أعلن وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة سلامة حج هذا العام 1434 ه، وخلوه من الأمراض الوبائية والمحجرية، وأن حجاج بيت الله الحرام يتمتعون ولله الحمد بالصحة والعافية. جاء ذلك في بيان استهل به معاليه المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمستشفى منى الطوارئ. وقال وزير الصحة: إنه نتيجة للاحترازات والإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة, واستناداً إلى نتائج الاستقصاءات الميدانية، وبعد الاطلاع على تقارير لجان الوزارة الصحية، وما أوضحته الإحصاءات والتقارير والمؤشرات من سلامة حج هذا العام، وعدم تسجيل أي تفشٍ للأمراض الوبائية أو المحجرية بين الحجاج ولله الحمد والمنّة. جاء ذلك في بيان تلاه معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، فيما يلي نصه: إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - القاضية بالعناية بالحجاج وتقديم أفضل الخدمات الطبية لهم ليتمكنوا من أداء نسكهم بكل سهولة ويسر. وانطلاقاً من حرص وزارة الصحة على سلامة حجاج بيت الله الحرام فقد استنفرت الوزارة جميع إمكاناتها البشرية والمادية والتقنية لتقديم خدماتها الصحية بكافة مستوياتها الوقائية والعلاجية والإسعافية والتوعوية.. وتأسيساً على ذلك فقد اتخذت وزارة الصحة مجموعة من الاحترازات والاستعدادات والإجراءات في موسم الحج لهذا العام (1434ه) التي تمثَّلت فيما يلي: أولاً - قيام اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية والتي تضم نخبة من الأطباء الاستشاريين في الأمراض المُعدية والصحة العامة وطب الأسرة والمجتمع من مختلف القطاعات الصحية بالمملكة بوضع سياسات العمل الوقائي للأمراض المُعدية ذات الأهمية والاشتراطات الصحية الواجب توافرها في القادمين للحج, وتحديثها دورياً لمواكبة المتغيرات والمستجدات العالمية. ثانياً - رفع درجة التأهب والاستعداد تجاه الطوارئ والمستجدات المتعلقة بجميع الأمراض وبخاصة فيروس كورونا، وتعزيز إجراءات المراقبة الوبائية والوقائية من هذا الفيروس وغيره من الأمراض. ثالثاً - تطبيق الاشتراطات الصحية لموسم حج هذا العام على جميع الحجاج القادمين، بما فيها الإجراءات الخاصة بفيروس الكورونا وتكثيف أعمال المراقبة الوبائية المبكرة براً وبحراً وجواً، وذلك عبر مراكز المراقبة الصحية. رابعاً - توفير جميع التجهيزات المخبرية والمواد التشغيلية لعمل جميع التحاليل والفحوصات المخبرية اللازمة لجميع الفيروسات والنواقل المسببة للأمراض، حيث تم تطبيق برنامج العينات القياسية واستخدام أجهزة مخبرية ذات تقنية عالية، وتوفير الدم ومشتقاته, وتجهيز مختبرات الوزارة بالأجهزة والمحاليل والمواد اللازمة لكشف فيروس الكورونا, وتكثيف فرق الاستقصاء الوبائي وفرق صحة البيئة لمراقبة الأطعمة والمياه. خامساً - الاستمرار في تطوير المراكز الصحية، وتطوير الخدمات العلاجية مثل أقسام وجراحة القلب المفتوح وغسيل الكلى والمناظير والعناية الحرجة والمختبرات وبنوك الدم، وذلك في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ومدينة الملك عبد الله الطبية بمكةالمكرمة. سادساً - تطوير الخدمات الإسعافية, وتزويدها بالأجهزة التشخيصية والعلاجية الحديثة لتقديم العلاج الميداني، فضلاً عن تطبيق نظام متابعة سيارات الإسعاف وتوجيهها