لم يجد الحاج التركي مصطفى وسيلة للتعبير عن مشاعره تجاه المملكة والجهات المعنية القائمة على الحج على الجهود التي بذلت كما يقول، وعلى نجاح الحج لهذا العام، إلا أن يلبس الشماغ والعقال السعودي تقديرا واحتراما.. وجدته على جسر الجمرات وهو يردد «شكرا للسعودية» ورغم أنه أكد على بذل المزيد من الاهتمام بالنظافة وتكثيف صناديق النفايات في الطرقات وخصوصا عرفات ومزدلفة وريع صدقي، حيث قال «إن تكدس النفايات بشكل ملفت يشوه الروحانيات والمنظر العام، وإن الكثير من الحجاج سواء من الداخل أو الخارج يفتقدون ثقافة النظام والترتيب، وهذه المسؤولية تقع على عاتق دولهم بتثقيفهم كما تفعل بعض الدول مثل تركيا، فهناك دورات تثقيفية وحملات توعوية تجعل الحاج يستشعر النسك ويحترم كل القوانين والنظام كاملا». ويعاود مصطفى الحديث قائلا «جذبتني روحانية المكان وطقوس الحج الجميلة وسماع أصوات الحجيج وهم يلبون ويرددون الدعاء، كما أن الشعب السعودي لطيف ومضياف وودود». أما الحاج محمد بايتو من موزمبيق فقد وجدته مبتسما باشا وبلباس يميزه من غيره، وهو لباس سعودي في الهيئة ولكنه غريب في اختيار الألوان وكيفية اللباس، فالثوب شتوي قاتم والحرارة تصل فوق الأربعين، والشماغ احمر فاقع، أما العقال فقد وضعه بطريقة مختلفة فهو لا يعرف كيف يضعه، التقيته وعندما اقتربت منه كان لطيفا للغاية، سألته عن اسمه فأجاب بلغة مكسرة لا يفهمها مقابله إلا بصعوبة فقال «اسمي محمد، أتيت للحج وهي المرة الأولى التي أزور فيها المملكة وأنعم بروحانية هذا المكان»، فقلت: ولماذا ارتديت هذا اللباس؟ ومن أشار عليك بلبسه فقال «عندما وصلت إلى السعودية وجدتهم يلبسون مثله وقد استحسنته كثيرا فاشتريت هذا الثوب وهذا الشماغ، ولكنني بعد أن من الله علي بأداء مناسك الحج لم أجد ما أعبر به عن شكري وتقديري إلا أن ألبس اللباس السعودي، ورغم انني قد سمعت عن الصعاب والمشقة في الحج التي تواجه الحجاج وقد كنت مهيأ نفسيا للتعب ولكنني وجدت العكس، وجدت انسيابية في الحركة وتنظيما في المواقع التي نتنقل بينها من منى إلى عرفات ومن ثم مزدلفة والعودة لمنى، كنا ننعم بروحانية وقد اكتسبت صداقات كثيرة من السعودية ومن دول اخرى فالحمد لله على فضله لذلك سأستمر في لباس الزي السعودي حتى أغادر تقديرا لما وجدناه من حفاوة وترحيب وخدمة للمشاعر المقدسة».