حذر أطباء مختصون من 5 فيروسات قد يتعرض لها الحاج في غياب الوعي الصحي وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وتناول الطعام الملوث أو التواجد في أماكن الازدحام. ودعوا إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تمنع من انتشار الفيروسات الستة وهي: فيروس الأنفلونزا الموسمية، فيروس التهاب الحلق، ادينو فيروس المسبب لالتهاب العين، فيروس الالتهاب الكبدي (أ)، فيروس انفلونزا المعدة. وأشاروا ل«عكاظ» إلى أن جميع هذه الفيروسات تنتقل بالعدوى من المرضى المصابين إلى الأصحاء لذا فإن الوقاية تمثل أساس تجنب التعرض لهذه الفيروسات الممرضة. الوقاية.. الوقاية اعتبر البروفيسور طارق صالح جمال أستاذ الأنف والأذن والحنجرة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ورئيس جمعية الأنف والأذن والحنجرة أن موسم الحج يعد من المواسم التي تشهد انتشار فيروسات عديدة من سلالات وأنماط الأنفلونزا الموسمية لتوافد ضيوف الرحمن من كل بقاع الأرض. وأضاف «الأنفلونزا الموسمية في حد ذاتها لا تشكل أية خطورة على صحة المصاب إلا أنه يجب اتخاذ التدابير الوقائية التي تمنع من التعرض لفيروساته المختلفة، حيث إن هناك 270 نوعا وسلالة مما يجعل سهولة إصابة الأصحاء أسرع نتيجة انتقال العدوى برذاذ المصاب وعوامل الطقس المناخية أو استعمال أدوات المريض المصاب، بالإضافة إلى فيروس التهاب الحلق الذي كثيرا ما يصاحب المصاب بالأنفلونزا. ولفت إلى أن فيروس الحمى الشوكية يعد من الفيروسات التي تنتشر في الدول الأفريقية أكثر إلا أن إلزامية تطعيم حجاج الداخل والخارج وجعله من أهم اشتراطات أداء الحج يجعل احتمالية التعرض للفيروس معدومة أو نادرة جدا. وشدد على الوقاية من خلال اتخاذ الطرق الوقائية التي تحد من انتشار الفيروس وأهمها استخدام المناديل عند العطاس وغسل اليدين فورا، ارتداء كمامة الفم، عدم العطس في اليدين مباشرة ومن ثم مصافحة الآخرين لأن ذلك يعزز من انتقال الفيروس للأصحاء، استخدام المطهرات في تطهير الأيدي وتجنب الأماكن المزدحمة. ونصح البروفيسور جمال الذين يتعرضون للأنفلونزا الموسمية بتناول الحمضيات التي تحتوي على فيتامين C لتقوية المناعة وفي حالة وجود شكوى من حموضة المعدة فإن عليهم تناول فيتامين سي على هيئة فوار أو حبوب المص، وضرورة إلزام الراحة. سلالات مختلفة وفي سياق متصل، أوضح الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة الباحة استشاري مكافحة العدوى ووبائيات المستشفيات الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني، أن انتشار الأنفلونزا الموسمية في موسم الحج يعد أمرا واردا وطبيعيا، حيث ترتفع نسبة انتشاره في أيام الحج ذلك لتوافد أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام، لافتا إلى أن هناك سلالات عديدة لفيروس الأنفلونزا الموسمية في مختلف الدول، وبالتالي فإن انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى آخر يكون سهلا وخصوصا أن ضيوف الرحمن يتنقلون في أماكن عديدة في المشاعر المقدسة. وأشار إلى أن بعض الأشخاص عندما يصابون بالأنفلونزا للأسف الشديد لا يتخذون الوسائل الوقائية عند العطاس ومنها استخدام المناديل أو غسل اليدين وعدم استخدام الكمامة وبذلك يساعدون في نقل العدوى إلى الآخرين بكل سهولة. ونصح على ضرورة ارتداء الكمامة الطبية في حالة التواجد في الأماكن المزدحمة كالطواف والسعي ورمي الجمرات. الدكتور حلواني خلص إلى القول إن التزام الراحة وتناول العصائر الطازجة كالبرتقال والليمون يساعد في التخفيف من حدة المرض. ادينو فيروس وحذر استشاري طب وجراحة العيون الدكتور ياسر بن عطية المزروعي، من فيروس (ادينو) الذي قد يتعرض له الحاج، مبينا أن ادينو فيروس أو ابولو فيروس له أنماط وسلالات عديدة وهو فيروس معد وينتقل من المصاب إلى الفرد السليم عبر الملامسة أو استخدام أغراض المصاب به، وأعراض الإصابة بهذا الفيروس قد لا تظهر مباشرة، بل بعد أيام تقريبا، كما أنه ينتقل بأحد أنواع الرشح الذي يتسبب به الفيروس نفسه وأعراضه كالرشح العادي، وفي هذه الحال ينتقل بسهولة في الهواء من خلال السعال والعطس. ولفت إلى أن أبرز أعراض المرض حدوث احمرار شديد في العين قد يتسبب بنوع من النزف الخارجي على بياض العين، وإفرازات صفراء، والشعور بوجود رمل داخل العين أو جسم غريب، ويمكن أن تستمر هذه الأعراض لعدة أيام فيما يبقى المريض في حالة العدوى أسبوعين. ونصح الدكتور المزروعي بأنه في حالة الشعور بأي عارض غير صحي في العين التوجه فورا لطبيب العيون لأخذ القطرات العلاجية اللازمة لمواجهة الفيروس؛ لأن من المشكلات التي يمكن أن يولدها هذا الفيروس حدوث التهابات على قرنية العين. التسمم الغذائي من جانبه، قال استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد علي المدني إن هناك بعض الفيروسات أو البكتيريا التي قد يتعرض لها الحاج لا سمح الله أثناء أداء المناسك وكلاهما تعتبران كائنات حية دقيقة ممرضة. وأفاد أن هناك فرقا بين الفيروسات والبكتيريا، حيث تعتبر الفيروسات طفيليات بمعنى أنها لا تستطيع العيش بدون كائن حي يمكنها من التكاثر والنمو وهذا الكائن الحي قد يكون بكتيريا أو حيوانا أو إنسانا، أما البكتيريا فهي تعتمد على نفسها في النمو والتكاثر ويتضح من ذلك أن حجم وتركيب الفيروسات أصغر وأقل تطورا وأكثر صعوبة من القضاء عليها من البكتيريا، حيث تكون الفيروسات جزءا من الكائن الحي. وأضاف «هناك بعض الفيروسات التي تمثل خطورة على صحة وحياة الانسان نتيجة تناول الطعام الملوث ومثال على ذلك الالتهاب الكبدي الفيروسي (أ) حيث تحدث الإصابة نتيجة الطعام أو الشراب الملوث ببراز مريض مصاب بهذا الفيروس، ومثال آخر هناك نوع من الفيروسات تسمى أنفلونزا المعدة وهذا يحدث نتيجة تلوث تناول الأطعمة الملوثة بهذا الفيروس».