لخدمة المرضى المحتاجين في أماكن تواجدهم.. ونتيجة للاحترازات والإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة, واستناداً إلى نتائج الاستقصاءات الميدانية، وبعد الاطلاع على تقارير لجان الوزارة الصحية، وما أوضحته الإحصاءات والتقارير والمؤشرات من سلامة حج هذا العام، وعدم تسجيل أي تفشٍ للأمراض الوبائية أو المحجرية بين الحجاج ولله الحمد والمنّة. عليه فإنه يطيب لي أن أعلن قرار اللجنة الصحية سلامة حج هذا العام 1434ه/2013م وخلوه من الأمراض الوبائية أو المحجرية. سائلاً المولى - سبحانه - أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، وأن يتقبل من الحجاج حجهم, وأن يردهم إلى بلادهم وهم يتمتعون بموفور الصحة والعافية. بعد ذلك قُدم بيان منظمة الصحة العالمية، متضمناً الشكر لحكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الصحة على حُسن الاستقبال وإتاحة الفرص لوفدها بكل شفافية للاطلاع على الأعمال التي تقوم بها الوزارة في خدمة الحجاج. وأكد البيان أن التقدم الواضح والمستوى المرموق الذي وصلت إليه المملكة في مجال طب الحشود مكّنها من أن تكون من أوائل الدول في هذا المجال، والمساهمة الفاعلة وتحديث المعلومات والتجارب على المستوى العالمي لتطوير هذا النوع من الطب. وبيَّن أن جهود المملكة في مجال طب الحشود توّجت بإنشاء المركز السعودي الدولي لطب الحشود، وعدّته مثالياً ومتفاعلاً مع منظمة الصحة العالمية واعترافاً من المنظمة بجهود المملكة. وخلص البيان إلى استنتاجات وفد المنظمة وهي: أولاً: في مجال توفير الرعاية الطبية: 1 - تجهيز عدد كبير من المستشفيات في المشاعر المقدسة وتجهيزها بكل وسائل التشخيص والعلاج الحديثة في جميع التخصصات والعلاج، بما فيها إجراء أدق العمليات في القلب والكبد والتعامل مع الأورام، مدعمة بمدينة الملك عبد الله الطبية بمكةالمكرمة. 2 - تجهيز عدد كبير من المراكز الصحية الدائمة والموسمية وسيارات الإسعاف المتطورة. 3 - تجهيز مهابط للطائرات العمودية في المستشفيات لنقل الحالات الطارئة وتجنيد عدد من الفرق الطبية الثابتة والمتحركة عالية الكفاءة وتوزيعها وتحريكها بآلية منظمة حسب تحركات الحج. 4 - الاعتماد على دلائل علمية وبروتوكولات طبية ترتكز على أحدث المعطيات الطبية في مجمل التخصصات. ثانياً: في مجال مكافحة الأمراض المعدية: 1 - إصدار الاشتراطات الصحية الواجب اتخاذها من طرف الحجيج استعداداً للحج، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وسفارات المملكة. 2 - القيام بحملات توعوية وإجراءات وقائية مكثفة للقادمين عبر منافذ المملكة، وفي أماكن الشعائر. 3 - وضع شبكة متكاملة للترصد الوبائي والتقصي السريع للحالات المشكوك فيها، تستعمل أحدث الطرق لإرسال المعلومات وتجميعها وتحليلها بصفة آنية، من طرف أخصائيين أكفاء يعملون على مدار اليوم، بغرفة عمليات تحتوي على أحدث الوسائل الاتصالية والمعلوماتية، بما في ذلك استعمال الخرائط الرقمية مع كل المستشفيات ومراكز ووحدات التدخل السريع. 4 - وجود دلائل عملية دقيقة تستند على توصيات منظمة الصحة العالمية والمركز السعودي العالمي لطب الحشود، خصوصاً المتعلقة بفيروس كورونا الجديد والمتسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، حيث تم اعتماد تعريف أشمل وأوسع للحالات المشبوهة، والقيام بالتقصيات الطبية والوبائية والمخبرية اللازمة لعدم المرور بجانب أية حالة حقيقية.. وبالرغم من ذلك لم يتم تسجيل أية إصابة بهذا المرض والحمد لله. 5 - كان للتوصيات الواضحة التي أصدرها المركز السعودي العالمي لطب الحشود في هذا المجال لجميع البلدان الإسلامية، بالعمل على إقناع الحجيج ذوي الاختطار بتأجيل حجهم للسنة القادمة على الأقل حفاظاً على سلامتهم، دورٌ مهم في ذلك. 6 - تواجد فرق تدخل سريع باستمرار في الميدان، تعمل على حصر الحالات المرضية وإزالة عوامل الاختطار من أجل تجنب الفاشيات، وكذلك فرق مراقبة المياه والأطعمة والبيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية. 7 - حرصت الوزارة على استغلال الفرصة المتاحة للقيام بالعديد من الدراسات والبحوث بالتعاون مع العديد من الشركاء، سواء لمحاولة الإجابة على بعض التساؤلات التي لم يتم حلها بعد،كتلك المتعلقة بفيروس كورونا الجديد، أو لاستنباط طرق طبية ووقائية جديدة من شأنها أن ترفع أكثر من مردودية النظام الصحي المتعلق بطب الحشود والحج. 8 - حرصت الوزارة على القيام بتقييم مفصل وشامل لموسم الحج الحالي للتعرف على أي نقائص قد تكون حدثت واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفاديها في المستقبل. وعبَّر الدكتور محسني في ختام البيان عن تهاني المنظمة للمملكة العربية السعودية، ممثّلة بوزارة الصحة، على ما اكتسبته من خبرة وقدرات في مجال طب الحشود، تُبوئها للقيام بدور ريادي على مستوى العالم في هذا المجال، كما تمكنها من تقديم خدمات صحية رفيعة المستوى لضيوف الرحمن، وتهيئة ظروف صحية ممتازة لهم للقيام بمناسكهم بكل راحة، كما تمكنها من اجتناب الأوبئة والفاشيات، إضافة إلى الإسهام بشكل فعَّال في حماية الدول الإسلامية والعالم من تسرب هذه الأخطار عن طريق الحجيج العائدين لبلدانهم. بعد ذلك أجاب معالي وزير الصحة على أسئلة وسائل الإعلام المحلية والعالمية المشاركة في تغطية أعمال الحج، حيث بيَّن أن وزارة الصحة تنسق مع جميع الدول التي يفد منها ضيوف الرحمن، وتطبق الاشتراطات الصحية التي تضمن - إن شاء الله - سلامة وصحة ضيوف الرحمن. وأكد أنه لم تُسجل ولله الحمد في موسمي العمرة والحج في هذا العام أي حالة إصابة بفيروس (كورونا). وقال معالي الدكتور الربيعة: وزارة الصحة تعمل استقصاءً وبائياً، وتتابع أي تطورات قد تحدث في (فيروس الكورونا) بالتنسيق مع الجهات المعنية داخل المملكة أو خارجها، مبيناً أن المؤشرات حتى الآن ولله الحمد إيجابية ومشجعة. وأكد معالي وزير الصحة أن جهود الوزارة تتواصل في خدمة ضيوف الرحمن عقب انتهاء موسم الحج في مكةالمكرمة والمدينة المنورة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين إن شاء الله. واستعرض الدكتور الربيعة جهود وزارة الصحة في موسم الحج لهذا العام؛ إذ أجرت مستشفيات وزارة الصحة حتى اللحظة 354 عملية قسطرة قلبية، و18جراحة قلب مفتوح، و1336 جلسة غسيل كلوي، إضافة إلى عمليات المناظير التداخلية للنزيف المعوي، وحالات الولادة، وغيرها من الخدمات الصحية. وشكر معاليه بعثات القطاعات الصحية المشاركة في أعمال الحج لهذا العام، ممثلة في وزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني ووزارة الداخلية وهيئة الهلال الأحمر السعودي، على جهودها الكبيرة في خدمة ضيوف الرحمن.