شهد الحرس الوطني تطورات متلاحقة بفضل الله ثم بما لقيه من دعم واهتمام من لدن خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية. وجاء صدور الأمر الملكي الكريم برفع المستوى التنظيمي لرئاسة الحرس الوطني إلى وزارة في منتصف هذا العام 1434ه، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزيرا لها، لتأكيد الاهتمام الكبير الذي حظي به الحرس الوطني كمؤسسة عسكرية مهمة، تعنى بأمن الوطن وتذود عن مقدراته وتوفر الحماية المثلى لمواطنيه، وتقديرا لجميع منسوبيه الذين دأبوا على تقديم عملهم بحب وولاء لهذا الوطن، وتتويجا لمسيرة عطاء، شكلت صفحة مضيئة في سجل المنجزات الوطنية. وللحرس الوطني إسهام مميز مع بقية قطاعات الدولة في خدمة ضيوف الرحمن والسهر على أمنهم، من خلال تشرف منسوبي الحرس الوطني سنويا بالمشاركة في خطة الحج، حيث يتم تجنيد جميع الإمكانيات الأمنية والإرشادية والصحية والإعلامية، واستنفار طاقاته كافة لخدمة الحجاج. عملية تطوير وتحديث هذا الجهاز العسكري لم تقف عند هذا الحد، فقد تواكب مع تحويله لوزارة تشكيل لواء جديد هذا العام تحت اسم (لواء الخليفة عمر بن عبدالعزيز) واختيرت منطقة القصيم لتكون مركزه، وجهزت معسكرات قيادته وكتائبه بكامل المرافق اللازمة، وأعدت الخطط التدريبية الضامنة لرفع قدرات وحداته القتالية لتسهم مع باقي قيادات وكتائب الحرس الوطني في تعزيز أمن واستقرار البلاد. ولأن مهمة الحرس الوطني الرئيسة الحفاظ على الأمن الداخلي والدفاع عن الوطن بمشاركة بقية القوات العسكرية، فكان لزاما تحقيق درجات عالية من الاستعدادات، وقدرة على العمل بروح الفريق الواحد على مختلف المستويات، لذلك ركز الحرس الوطني على التدريب الجماعي بدءا بالمهارات الفردية للفرد ضمن الفريق، وانتهاء بالتمارين الميدانية وتمارين القيادة والسيطرة. وفي ذات الإطار، نفذ الحرس الوطني ضمن خطط التدريب لهذا العام تمرين مركز القيادات (ولاء وفداء 2) الخاص باختبار أنظمة الاتصال وإجراءات القيادة والسيطرة. وفي مجال التدريب أيضا خرج الجهاز الكتيبة ال43 من لواء الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول الآلي بعد إكمال البرنامج التدريبي، وانضمامها إلى الوحدات المطورة في اللواء، كما واصلت وحدات الحرس الوطني عقد وتخريج العديد من الدورات في مدارس الحرس الوطني العسكرية ومدرسة سلاح الإشارة ومراكز التدريب لتقف هذه السواعد كقوة تذود عن أمن الوطن واستقراره. وتواصل كلية الملك خالد العسكرية القيام بدورها في إمداد وحدات الحرس الوطني بالضباط المؤهلين من خريجي الثانوية العامة والجامعيين، حيث احتفلت الكلية مؤخرا بتخريج الدفعة الثانية والعشرين من الطلبة الجامعيين البالغ عددهم 42 طالبا جامعيا من مختلف التخصصات، والدفعة السابعة والعشرين من طلبة الكلية بعدد 383 طالبا، لينضموا في مسيرة البناء ويسهموا مع زملائهم في الذود عن كل ما يهدد الوطن ونيل شرف المشاركة في ذلك. ولما للجانب الديني من أثر فاعل في استقرار حياة الجندي المسلم، فقد أولى الحرس الوطني هذا الجانب اهتماما كبيرا، يتجلى برعاية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز مسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم بدورتها الثامنة، التي تكفل بجوائزها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، إلى جانب تنفيذ وإقامة العديد من الأنشطة التوعية والإرشادية المختلفة. وعلى المستوى الصحي، تأتي مشروعات تطوير المدن الطبية بالحرس الوطني كأحد أبرز المنجزات العملاقة للبلاد، حيث شهد هذا العام تدشين المشاريع الحيوية، مثل دار الضيافة التي أنشئت على نفقة خادم الحرمين الشريفين ومركز سليمان بن عبدالعزيز الراجحي لجراحة الإصابات وتوسعة مركز الملك عبدالعزيز لأمراض وجراحة القلب وكلية الصحة العامة والمعلومات الصحية وكلية الطب وكلية التمريض للبنات وبنك الدم، وبنك الحمض النووي، والسجل الوطني لتطابق الأنسجة. وتواصل جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني تخريج الطلاب والطالبات، بعد أن نالوا نصيبهم من الدراسة الأكاديمية الصحية، وهاهي الدفعة السابعة بعد تخرجها هذا العام تشارك في دعم منظومة الصحة في هذا الوطن. ونتيجة لإيمان القيادة بأن الإنسان هو أغلى وأثمن ثروة في البلاد، والمستهدف والمستفيد الأول من المشروعات العملاقة، يواصل الحرس الوطني دعم وزيادة مشروعات الإسكان لمنسوبيه، حيث يتم التوسع في بناء المدن السكنية العملاقة في مناطق المملكة المختلفة، حيث نفذ الحرس الوطني ست مدن سكنية، في كل من الرياض، وجدة والأحساء، والدمام، والطائف، مزودة بالمباني المكملة من مساجد، ومدارس ومستوصفات، وملاعب، وميادين للخدمات، وأسواق مركزية، ومراكز رياض للأطفال، ومكتبات عامة، وأندية ترفيهية، واجتماعية، ومحطات إطفاء، ودورات مياه عامة، ومبان للضيافة، ومحطات خدمة للسيارات. ولسد احتياجات منسوبي الحرس الوطني مستقبلا في مجال الإسكان فقد صدرت الموافقة السامية بإنشاء (17000) وحدة سكنية لمنسوبي الحرس الوطني لتسهم هذه المشروعات في رفاهية واستقرار منسوبي الحرس الوطني. واستمرارا للدور الحضاري الذي يقوم به الحرس الوطني في العديد من المجالات الاجتماعية والثقافية، فقد واصل رعايته للعديد من الأنشطة الثقافية، وكعادته كل عام نظم الحرس الوطني برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الدورة السادسة والعشرين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بعد أن قطع المهرجان مسيرة ربع قرن من النجاح والإبداع، مبرزا جوانب النهضة الحضارية والتنموية التي تعيشها بلادنا في عصرها الزاهر، ومستحضرا تراث هذه الأمة وثقافتها.