أكدت وزيرة الإعلام البحريني سميرة إبراهيم رجب في ردها على تساؤل «عكاظ» حول موقف الإعلام مما تعبث به بعض وسائل الإعلام في الحقائق وتغيير مضامينها خاصة ما يحدث في نسفها ملامح الصدق والمصداقية، بأنه يجب أن يدرك الجميع دور الإعلام في معالجة القضايا والتحديات التي تواجه منطقة الخليج. وأضافت أن منطقة الخليج تمر بتحديات كبيرة، وعلى الإعلام أن يكون بحجم تلك التحديات. وأشارت إلى أن هناك رسالة يجب أن يعيها الإعلاميون في الخليج، وهي أن نعي أهمية أخذ الاحتياطات الكاملة في التصدي لمثل تلك القنوات المضللة ويجب كشف هذه القنوات من حيث إنشائها لكل العالم. وعن قيام القلم الخليجي ليدافع عن قيم المنطقة قالت: إن كنا نملك المعرفة سنعرف كيف ندافع ولكن المشكلة في القصور المعرفي الذي نعاني منه في الخليج، وهو يمثل جزءا كبيرا من الإعلام مع الأسف وهذا القصور يستغل في أن يزود بالأكاذيب، ولا يمكن أن يكون واقعا، بيد أنه يؤخذ ليستقبله الفكر القاصر. وتطرقت إلى الانقسام الفكري في القضايا التي تأخذ طابعا حاسما، حيث إن التعامل مع كل الأفكار أمر مهم للغاية، وبعث الوعي لدى الجميع أمر مطلوب، وعلينا كشف الأفكار من دون تحيز أو تضليل، كما أن الانغلاق الذي شهدناه طوال أعوام عدة أسس إلى ضعف معرفي في الجوانب الحاسمة على وجه التحديد. وقالت: إن سلاح المعلومة أصبح أكثر خطرا من أي وقت مضى، ونحن بحاجة ماسة لهذا السلاح لتنمية بلداننا، وللدفاع عن مكتسباتنا، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام كافة تمر اليوم بنوع من الأزمة بعد انفجار وسائل الاتصال وانتشار المعلومة، وأضافت: إننا نعيش أزمة مصداقية في الإعلام. مستدركة: أصبح كل هذا الواقع محل مراجعة نتيجة ظهور آلاف الصحف والمجلات الشعبية التي تنشر أخبارا وآراء عبر شبكات الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي. وأوضحت أن «هذا الأمر وضع المجلات والصحف في مواقف محرجة، إذ أنها وقعت في فخ سرعة نشر الخبر على حساب معايير الدقة والتحري، ما سبب أضرارا جسيمة على كثير من البلدان، منها مملكة البحرين التي كانت ولا تزال ضحية نشر أخبار سريعة في معظمها كاذبة ومضللة للرأي العام». وأضافت: يجب أن تفكر الصحف في المقالات والأخبار التي تبعثها للمستقبل، وأن تبحث عن مواطن الخلل، وكيف تقنع المتلقي بأن الأخبار التي يستقيها عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعيدة كل البعد عن العمل الصحافي. مشيرة إلى أهمية مراجعة النموذج الاقتصادي الذي تتبعه الصحف في ظل المتغيرات الجديدة في نماذج إنتاج الأخبار. ووجهت حديثها إلى قيادات الإعلام في الخليج، إذ قالت: إن المسؤولية أصبحت أكبر من ذي قبل، ويجب دعم الحكومات مهما اختلفت الآراء، وتعددت وجهات النظر داخل الوطن الواحد، إذ أن التحديات التي تواجهنا ليست فقط اقتصادية، بل هناك معارك جديدة على المستويين الاقليمي والدولي. مضيفة: يأتي هنا دور الصحافي الذي يجب ألا يقتصر دوره على الخبر، بل العمل ضمن فلسفة جديدة تأخذ بعين الاعتبار التحديات في المنطقة وتعمل على تصحيح المسار من خلال الحد من التضليل الاعلامي والدفاع عن مصالح الدول عبر الانخراط الايجابي تحت مسمى الأمن الإعلامي. مشيرة إلى أن من حق الدول أن تدافع عن نفسها فيما يخص الأخبار الكاذبة التي تنشر عنها.