(لم نر بعد أي لحظة من الفرح في كل هذا الوقت.. لقد شهدنا أزمات وصراعا فقط، وكيف يمكن أن يكون لديك أي متعة في أي شيء يحدث عندما يكون لديك شعب منكوب مثل الفلسطينيين) .. جاءت هذه العبارة على لسان وزير الدبلوماسية السعودية ومهندس السياسة الخارجية الأمير سعود الفيصل. الحضور الدبلوماسي القوي للمملكة في جميع المحافل الدولية، ومراكز صنع القرار، يقف خلفه سعود الفيصل، كما يقود بحنكته وخبرته الطويلة في ميادين السياسة الدولية، سياسة الاعتدال التي تسير عليها الرياض .. وينطلق على مسرح الأحداث في المنطقة والعالم بكل حكمة وبعد نظر. الفيصل أعاد للذاكرة بموقف المملكة الأخير واعتذارها عن القبول بمقعد مجلس الأمن .. ورفضها الحضور شاهد زور على تراخي الهيئة الأممية، تجاه القضايا العربية والإسلامية المعلقة، أحلام جيل عربي عايش ذروة الانتصار العربي، عبر مواقف سعودية تاريخية قادتها المملكة، في فترة التوهج الحرج، خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، وقيام المملكة في عهد الملك فيصل -رحمه الله، بقيادة أول توحد عربي في التاريخ المعاصر، بمواجهة التكتل الغربي بقيادة أمريكية لمساندة إسرائيل. ها هو التاريخ يعيد دورته، ويكون للمملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هذا الموقف الصلب، ضد تراخي الهيئة الأممية، التي كان ينتظر أن تتحمل مسؤولياتها وتقوم بواجباتها تجاه قضايا السلم والأمن في العالم..