الوعي، ونحث شبابنا وبناتنا، خاصة صغار السن منهم على عدم الانسياق وراء بعض دعاوى الفتنة، التي تمرر عبر مزاعم المطالبات والهاشتاقات، وتربية النشء على الاستقلالية في الرأي، وتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن». من جهته، قال التربوي ورئيس الجمعية السعودية للإدارة بمنطقة نجران الدكتور محمد ناجي آل سعد، إن ما يثار من آن لآخر في بعض شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام الأجنبية من دعوات فتنة، له دلالة على محاولات خدمة أهداف مخلة بالاستقرار، مردفا «كل من يأتون البيوت من نوافذها سيردون خائبين».