مع تأجيل لصيانة السفن والطائرات الحربية وإلغاء عمليات تدريب والاستغناء عن بعض المهام الإدارية، يستعد الجيش الأمريكي للتكيف مع صدمة الشلل في ميزانية الولاياتالمتحدة، وهو ما يخشى أن يحمل في حال استمراره طويلا إلى تأثيرات جذرية على المؤسسة العسكرية الأمريكية، بحسب تحذيرات مسؤولين. وعلى الرغم من أن اليوم الأول من الشلل في الميزانية الثلاثاء لم يحمل أي أثر ظاهر على الجيش الأمريكي، إلا أن مسؤولين عسكريين يؤكدون أنهم سيواجهون صعوبات في القيام بالمهام نفسها بعد منح نصف الموظفين المدنيين ال 800 ألف في البنتاغون إجازة غير مدفوعة. ويقول عسكري برتبة رفيعة «سيكون هناك أثر، لكن لن يصبح الأمر محسوسا إلا بعد مدة»، مضيفا أن هذه «الإجازات القسرية» الناجمة عن المأزق في الميزانية في الكونغرس تعني أن «العمل الجدي لم ينجز بعد». ويعمل أكثرية الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع في قواعد منتشرة في كل الولاياتالمتحدة، ويعتمد العسكريون على هؤلاء من أجل صيانة المعدات أو حسن تسيير الشبكات اللوجستية. قانونا، يمكن للبنتاغون اعتبار جزء فقط من الموظفين «أساسيين» والسماح بمواصلة العمل. وتبقى تبعات الشلل الحالي على الدفاع صعبة التقدير ما دفع المستشارين القضائيين في البنتاغون إلى درس احتمال زيادة عدد هؤلاء المدنيين الذين يعتبرون أساسيين. وخلال آخر شلل في الميزانية في الولاياتالمتحدة العام 1995، صوت النواب الأمريكيون لصالح توفير تمويل البنتاغون. إلا أن الوضع أنشأ مع ذلك مشكلات كبرى بالنسبة للجيش. ويتذكر بول ايتن الجنرال السابق الذي كان حينها يحضر لنشر وحدة مدرعات في البوسنة أن «الاضطرابات المرتبطة بالضبابية حيال التمويل تسببت بإبقائنا في حال بلبلة مستمرة». ويضيف خلال مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة عقده مركز للأبحاث «لم نكن نعلم حتى ما إذا كانت سكك الحديد قادرة على تحمل أثقالنا (...) كنا ننقل دبابات»، في إشارة إلى الأجهزة الفدرالية الأخرى اللازمة للقيام بالعملية. لكن اليوم الوضع غير مسبوق، على الرغم من حصول الجنود على مستحقاتهم وتأمين استمرار العمليات العسكرية. ويتابع بول ايتن «ليس لدي أدنى فكرة، ولست متأكدا من أن أحدهم يعلم بذلك، في شأن ما يمكننا توقعه خلال الأيام المقبلة، الأسابيع المقبلة، الأشهر المقبلة». من جهته، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل أمس الأول الثلاثاء في سيول أن شلل الإدارات الأمريكية بسبب عدم إقرار الموازنة «يلطخ» صدقية الولاياتالمتحدة تجاه حلفائها الذين «يطرحون تساؤلات بشأن الالتزام» الأمريكي. وجدد هيغل التأكيد أن هذا الشلل في الميزانية، الأول منذ 18 عاما بسبب عدم الاتفاق بين الجمهوريين في مجلس النواب وديموقراطيي مجلس الشيوخ، «غير مسؤول إطلاقا». وفي البنتاغون، لا يخفي عدد كبير من المسؤولين والعسكريين الرفيعي الرتب المستائين أساسا من الاقتطاعات التلقائية في ميزانية الدفاع بسبب عدم الاتفاق بين الديموقراطيين والجمهوريين، شعورهم بالخيبة جراء الوضع الراهن. ويرى مسؤول طلب عدم كشف اسمه أن «هذا كله ليس ناجما عن عمل معاد أو كارثة طبيعية (...) هذا كله مصطنع بالكامل».