أكدت منظمة الصحة العالمية عدم تسجيل أي حالة للإصابة بفيروس كورونا في حج هذا العام، منوهة بالجهود التي بذلتها المملكة في هذا الصدد، مشيرة إلى أنه تم اعتماد تعريف أشمل وأوسع للحالات المشبوهة، والقيام بالتقصيات الطبية والوبائية والمخبرية اللازمة لعدم المرور بجانب أية حالة حقيقية. وهنأت المنظمة العالمية المملكة العربية السعودية، ممثلة بوزارة الصحة، على ما اكتسبته من خبرة وقدرات في مجال طب الحشود، تؤهلها للقيام بدور ريادي على مستوى العالم في هذا المجال، كما تمكنها من تقديم خدمات صحية رفيعة المستوى لضيوف الرحمن، وتهيئة ظروف صحية ممتازة لهم للقيام بمناسكهم بكل راحة، كما تمكنها من اجتناب الأوبئة والفاشيات، إضافة إلى الإسهام بشكل فعال في حماية الدول الإسلامية والعالم من تسرب هذه الأخطار عن طريق الحجيج العائدين لبلدانهم. وأكدت المنظمة في بيان أعقب إعلان وزير الصحة سلامة الحج وخلوه من الأمراض الوبائية والمحجرية، أن التقدم الواضح والمستوى المرموق الذي وصلت إليه المملكة في مجال طب الحشود مكنها أن تكون من أوائل الدول في هذا المجال، والمساهمة الفاعلة وتحديث المعلومات والتجارب على المستوى العالمي لتطوير هذا النوع من الطب. وبين أن جهود المملكة في مجال طب الحشود توجت بإنشاء المركز السعودي الدولي لطب الحشود ، وعدته مثالياً ومتفاعلاً مع جهود المنظمة العالمية. وخلص البيان إلى استنتاجات وفد المنظمة وهي: * أولا: في مجال توفير الرعاية الطبية: - تجهيز عدد كبير من المستشفيات في المشاعر المقدسة وتجهيزها بكل وسائل التشخيص والعلاج الحديثة في جميع التخصصات والعلاج، بما فيها إجراء أدق العمليات في القلب والكبد والتعامل مع الأورام، مدعمة بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة. - تجهيز عدد كبير من المراكز الصحية الدائمة والموسمية وسيارات الإسعاف المتطورة. - تجهيز مهابط للطائرات العمودية في المستشفيات لنقل الحالات الطارئة وتجنيد عدد من الفرق الطبية الثابتة والمتحركة عالية الكفاءة وتوزيعها وتحريكها بآلية منظمة حسب تحركات الحج. - الاعتماد على دلائل علمية وبروتوكولات طبية ترتكز على أحدث المعطيات الطبية في مجمل التخصصات. * ثانيا: في مجال مكافحة الأمراض المعدية: - إصدار الاشتراطات الصحية الواجب اتخاذها من طرف الحجيج استعدادا للحج، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وسفارات المملكة. - القيام بحملات توعوية وإجراءات وقائية مكثفة للقادمين عبر منافذ المملكة، وفي أماكن الشعائر. - وضع شبكة متكاملة للترصد الوبائي والتقصي السريع للحالات المشكوك فيها، تستعمل أحدث الطرق لإرسال المعلومات وتجميعها وتحليلها بصفة آنية، من طرف أخصائيين أكفاء يعملون على مدار اليوم، بغرفة عمليات تحتوي على أحدث الوسائل الاتصالية والمعلوماتية، بما في ذلك استعمال الخرائط الرقمية مع كل المستشفيات ومراكز ووحدات التدخل السريع. - وجود دلائل عملية دقيقة تستند على توصيات منظمة الصحة العالمية والمركز السعودي العالمي لطب الحشود، خاصة المتعلقة بفيروس كورونا الجديد والمسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، حيث تم إعتماد تعريف أشمل وأوسع للحالات المشبوهة، والقيام بالتقصيات الطبية والوبائية والمخبرية اللازمة لعدم المرور بجانب أية حالة حقيقية. وبالرغم من ذلك لم يتم تسجيل أية إصابة بهذا المرض والحمد لله. - كان للتوصيات الواضحة التي أصدرها المركز السعودي العالمي لطب الحشود في هذا المجال لجميع البلدان الإسلامية، بالعمل على إقناع الحجيج ذوي الاختطار بتأجيل حجهم للسنة القادمة على الأقل حفاظا على سلامتهم، دور مهم في ذلك. - تواجد فرق تدخل سريع باستمرار في الميدان، تعمل على حصر الحالات المرضية وإزالة عوامل الاختطار من أجل تجنب الفاشيات، وكذلك فرق مراقبة المياه والأطعمة والبيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية. - حرصت الوزارة على استغلال الفرصة المتاحة للقيام بالعديد من الدراسات والبحوث بالتعاون مع العديد من الشركاء، سواء لمحاولة الإجابة على بعض التساؤلات التي لم يتم حلها بعد، كتلك المتعلقة بفيروس كورونا الجديد، أو لاستنباط طرق طبية ووقائية جديدة من شأنها أن ترفع أكثر من مردودية النظام الصحي المتعلق بطب الحشود والحج. - حرصت الوزارة على القيام بتقييم مفصل وشامل لموسم الحج الحالي للتعرف على أي نقائص قد تكون حدثت واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفاديها في المستقبل.