أدى أكثر من نصف مليون من أبناء المدينةالمنورة والمقيمين بها وزوارها خلال إجازة عيد الأضحى المبارك وطلائع وفود الرحمن المتعجلين الذين تدفقوا على المدينةالمنورة منذ البارحة الأولى، بعد أن أدوا مناسك الحج، صلاة أول جمعة في رحاب المسجد النبوي، سائلين المولى العلي القدير أن يتقبل حجهم، وشاكرين له أن من عليهم بأداء الفريضة في أجواء مفعمة بالأمن والأمان والطمأنينة. وباشرت مختلف الجهات الحكومية حشد طاقاتها وإمكانياتها وتقديم خدماتها لضيوف الرحمن زوار المدينةالمنورة الذين من المتوقع أن يصل عددهم خلال مرحلة ما بعد الحج إلى قرابة 600 ألف مسلم ستحتضنهم طيبة الطيبة، وذلك بتعليمات ومتابعة شخصية من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة الذي يحرص على إتاحة كافة الخدمات وأرقاها لضيوف الرحمن زائري المدينةالمنورة إنفاذا لتوجيهات القيادة الرشيدة. وفي هذا الخصوص، سارعت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي إلى تهيئة مداخل المسجد والساحات المحيطة به وسطح المسجد بالفرش اللازم ووزعت مياه زمزم في مختلف أرجائه وساحاته إضافة إلى توفير أعداد وفيرة من نسخ القرآن الكريم من طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة مع نشر الدعاة والمرشدين داخل أرجاء المسجد لتعليم وتبليغ الحجاج بأمور دينهم والرد على استفساراتهم عن زيارة المسجد النبوي وما يجب على الحاج والزائر عند زيارته مسجد رسول الله. وتقدم الرئاسة خدماتها عبر أكثر من 5300 موظف وموظفة من العاملين الرسميين والموسميين المكلفين بخدمة المصلين وزوار المسجد النبوي الذين يعملون في إطار منظومة متكاملة مع عدد من الجهات الحكومية لتنفيذ الخطط المتعلقة باستقبال الحجاج من خلال فرش المسجد النبوي بعشرة آلاف سجادة وتجهيز الساحات التي تبلغ مساحتها 256.000م2 ومرافق الخدمات البالغ عددها 18 مرفقا بها عشرة آلاف نقطة وضوء موزعة على ثلاثة أدوار في جميع الاتجاهات. وشرعت الجهات الأمنية بالمدينةالمنورة في تطبيق خططها الأمنية والمرورية ومواصلة جهودها للمحافظة على أمن الحاج وراحته داخل المسجد النبوي وساحاته وبخاصة في أوقات الذروة وذلك عبر انتشار رجال قوة أمن المسجد في مختلف أرجاء المسجد لإرشاد المصلين وتأمين دخولهم وتنظيمهم من بوابات المسجد ومكافحة ظاهرة النشل وتسهيل توافد قوافل ضيوف الرحمن إلى أماكن سكنهم وتنقلهم من وإلى المسجد النبوي واتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية والإمكانات البشرية ومضاعفة الجهود التي تكفل تنقل الحجاج وزوار المدينةالمنورة براحة وأمان. وتأهبت المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة لتنفيذ خطتها لموسم ما بعد حج هذا العام من خلال تهيئة وتسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية وغيرها من المستلزمات الضرورية واتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لحماية الحجاج والمواطنين وتوفير السلامة لهم من كافة أخطار الحوادث والكوارث وما قد يتطلبه ذلك من إجراءات الإغاثة الفورية أو الإخلاء أو الإيواء والإعاشة للمتضررين منهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة بمناطق وجود الحجاج وذلك باتباع أفضل السبل وأنجحها مع قدر كبير من التنسيق بين الجهات المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني لمواجهة ما قد يحدث من الافتراضات الواردة بهذه الخطة بكل كفاءة واقتدار. ويواصل فرع هيئة الهلال الأحمر بالمدينةالمنورة مهامه الميدانية بساحات المسجد النبوي والمنطقة المركزية المحيطة به وعبر الطرق القادمة من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة لخدمة ضيوف الرحمن زوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد أداء مناسكهم بكل يسر واطمئنان. وتتمثل المهام في تقديم الخدمات الطبية والإسعافية في 26 مركزا إسعافيا بطاقة إجمالية تبلغ أكثر من 280 شخصا من أطباء ومسعفين وسائقين ومتطوعين ومؤقتين وإداريين وفنيين وعشرة مراكز موسمية وأسطول من سيارات الإسعاف يضم أكثر من 70 سيارة إسعاف مجهزة بكل التجهيزات مع سيارات خدمات مساندة وخمس سيارات إسعاف تدخل سريع بالإضافة إلى مشاركة 265 متطوعا ومتطوعة داخل المسجد النبوي وساحاته ودعمهم بخمس عربات لنقل الحجاج وكبار السن المحتاجين للإسعافات الأولية لنقلهم من داخل المسجد النبوي للساحات الخارجية ودعم الإسعاف الطائر بطائرة أخرى تساند الطائرة الرئيسية. أما فرق «طوارئ الصيانة» بالكلية التقنية بالمدينةالمنورة فبدأت هي الأخرى في تقديم خدماتها التقنية التطوعية لحجاج بيت الله الحرام زوار المسجد النبوي ما بين صيانة المراكز التي تقدم خدمات للحجيج ومركباتهم وصيانة المساجد الواقعة في طريق الهجرة الرابط بين المدينةالمنورةومكةالمكرمة. وتحرص تقنية المدينة ممثلة بطوارئ الصيانة على تقديم الخدمة بالجودة والإتقان وبسواعد وطنية من المتدربين وبإشراف فريق من المدربين المتميزين في إطار تحقيق رؤية حكومتنا الرشيدة في تقديم خدمات متميزة لحجاج بيت الله الحرام زوار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال عدة مجالات تقنية ومهنية منها التمديدات الصحية والتقنية الكهربائية والتكييف والتبريد وصيانة صوتيات المساجد وتزويدها بما يلزم. من جهتها، تواصل المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة تطبيق خطة الحج للفترة الثانية من حج لهذا العام عبر المراكز الصحية المنتشرة على الطرق المؤدية للمدينة المنورة والطرق التي يسلكها الحجاج في عودتهم إلى ديارهم سالمين غانمين. وتتمثل الرعاية الصحية التي تقدمها الشؤون الصحية بالمدينةالمنورة في أكثر من 17 مركزا صحيا تتضمن مركز صحي باب جبريل ومركز صحي الصافية وباب المجيدي وباب السلام ومحطة الهجرة وحجاج البر والميقات واليتمة والصلصلة وأحد والإجابة والبيعة وقباء والعوالي والأنصار إضافة إلى المراقبة الصحية بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة.