تناول برلمان شباب مكة الذي نظمته «عكاظ» مؤخرا بمقر تعظيم البلد الحرام بعنوان «التطوع والمتطوعين بضيوف الرحمن»، بحضور مدير مشروع تعظيم البلد الحرام طلال أبو النور والعديد من الإعلاميين ورؤساء بعض الأعمال التطوعية والقائد الكشفي للمنطقة المركزية و15 شابا من العاصمة المقدسة التجارب الإنسانية لكوكبة الشباب العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، حيث إن هناك 1000 شاب من مكةالمكرمة يتسابقون في تطويف العجزة من الحجاج وتقديم الإسعافات لهم وإرشاد التائهين إلى مقرات سكنهم. وتنوعت مداخلات البرلمان واشتملت على العديد من القصص الإنسانية ومدى تأثير الأعمال التطوعية على النفس وأهمية خدمة ضيوف الرحمن، لاسيما أن العديد من الشباب أكدوا سعادتهم وشعورهم بالرضا وهم يقدمون خدماتهم لضيوف الرحمن من حجاج وزائري البيت الحرام. «عكاظ»: متى نرى أعمال شباب مكة داخل المشاعر المقدسة كما هو الحال للخدمات المقدمة من قبلهم في أروقة الحرم المكي الشريف؟ - مدير تعظيم البلد الحرام أبو النور : خدمة الحاج يجب أن تكون في أي مكان يتواجد فيه ولكن أعمال شباب مكة مقتصرة في هذا الوقت داخل المنطقة المركزية وعلى أطرافها لاسيما اننا نظر لاتساع دائرة العمل ومن ضمنها المشاعر المقدسة، كما أن هذا المشروع انطلق منذ تسعة أعوام ويعتمد على الشباب الذين أثبتوا جدارتهم بتولي مثل هذه المهمات. «عكاظ»: كم يبلغ عدد البرامج لمشروع تعظيم البلد الحرام وما الخدمات التي يقدمها شباب مكة من خلال هذا البرنامج؟ - أبو النور: هناك سبعة برامج تتمثل في مجلة مكة ومكي الأطفال وشباب مكة والجوال والرفادة المكية والحي المعظم والتدريب، أما الخدمات التي يتولى الشباب تقديمها فتتمثل في ثمانية أنشطة وهي خدمة الطائفين في الحرم المكي بالعربات وإرشاد التائهين والإسعافات الأولية والتوعية بحق الطريق وحفلات الاحتفاء بوفود الرحمن ونشاط الضيافة المكية ورعاية الحجاج المرضى المنومين في المستشفيات وحملة سلام وابتسام لضيوف البلد الحرام. «عكاظ»: كم عدد الشباب المشاركين في موسم حج هذا العام؟ - صلاح عبدالشكور: هناك 1000 شاب من العاصمة يتسابقون لخدمة ضيوف الرحمن، لاسيما انهم يقدمون الخدمات من خلال أنشطة موسمية تطوعية لخدمة ضيوف الرحمن، تتمثل في تطويف كبار السن مجاناً بعربات رئاسة شؤون المسجد الحرام، يعمل عليها أكثر من 500 شاب مكي، ومجموعة أخرى تقدم الإسعافات الأولية من خلال التعاون مع هيئة الهلال الأحمر السعودي بالحرم المكي في إسعاف المصابين وتوجيه عدد من شباب مكة المدربين لنقل المصابين إلى المراكز الصحية الموجودة داخل الحرم أو إلى مستشفى أجياد عند الحاجة، وأخرى إرشاد التائهين وخصص له أكثر من 100 شاب توزعوا حول أروقة الحرم المكي، ونشاط التوعية بحق الطريق وخصص له أكثر من 100 شاب، إضافة إلى نشاط حفلات الاحتفاء بوفود الرحمن في مقرات سكنهم وفريق شباب مكة التطوعي «مبادرون» وعربات الاحسان التي تقل كبار السن من وإلى المسجد الحرام وغير ذلك من الخدمات المختلفة. «عكاظ»: هناك صور إنسانية صادفتكم خلال أنشطتكم.. هل بالإمكان سرد بعضها؟ - الشاب محمود شفيق الأركاني عضو المركز الإعلامي بالبرنامج أجاب بقوله: عملت في برنامج «شباب مكة في خدمتك» بمشروع تعظيم البلد الحرام منذ انطلاقه قبل تسعة أعوام وأذكر أنه ذات مساء كنت أقوم بدفع عربة حاج مسن عربي أثناء الطواف وعندها قال «الحاج كم تريد؟» وهو لا يدري أن ما نقدمه بمثابة عمل تطوعي نبتغي بذلك وجه الله، ولما أخبرته بذلك أصر الحاج أن يقبل رأسي وقال: كنا نسمع أن الحج فيه متاعب وصعوبات كثيرة ولما رأيتكم يا شباب مكة وأنتم تساعدون الحجاج فلا خوف من مشقة الحج. وبدوره أوضح حامد الهلالي أحد الشباب المتطوعين في خدمة الطائفين ببرنامج «شباب مكة في خدمتك» أنه كان يقوم بدفع عربة حاج هندي مسن يدعى محسن خورشيد ولما انتهى من إكمال نسك الطواف قال الحاج «كم تريد من المال؟» وفي لحظتها أبلغته أن ما أقوم به عمل تطوعي وهنا أصر أن يقبل رأسي ولسانه يلهج بالثناء. من جهته أوضح الشاب عبدالرحمن التهامي من العاملين في نشاط إرشاد التائهين قائلا: ذات يوم وأنا أمسك بيد أحد الحجاج التائهين في المنطقة المركزية وكان لا يعرف التحدث بالعربية وقد أمضى عدة ساعات باحثا عن مقر سكنه، وبعد أن اطلعت على بطاقته وعرفت منها موقعه بادرت بإيصاله فما كان منه إلا أن عبر عن فرحته بهذا العمل خاصة عندما التقى أهله وأبناء جلدته من الحجاج وكان موقفا مؤثرا للغاية. وفي نفس السياق أوضح محمد الشيخ بقوله: سعدت وزملائي بالمشاركة في الأعمال التطوعية التي يقدمها شباب مكة لحجاج بيت الله الحرام وهي شرف ينبغي ألا يتأخر عنه جميع سكان مكةالمكرمة والمتطوعون بحاجة إلى الدعم والتحفيز ووقوف الجميع مع مبادراتهم وتذليل الصعوبات التي تواجههم، ليبنوا مشاريع ميدانية مختارة تبني مواهبهم وتصقلها في صالح المجتمع، وتجعل من شباب مكة نموذجا يسير عليه بقية الشباب في العالم.. لما يملكون من شرف الزمان والمكان والخدمة. وفي إطار المداخلات أوضح مدير كشاف شباب مكة عثمان مدني أن العمل التطوعي له أثر كبير في النفس، حيث إن الشاب لا يبحث عن المردود المادي أصلا لأن المكافأة التي يستلمها الكشاف لا تجزي له جميع مصاريفه ولكن تجد أغلب الشباب لديهم العزيمة والإصرار في خدمة ضيوف الرحمن». من جانبه أوضح الاعلامي طلال الزايدي بقوله: أفخر بمثل هؤلاء الشباب الذين يعملون من أجل خدمة ضيوف الرحمن لاسيما أن هذا هو الشرف العظيم الذي ينبغي على كل شاب البحث عنه، فهنيئا لكم وبما تعملون. من جهته قال أبو بكر تمكتي إنه يجري تعويد الكشاف على خدمة وافدي بيت الله الحرام، حيث تجدهم يعملون على راحة الحاج وإرشاده وإسعافه وتقديم كل الخدمات التي يحتاجها. ضيوف البرلمان: 1- مدير مشروع تعظيم البلد الحرام الشيخ طلال أبو النور 2- الناطق الإعلامي لشباب مكة صلاح عبدالشكور 3- مدير كشاف شباب مكة عثمان مدني 4- نائب كشاف شباب مكة أبو بكر تمكتي 5- الإعلامي ياسين اللحياني 6- الإعلامي طارق الزايدي