تراقب قيادة طيران الأمن حركة الحجيج في المشاعر المقدسة من خلال 18 طائرة من نوع (s92) والبلاك هوك (s70a) وقد أعلنت عن رفع جاهزيتها والتأكد من المهابط في كل من مكةالمكرمة والمدن المحيطة بها. وأكد ل«عكاظ» قائد طيران الأمن اللواء محمد بن عيد الحربي أن أسطول طيران الأمن يحظى بمتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية الذي يوجه بتسخير كل الإمكانيات في سبيل الارتقاء بمؤهلاتهم وقدراتهم وتوفير أحدث الطائرات العمودية لحفظ أمن الموطن وخدمة الحجاج. وبين أن أسطول طيران الأمن يعمل على رصد حركة الحجيج في المشاعر المقدسة ومتابعتهم على الطرقات وفي عرفات ومزدلفة وفوق جسر الجمرات، وتنفذ بثا حيا مباشرا لغرف عمليات الأمن من خلال عدد كبير من الكاميرات تنقل صورا حية مباشرة من الميدان إلى مركز العمليات، تمكن العاملين به من متابعة الموقف وتسجيل الحالات الطارئة أثناء وقوعها، ويجري دعم هذه الكاميرات بالعمل الميداني خاصة في مناطق رمي الجمرات لأهمية تلك المواقع . وأضاف: تنفذ الطائرات العمودية من طراز (s92) و(s70a)، عشرات الطلعات الجوية اليومية وبشكل متواصل بلا توقف، ورصد طيران الأمن كافة الطرق التي يسلكها الحجاج من وإلى منى، فيما يتم تحديد أفضل المواقع للهبوط لتنفيذ الإخلاء الطبي والإسعاف، وذلك بالتنسيق مع قيادة عمليات الدفاع المدني والأمن العام وكافة الجهات المعنية بتنفيذ مواجهة الطوارئ في موسم الحج. وأوضح أن من مهام طيران الأمن متابعة تصعيد الحجاج لعرفة ومراقبة حركتهم، والإبلاغ عن أي حوادث قد تقع خلال عملية التفويج وتوجيه الوحدات والفرق الميدانية إلى مواقع الحوادث أو الاختناقات المرورية ومناطق الازدحام والتكدس، وإرشادها لأفضل الطرق لمباشرة ما قد يقع من حوادث. وقال اللواء الحربي تم مسح الأجواء في المشاعر المقدسة والمسجد الحرام وكافة الطرق ومداخل العاصمة المقدسة للاطمئنان على الحجيج وسلامتهم، موكدا أن الوضع هادئ وطبيعي، ولم يتم تسجيل أية ملاحظات خلال ساعات الطيران الماضية. وأضاف: جميع الطائرات المشاركة في خطة الحج مجهزة بأحدث التقنيات لأداء مهامها على مدار الساعة، تنفيذ عمليات المسح الجوي، ومراقبة الحركة المرورية على الطرق في المشاعر المقدسة والطرق المؤدية إليها، والإسهام في كافة مهام الدفاع المدني الأخرى من إطفاء وإنقاذ وإسعاف وبحث عن المفقودين، وغيرها من الحوادث الطارئة. وقال «مهام الطائرات المشاركة تشمل التدخل السريع لمواجهة الطوارئ في المناطق التي يتعذر وصول الوحدات الميدانية إليها، أعمال الإخلاء الطبي، الإسعاف الجوي عبر كوادر طبية متخصصة على متن الطائرة»، مؤكدا أن جميع الطائرات مجهزة بكل الأنظمة والتقنيات التي تمكنها من أداء هذه المهام ليلا ونهارا، من خلال الكاميرات الحرارية وأجهزة الرؤية الليلية. وشدد على جاهزية طيران الأمن للتعامل مع حوادث الأبراج العالية في مكةالمكرمة، وقال «يتطلب التعامل مع هذه النوعية من الحوادث احترافية كبيرة من قائد الطائرة والأشخاص المراد إنقاذهم»، مشيرا إلى أنه يمكن للطائرات التحليق فوق هذه الأبراج على ارتفاع يصل إلى 3 آلاف قدم، فيما تم تجهيز الطائرات بكل ما يلزم لأداء المهام المطلوبة، مثل جرادل الإطفاء وأوناش الإنقاذ والرافعات، وكافة التجهيزات الطبية والإسعافية، لافتا إلى أن الطائرات تشارك في جميع عمليات الإطفاء الجوي للحرائق التي تقع في الأماكن المكشوفة وعمليات الإسعاف والإنقاذ وإخلاء المتضررين والمحاصرين في المناطق الخطرة إلى معسكرات الإيواء وتزويد غرفة عمليات الأمن العام والدفاع المدني بتصور عن الأوضاع في المشاعر المقدسة لحظة بلحظة ومشاركة فرق الطوارئ في تنفيذ الخطط اللازمة لكل أعمال الإنقاذ والإطفاء ومساندة الأجهزة الحكومية لأداء مهامها. إلى ذلك، رصدت عدسة «عكاظ» أمس جاهزية المشاعر المقدسة لاستقبال ضيوف الرحمن، وذلك في جولة جوية على طائرات الأمن من ارتفاع راوح ما بين 1500-2500 قدم عن سطح الأرض، رصدت خلالها جاهزية مختلف الجهات الحكومية لخدمة الحجيج. عدسة «عكاظ» رصدت حركة غير اعتيادية من الجهات الحكومية في المشاعر المقدسة وحولتها إلى خلية نحل استعدادا لاستقبال ملايين الحجاج من كافة بلدان العالم، وسجلت العمل الجبار الذي يبذل من أجل خدمتهم وراحتهم، تلك المناظر الجمالية والتخطيط الهندسي والعمراني الذي استغرق سنوات من الجهد والمال والعمل والتضحية، لا يمكن أن يراها الحاج على الأرض كما هي من السماء. الصورة الجوية أوضحت الحركة الكبيرة في طرقات المشاعر المقدسة وأظهرت تفاصيل الحركة المرورية في زوايا العاصمة المقدسة أكثر تنظيما مع فتح طرق جديدة وتحويل مسارات طرق من أجل تهيئتها لأيام الحج، فيما انتشر مئات رجال الأمن ينفذون الخطط والفرضيات الخاصة بأيام الحج. رحلة «عكاظ» للمشاعر المقدسة بدأت برصد حركة الطرق الترابية حول العاصمة المقدسة، قبل أن تنتقل إلى صحن المطاف الذي يشهد أكبر حركة تطويرية منها استحداث جسر العربات المتحركة المعلقة في سقف الدورين الثاني والثالث لجسر المطاف يمكن الوصول إليها عن طريق محطات خارج الحرم ومن سطح الدور، وتستخدم لكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة، ويتم تزويد الدور الأخير من المطاف بصحن متحرك يدور حول الكعبة بسرعة مناسبة تختصر وقت الطواف، كما رصدت «عكاظ» مشروع مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمطاف من 48 ألف طائف في الساعة إلى 105 آلاف في الساعة تنفذ على عدة مراحل. وشهد مشعر منى حركة مكثفة من كافة الجهات العاملة في الحج وقد ارتدى أجمل حلة وسط منظومة أمنية كبيرة يشرف عليها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني، ووزير الداخلية، وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة. جولة «عكاظ» على المشاعر المقدسة تواصلت بالتحليق في مشعر عرفات الطاهر، ومسجد نمرة، قبل أن تتجول في مشعر مزدلفة، وطافت بعدة محطات لقطار المشاعر.