أكد الدكتور والداعية الإسلامي المعروف محمد العوضي أن حج هذا العام استثنائي، وقال «رغم أنني لم أحج منذ عشر سنوات إلا أن حج هذا العام سأختزله في كلمة واحدة تختصر كل ما في خاطري فهو «حج سهل»، مشيرا إلى أن الانسيابية كانت سيدة الموقف، كما أن عدد الحجاج لعب دورا، كذلك جهود رجال الأمن والمنظمين كانوا على قدر كبير من المسؤولية وقائمين بدورهم التكاملي والتسهيلي والتذليلي. وأضاف ل«عكاظ»: أنا الان اتنقل بكل يسر وسهولة وهذا دليل على الاستفادة من الخبرات السابقة وضبط المخالفين والمفترشين غير النظاميين، كما أن الوسائل المقدمة في الحج وخصوصا القطار ساعد على التنقل بسرعة ويسر وسهولة. وحول الحجاج غير النظاميين ودخولهم المشاعر بدون تصريح قال الدكتور العوضي إن الحج بدون تصريح وكذلك عدم النظافة في المشاعر تعود إلى تحمل المسؤولية وكذلك الثقافة، وبما أن هناك نظاما يرشد ويقصد المصلحة العامة لأداء الشعيرة وبما أن هناك ملايين من الناس يأتون مرة واحدة في العمر ثم ينتظرون، فنصحي لكل من يرغب في الحج أن يلتزم بالقانون لأنه يحقق المصلحة وهذه من المصالح المرسلة لذلك لابد لنا أن نحذر ولا نقع في الخطأ، وللعلم لم أنو الحج إلا متأخرا ولكنني بذلت جهدا في استخراج التصريح بالطرق النظامية، أما من يبحث عن مصلحة نفسه فقط ويتمركز حول ذاته ولا يتلفت إلى القوانين والقواعد والإجراءات التي تصب في الصالح العام فهذه مشكلة ثقافية. وعما إذا كان واجهته صعوبة في التنقل قال العوضي «التقيت خلال اليومين الماضيين الشيخ سعد البريك والشيخ محمد العريفي والشيخ عادل الكلباني، ونحن نشعر بما لا يشعر به من لم يكن في موقعنا الحرج، ألا وهو البعد الرمزي، فأنت رمز إعلام ديني إعلام قيمي إعلام أخلاقي حتى لو كان فنانا أو لاعب كرة قدم من المؤكد أنه سيتعب خصوصا من الذين يحاولون التصوير مع أي رمز، وهذا يوقعنا في تنازع شعورين: شعور أنك تريد أن تنجز أعمالك، وشعور آخر أن هذا السلام وحب التقاط الصور والتعانق والتراحم والتلاحم والابتسامة هذا الشعور الجميل الذي ينبغي أن تبادله حتى لا تعطي صفة سلبية، وترد الجميل لمن بادلك الجميل، ولكن بعض الإخوة يحب أن ينظر لذاته ويريد التصوير مع النجم فقط دون معرفته بظروف هذا النجم سواء يريد أن يركب القطار أو يلحق بحملته التي تأخر وهو يتصور معه أو لديه محاضرة وحان وقتها فهذه محبة مورطة». وحول القنوات الفضائية التي تأتي لنقل الحدث فقط دون أن يكون لها مسؤولية اجتماعية في التوعية المسبقة قبل الحج أوضح العوضي «أؤكد للجميع أن الإعلام ليس لقطات للواقع وإنما الإعلام لابد أن يرشد الواقع كما يجب أن ينتقي ما في الواقع وليس كل الواقع وإذا التقط الشيء غير الجميل يلتقطه كي يعطي فائدة تجعله جميلا وترشده وتجعله يسير في الطريق الصحيح لذلك يجب على الإعلام أن ينبه للمشكلات ويساعد على حلها». وعن رسالته لشباب المسلمين قال العوضي «رسالتي لشباب المسلمين الحائر المرتبك أن يفرق بين أمرين بين واقع المسلمين الضعيف والمرتبك الذي نعرفه جميعا من غير تفصيل، وبين ما ينتمون إليه من عقيدة ودين وشريعة فتكون العقيدة والمصدر والمبدأ حكم على الواقع لا العكس حتى لا نرتبك ونظن أن الواقع هو الذي يحكم على الشريعة، فنزهد في الشريعة ونزهد في الدين، الأمر الثاني لابد للشباب أن يرتقوا من قناعاتهم الشعورية التقليدية الوراثية في الدين إلى قناعات عقلية قرآنية علمية ومن ثم ينتصرون للدين من واقع الشهادة إلى واقع الأجر».