إنشاء 17 ألف وحدة سكنية وتطوير المدن الطبية كان دخول الملك عبدالعزيز الرياض قبل أكثر من مائة عام حدث القرن العشرين، وحديث المؤرخين، وذلك لما أثمر عنه هذا الحدث من إنجاز تاريخي كبير، وهو توحيد أجزاء المملكة وتأسيس المملكة العربية السعودية، ثم ما تلاها من مرحلة إنجاز وبناء ومسيرة تنموية تعاقب عليها أبناء الملك المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. سعى الملك المؤسس بكل جهد لبناء دولة هدفها تنمية الإنسان والاستثمار فيه، وذلك بدعوته للاستقرار أولًا، ثم بتعليمه ثانيًا، ثم بدعوته للمشاركة في صنع تنمية هذا الوطن الغالي. ولا شك أن المنجزات التاريخية والحضارية المتتابعة التي تحققت، ستظل ماثلة أمام العيان؛ لأن عظمة الشعوب تقاس بمدى ما حققته من إنجازات ملموسة على ارض الواقع. والحرس الوطني إحدى الصفحات المضيئة لمنجزات هذا الوطن ونهضته وتطوره كتبها عبدالله بن عبدالعزيز عندما تولى عام 1382 ه رئاسة الحرس الوطني واستقطب العديد من الرجال ذوي الخبرة والدراية لوضع إستراتيجية لتحديث الحرس الوطني وتطويره، حتى سار بخطى حثيثة وثابتة نحو مدارج الرقي والازدهار، وفق سياسة اختصرها خادم الحرمين بقوله (نحن هنا في المملكة نشعر شعورًا كاملًا بأمن هذا البلد واستقراره ووحدته، وهذا الشعور هو الذي يملي علينا دائمًا أن نكون مخلصين له، وما الحرس الوطني إلا هذا الشعب، فهو الذي أقام بعرقه وجهده مع الملك عبدالعزيز رحمه الله هذا الكيان الذي نقيم في ظلّه ونسعى إلى صونه بكل ما نملك). مرحلة البناء بُنيت اللبنات الأساسية للحرس الوطني وأعيدت هيكلته وفق أحدث التنظيمات العسكرية، ووضعت الخطط لتأهيل القوى البشرية للقيام بالمهمة، حتى ترسّخت دعائمه، وعلت أركانه، مما مكنه من أداء واجبه، والقيام بمهامه العظيمة المتمثلة في الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه استقراره ومكتسباته الحضارية والتنموية، فحققت هذه المؤسسة أهدافها، وكانت دائمًا الحصن المنيع والدرع الواقي للوطن والمواطن. وفي عام 1431 ه صدر الأمر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيسًا للحرس الوطني بعد أن تولى العديد من المناصب خلال خدمته العسكرية ليتولى الإشراف المباشر على عملية التطوير والتحديث للحرس الوطني وليواصل تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في أن يظل مؤسسة عسكرية وحضارية شامخة تسهم بكل نجاح في تعزيز مسيرة البناء والتنمية في وطننا الغالي. خطة للتطوير وامتدادًا لعملية التطوير والتحديث في الحرس الوطني تم هذا العام تشكيل لواء الخليفة عمر بن عبدالعزيز في القصيم وإعداد الخطط التدريبية اللازمة لرفع قدرات وحدات اللواء القتالية؛ لتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار؛ ولان مهمة الحرس الوطني الرئيسة هي الحفاظ على الأمن الداخلي والدفاع عن الوطن مشاركًا مع بقية القوات العسكرية، فإن ذلك يتطلب درجةً عالية من الاستعدادات، والقدرة على العمل بروح الفريق الواحد على مختلف المستويات لذلك ركز الحرس الوطني على التدريب الجماعي بدءًا بالمهارات الفردية للفرد ضمن الفريق، وانتهاء بالتمارين الميدانية وتمارين القيادة والسيطرة. ونفذ الحرس الوطني ضمن خطط التدريب لهذا العام تمرين مركز القيادات (ولاء وفدا 2) ومن خلال هذه التمارين يتم اختبار أنظمة الاتصال وإجراءات القيادة والسيطرة، كما حقق الحرس الوطني هذا العام العديد من المنجزات في مجال التدريب تمثلت بتخريج الكتيبة الثالثة والأربعون من لواء الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول الآلي وإكمال البرنامج التدريبي وانضمامها إلى الوحدات المطورة في اللواء. كما واصلت وحدات الحرس الوطني هذا العام عقد وتخريج العديد من الدورات في