تقع محافظة مهد الذهب بين منطقة الرياض ومكة المكرمةوالمدينةالمنورة وتتبع إداريا لمنطقة المدينةالمنورة، حيث تبعد حوالى 160 كلم عنها، وصنفت مؤخرا كمحافظة فئة (أ) كما أنها أكبر محافظات المدينةالمنورة مساحة حيث تبلغ مساحتها الكلية (25.2) ألف كم ويقدر عدد سكانها ب80 ألف نسمة تقريبا. وتتبع لها أكثر من 154 قرية وهجرة، وتضم في أرضها منجم مهد الذهب الذي سمي في العصور القديمة معدن سليم وقد استغل هذا المنجم أيضا في العهد السعودي في عهد الملك عبدالعزيز وقد افتتح المنجم بشكله الحالي في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، وكان ذلك في عام 1403ه. وفي عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز افتتح في محافظة مهد الذهب أكبر منجم نحاس في الشرق الأوسط ويقدر مخزون النحاس حتى الآن بسبعة ملايين طن قابلة للزيادة. وأوضح المؤرخ نايف المطيري أن محافظة مهد الذهب ضرب بها أول ريال سعودي حيث كانت صورة جبل مهد الذهب من الجهة الشمالية موجودة على صورة الريال السعودي. وتدرس حاليا شركات سعودية الجدوى الاقتصادية في منطقة أم الدمار التعدينية في محافظة مهدالذهب بعد أن اكتشف الجيولوجيون مخزونات من الذهب، ويتوقع أن يضاف منجم أم الدمار إلى المشاريع التعدينية في محافظة مهد الذهب. ويذكر المؤرخ نايف بن غبن الوسمي أن النظائر المشعة لمخلفات التعدين في محافظة مهد الذهب أثبتت أنها تعود إلى 961 قبل الميلاد وهذا ما يتفق مع فترة نبي الله الملك سليمان وقد أعيد نشاط التعدين فيها في العهد العباسي أما البعثة العثمانية فقد أقر خبراؤها بوجود الذهب لكن تركوا مهمة التعدين لأنهم وصفوها بالمستحيلة في ظل انعدام المياه في هذه المنطقة. وكانت بداية تأسيس محافظة مهد الذهب، هو تجمع بعض افراد القبائل في الجهة الشمالية لمنجم الذهب، حيث كانوا يعملون باليومية في المنجم، وكانت أجرتهم عبارة عن بعض المواد الغذائية كالسكر والشاي وخلافة بالإضافة إلى الأجرة النقدية، وكان ذلك بحد ذاته عامل جذب إذ ان المنطقة لا توجد بها مقومات الحياة الاستيطانية كالآبار العذبة أو العيون الجارية، وكونت تلك التجمعات ما يعرف بالمهد القديم قبل الانتقال للجهة الشرقية من المنجم، حيث تم توزيع الأراضي وتقسيم المخططات وكان ذلك متزامنا مع نهوض شامل في جميع مدن ومحافظات المملكة وطفرة في السكان والمال، أما بالنسبة للمهد القديم فهو الآن عبارة عن أطلال من الصفيح والأخشاب. يؤكد الأهالي ان المحافظة بحاجة إلى الاعتناء بالأماكن التراثية والسياحية كونها تحتضن العديد من الأماكن الأثرية والتاريخية التي تعود لآلاف السنين. وقال آخرون إن المحافظة بحاجة إلى جامعة متكاملة أسوة ببقية المحافظات لأن وجود جامعة بمحافظة مهد الذهب سيخدم كذلك القرى والمراكز ويخفف الضغط على جامعة طيبة وطالبوا بتأسيس جامعة للتعدين تخدم التعدين في المملكة لكون المحافظة هي المحافظة الاقتصادية الأولى في التعدين. ويقول المواطن صالح المطيري إن المحافظة بحاجة إلى تطوير طرقها وخدماتها البلدية حيث إن الكثير من طرق المحافظة تحتاج إلى صيانة وإعادة هيكلة وبناء كما قال المطيري إن المحافظة ليس بها حتى الآن مخططات وأن توزيع الأراضي السكنية متوقف منذ عام 1413ه وهذا يعكس بطء المرحلة التنموية في المحافظة، وطالب المسؤولين عبر "عكاظ" بالنظر في موضوع منح الأراضي السكنية.