في موسم الحج ثمة آباء يحملون أطفالهم على أكتافهم لأداء مناسك الحج متناسين أن هؤلاء الصغار لا تدعمهم مناعتهم لتجنب الصعاب والأمراض المرتبطة بالزحام، فيما نجد أطفال وافدون تجبرهم أسرهم على العمل تحت الشمس الحارقة في المشاعر المقدسة. «عكاظ» تجولت في المشاعر والتقت عددا من الأطفال وذويهم للحديث عما تتعرض له الطفولة من خطر. يقول حاج مغربي وجدته يحمل طفلته «ليلى» فوق كتفه لماذا أحضرتها إلى هنا وهي غير مخولة بالحج فقال لابد أن تستشعر رهبة المكان وجمال النسك وتتربى على حب مثل هذه المواقع التي تقرب إلى الله، ومن واجبنا أن نربي أولادنا على محبة الله ومحبة رسوله كما نربيهم بعيدا عن المنغصات وما يكدر طفولتهم الجميلة. كما التقيت حاجا مصريا يحمل ابنه «وائل» عمره ثلاث سنوات والذي قال أتيت بابني إلى المشاعر كي ينشأ وفي داخله حب كل عمل يقرب إلى الله ومنها الحج ورغم أنني أجد صعوبة في حمله وكذلك في حجه معي ووالدته إلا أنني حرصت على ذلك كي تبقى هذه الذكرى الجميلة في نفسه. في المقابل نجد كثيرا من الأسر الوافدة تجبر صغارها على العمل تحت أشعة الشمس الحارقة حيث التقيت عددا من الأطفال كما هو حال محمد قايد وأخيه الصغير أحمد اللذين كانا يبيعان المياه على عربة ويقطعان يوميا مسافة ثمانية كيلومرات بين المشاعر تحت لهيب الشمس الحارقة. أما الطفلة الباكستانية «العنود» فكانت هي الأخرى تبيع المياه على قارعة الطريق وتستظل بمظلة مهترئة ومقطوعة وكأنها تقول في نفسها ما هكذا تصبح طفولتي. بدوره طالب الرئيس التأسيسي للجمعية السعودية لرعاية الطفولة معتوق العبدالله الجهات الرقابية بالعمل على رصد ما يتعرض له الأطفال من مخالفات وانتهاك لحقوقهم التي رسختها الشريعة الإسلامية وعززتها الاتفاقيات الدولية والأنظمة المحلية.