مدارس الحرس الوطني العسكرية ومدرسة سلاح الإشارة ومراكز التدريب لتقف هذه السواعد كقوة ضاربة تذود عن امن الوطن واستقراره. وتواصل كلية الملك خالد العسكرية القيام دورها في إمداد وحدات الحرس الوطني بالضباط المؤهلين من خريجي الثانوية العامة والجامعيين حيث احتفلت الكلية هذا العام بتخريج الدفعة الثانية والعشرين من الطلبة الجامعيين وعددهم 42 طالبًا جامعيًا من مختلف التخصصات، والدفعة السابعة والعشرين من طلبة الكلية وعددهم 383 طالبًا لينضموا في مسيرة البناء ويسهموا مع زملائهم في نماء الحرس الوطني وازدهاره. ولما للجانب الديني من أثر فاعل في استقرار حياة الفرد المسلم، أولى الحرس الوطني جل اهتمامه بهذا الجانب وفي هذا الإطار تم هذا العام وبرعاية من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز إقامة مسابقة الحرس الوطني لحفظ القران الكريم بدورتها الثامنة والتي تكفل بجوائزها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى جانب تنفيذ وإقامة العديد من الأنشطة التوعية والإرشادية المختلفة. وشهد هذا العام العديد من المنجزات والمشاريع في مجال الخدمات الطبية، وتأتي مشاريع تطوير المدن الطبية بالحرس الوطني كأحد ابرز المنجزات العملاقة، وشهد هذا العام تدشين دار الضيافة والتي أنشئت على نفقة خادم الحرمين الشريفين ومركز سليمان بن عبدالعزيز الراجحي لجراحة الإصابات وتوسعة مركز الملك عبدالعزيز لأمراض وجراحة القلب وكلية الصحة العامة والمعلومات الصحية وكلية الطب وكلية التمريض للبنات وبنك الدم وبنك الدم الحبل السري وبنك الحمض النووي والسجل الوطني لتطابق الأنسجة. وشهدت إنجازات الحرس الوطني في هذا العام قطف المزيد من ثمار جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني، حيث تم هذا العام تخريج 230 خريجًا في مختلف التخصصات الطبية ليسهموا في مسيرة الخدمات الطبية المميزة التي يفخر الحرس الوطني في تقديمها لكافة المواطنين. دعم مشروعات الإسكان ونتيجة لإيمان القيادة بأن الإنسان هو أغلى وأثمن ثروة في بلادنا وهو الذي تقام من أجله المشروعات العملاقة يواصل الحرس الوطني دعم وزيادة مشروعات الإسكان لمنسوبيه، حيث يتم التوسع في بناء المدن السكنية العملاقة. وفي هذا الإطار نفّذ الحرس الوطني ست مدن سكنية، في كل من: الرياض، وجدة والأحساء والدمام والطائف، وقد تم تزويدها بعشرات المباني المكمّلة من مساجد، ومدارس ومستوصفات، وملاعب، وميادين للخدمات، وأسواق مركزية، ومراكز رياض للأطفال، ومكتبات عامة، وأندية ترفيهية، واجتماعية، ومحطات إطفاء، ودورات مياه عامة، ومبانٍ للضيافة، ومحطات خدمة للسيارات، ولسد احتياجات منسوبي الحرس الوطني مستقبلًا في مجال الإسكان، فقد صدرت الموافقة السامية بإنشاء (17000) وحدة سكنية لمنسوبي الحرس الوطني لتساهم في استقرار ورفاهية منسوبي الحرس الوطني. واستمرارًا للدور الحضاري الذي يقوم به الحرس الوطني في العديد من المجالات الاجتماعية والثقافية فقد واصل رعايته للعديد من الأنشطة الثقافية، وكعادته كل عام نظم الحرس الوطني وبرعاية كريمه من خادم الحرمين الشريفين الدورة السادسة والعشرين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بعد أن قطع المهرجان مسيرة ربع قرن من النجاح والإبداع ليبرز جوانب النهضة الحضارية والتنموية التي تعيشها بلادنا في عصرها الزاهر، ويبرز تراث هذه الأمة وثقافتها. وللحرس الوطني مساهمة متميّزة مع بقية قطاعات الدولة في خدمة ضيوف الرحمن والسهر على أمنهم، ويتشرّف منسوبو الحرس الوطني سنويًا بالمساهمة في خدمة ضيوف الرحمن، حيث يتم تجنيد كافة الإمكانيات الأمنية والإرشادية والصحية والإعلامية ويستنفر كافة طاقاته لخدمتهم ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام.