ودع حجاج بيت الله آخر مشعر من المشاعر المقدسة بعد رمي الجمار بداية بالصغرى ثم الوسطى وأخيرا الكبرى، حيث أمضوا رحلة إيمانية تكللت بالسكينة والأمان، بعد أن سخرت حكومة خادم الحرمين الشريفين المشاريع العملاقة التي يسرت تفويجهم وسهلت تنقلهم مثل قطار المشاعر وأدوار الجمرات الخمسة، فضلا عن الإمكانيات البشرية بكافة قطاعاتها الأمنية والصحية. وظهرت ملامح الدموع والحزن على حجاج بيت الله لما لهذه المشاعر من أثر في قلوبهم، فيما اختلفت طقوس الوداع من حاج إلى آخر، ففي الوقت الذي فضل فيه البعض شراء الهدايا مثل السبح، وماء زمزم وألعاب الأطفال لأقاربهم وذويهم في بلدانهم من الأسواق القريبة من المشاعر والمنتشرة في مكةالمكرمة، تبادل البعض منهم التقاط صورهم التذكارية للاحتفاظ بها خاصة ممن يحجون لأول مرة. ليس هذا فقط، فقد فضل بعض الحجاج جمع الحصى من مشعر مزدلفة كنوع من الذكرى، ويستمر مسلسل الغرائب في سلوك ضيوف الرحمن وهو ما يلاحظ جليا في حجاج في بنغلاديش وأفغانستان الذين يحتفظون ببملابس الإحرام وإعادة غسلها للاحتفاظ بها في منازلهم. وهنا ذكر الحاج محمود سيد من مصر، أن الذكريات هي التي تبقى بعد الحج لأن غالبية الحجاج القادمين من الخارج يأتون مرة واحدة لتأدية نسك الحج ولذلك يحرصون على جلب بعض الهدايا والذكريات التي تخلد رحلة حجهم.